انت الكلمات الواضحة والصريحة التي تحدث د. صلاح البردويل؛ عضو المكتب السياسي لحركة حماس والناطق الإعلامي باسم وفدها لاجتماعات القاهرة، هي المرآة العاكسة لخلاصة لقاءات الفصائل الفلسطينية في جمهورية مصر العربية، والتي على إثرها تعددت التحليلات السلبية لمخرجات الاجتماع وبيانه الختامي، والذي علَّق عليه أهالي قطاع غزة - بعد انتظار طويل – الكثير من الأماني والأحلام.. للأسف، كان اعتذار د. البردويل فيما بعد عما ورد على لسانه هو ما عاظم الصدمة، وأطلق العنان للأقلام أن تكتب بجرأة وجسارة في انتقادها للفصائل حول البيان الهزيل، وذلك بلغة "تمخض الجبل فولد فأراً"، وأن الجعجعة التي سبقت الاجتماع أو صاحبته لم نشاهد لها طحناً!!
ومن الجدير ذكره القول، إن الانتقادات التي جادت بها قريحة النخب والمحللين والإعلاميين، والسخرية التي عبر عنها الجمهور الفلسطيني في وسائل التواصل الاجتماعي حول تصريحات البعض من قيادات تلك الفصائل، كانت كافية لرسم لوحة من الإخفاق والتشاؤم، والتي شكلت هزة ارتجاجية شعر فيها الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية، وعلى وجه الخصوص في قطاع غزة، جراء الشعور الكبير بخيبة الأمل في قياداته السياسية، والتي أوصلته بجهلها وقلة حيلتها، وغياب الحكمة لديها، وتبعيتها لهذه الجهة الإقليمية أو الدولية بأنها لا تملك حقيقة الأهلية لقيادته، وأن الكل من هؤلاء يفكر بحساباته الشخصية أو الحزبية، والتي قد تخرج - أحياناً - عن السياق الوطني!!
لذلك، كانت صدمة أهالي قطاع غزة وحالة الذهول لدى الشارع الفلسطيني كبيرة، وإذا ما استمرت وضعية التجاهل والاستهتار بأوضاعه المعيشية الكارثية، فإن الانفجار هو الحدث القادم، والذي سيدفع فيه الجميع بما فيه الشعب والوطن أثماناً سياسية وأمنية باهظة، والدخول في حالة من انعدام الوزن والمجهول الذي لا يعلم تداعيات عواقبه إلا الله.
وفي سياق قراءتنا لمشهد الساحة الفلسطينية بعد (بيان القاهرة 2)، فإننا سوف نستعرض ما كتبته بعض الأقلام المعروفة بانتمائها للتيار الإسلامي ووجوه أخرى من الشخصيات الوطنية، لاستكشاف حجم حالة الإحباط والتذمر والشعور بمرارة الإخفاق والقهر التي سادت تقييمات الجميع، وشكلت القاسم المشترك في الرؤية والرأي المتشائم بينهم.. ولعلي أقدِّم هنا شيئاً مما كتبه بعض هؤلاء بعد صدور ذلك البيان الهزيل في كل ما تناوله من مضامين وآليات.
- د. إبراهيم حبيب؛ إسلامي وأستاذ جامعي، كتب حول دلالات ومآلات حوارات القاهرة، قائلاً: نجحت أطراف إقليمية ودولية في نصب فخ مُحكم لحماس من خلال جرها لجولة جديدة من مفاوضات المصالحة بالقاهرة مع فتح وبضمانات وهمية، دون أن تتمكن حماس من تحقيق أي إنجاز يُذكر.. وفِي حال حاولت الخروج من هذا الفخ، فهي من ستتحمل مسؤولية الفشل، ولن تستطيع العودة الى الحكم!! وإذا حاولت العودة، فالتبعات ستكون وخيمة، وعلى الشعب الغزي أن يتحمل معاناة أكثر خلال المرحلة القادمة.. هذا ما يُمكن قراءته من البيان الختامي وتصريحات عزام الأحمد وصلاح البردويل بعد انتهاء جولة الحوارات في القاهرة. وبالتالي فإن ما أُطلق عليه هجوم المصالحة الذي قادته حماس تجاه السلطة وفتح فشل، ولن تُنجز حماس من المصالحة الا شعارها!!
- العقيد أيمن البطنيجي؛ الناطق باسم الشرطة الفلسطينية بغزة، أشار بمرارة إلى ما جرى من اتفاق بالقاهرة، قائلاً: "للأسف البيان غامض، ولم يتحدث عن الأجهزة الأمنية التي ذهبوا من أجل الحديث عنها".
- الأستاذ أكرم عطالله؛ الصحفي والمحلل السياسي، كتب يقول: بعد بيان نتائج حوار القاهرة، فإنه يصعب على الكاتب قول أي شيء بعد هذا الفيضان من التعليقات من قبل الرأي العام على وسائل التواصل الاجتماعي فقد قال كل شيء بصدق وبراءة وانكسار أحلام بدأ يشعر أنها تسربت من بين يديه، هذا الرأي العام الأصدق من كل التحليلات كتب حقيقة الوجع والخذلان بلا تزويق أو تحايل، شعباً مقهوراً مطحوناً بالألم، جائع لكل شيء من الغذاء للكهرباء للكرامة للوحدة يجد هذا البيان الباهت بلا شيء.. معلقاً غاضباً ناقماً وساخراً في أحيان كثيرة قال بحق الفصائل ما تستحق، لأن الجبل تمخض ليلد أقل كثيراً!! المقدمات التي كانت كومة من الآمال علقها على هذه الوفود الجرارة التي لم تعد له حتى بخُفّي حُنين.
- د. جميل سلامة؛ قاضي وأمين سر هيئة الوفاق الفلسطيني، أجاب عن رأيه في بيان القاهرة قائلاً: إن توقيت المصالحة ليس بمعزل عن ترتيبات الاقليم وصفقة القرن لتسوية وتصفية القضية الفلسطينية، وفتح باب التطبيع العربي، سيما الخليجي على مصراعيه مع دولة الاحتلال، وبالتالي مطلوب مصالحة بثوب على شاكلة أوسلو، التي ارادها الشهيد أبو عمار تصويباً نحو الاستقلال، واغتالوه لأنهم أرادوها حكماً ذاتياً إدارياً محدوداً ودائماً.
وأضاف إن الفلسطينيين هم - للأسف - مفعول به، وليس فاعلاً في ضوء التنسيق الاقليمي الصهيوأمريكي، ولن يسمحوا لمصالحة إلا برؤيتهم وبما يخدم أهدافهم. فالفلسطينيون يريدون ترتيب بيتهم وصياغة نظامهم السياسي، والمطبخ الآخر يريد بيتاً هشَّاً تحت وصايتهم!! إن الاقليم المنبطح، والاحتلال والولايات المتحدة يمسكون بخيوط اللعبة؛ جغرافياً واقتصادياً وأمنيَّاً وعسكرياً، ويقهرون شعبنا لإخضاعه وإذلاله لتمرير ما يريدون.
- د. هشام المغاري؛ إسلامي وأستاذ أكاديمي، غرَّد قائلاً: نحن أقرب ما يكون من (Plan B)؛ أي الخطة البديل، حيث يبدو أن الأشقاء في مصر كانوا يدركون منذ البداية، أن الرئيس عباس لن يستجيب لوساطتهم، ولا لتنازلات حركة حماس، وبالتالي ربما يكونون استخدموا استراتيجية عرض المرفوض، سواء أكان ذلك بالتوافق مع حركة حماس ودحلان أم لا!! أعتقد أن المرحلة القادمة ستشهد تراجعاً عن استكمال الطريق مع الرئيس محمود عباس، وأن مصر ستنتقل إلى (Plan B)؛ وهي العودة مجدداً لمسار التفاهم بين دحلان وحماس، وفي هذه الحالة سيكون تمرير هذا الخيار في الأروقة العربية الرسمية والشعبية أسهل على الأشقاء في مصر، كما إن تمريره على الصف الداخلي لحركة حماس، وعلى جمهور قطاع غزة أسهل على حركة حماس، فضلاً عن أن المكاسب التي سيحققها دحلان ستكون أكبر بكثير مما لو استمر الحوار على شكله الأول مع حماس، وقد تكون مكاسبه في هذه الحالة قريبة من الصيغة التي تنازلت عنها حماس لصالح عباس والسلطة، مع قليل من التعديل باتجاه الصيغة التشاركية، بحيث يتولى دحلان إدارة حالة قطاع غزة من الناحية الإقليمية والدولية والمالية، وتدير حماس قطاع غزة من الداخل، دون أن يكون لعباس دور في ذلك، وبالتأكيد فإن الأشقاء في مصر سيعيدون إحياء ما كان متداولاً من قبل من تقديم العون لقطاع غزة في إطار إنساني من خلال خلق مرافق حيوية ومصادر دخل ومجالات عمل للفلسطينيين عبر مشاريع يتم إنشاؤها على الأراضي المصرية المحاذية لقطاع غزة، استعداداً للانتقال إلى مرحلة جديدة في إدارة الصراع مع الاحتلال.
- النائب يحيى شامية، التيار الإصلاحي في حركة فتح، أشار إلى أن البهرجة الاحتفالية في حوار القاهرة انتهي، وأستمر ابن غزه يعاني!! ففي اللقاءات السابقة بين فتح وحماس، قالت الفصائل: لا يجوز التحاور الثنائي، فالقضية وطنيه وتنفيذ اتفاق المصالحة 2011 الذي وقعته الفصائل الثلاثة عشر واجب التطبيق.. فرح الشعب واستبشر بأن المدد جاء، خاصه بعد ان وصل القاهرة أربعة عشر وفداً، وزاد المستضيف المصري اثنين من المستقلين، ليصبح العدد - بعين الشيطان - ستة عشر وفداً، فزاد بذلك أمل المواطن الغزي بأن هذا الكم من الفصائل سيحاصر المنقسمين ويستحيون، ويندمون على ما فعلوه بحق أهل الانتفاضة والبطولة، غير ان الحقيقة أنهم كانوا تكمله عدد!! حيث ظلت غزه مظلمة، وطلابها على بوابات المعبر ينتظرون الفرج، والمرضي يستصرخون ويتضرعون إلى العلى القدير أن يعجِّل بالفرج، وتتمكن الحكومة التي هي بالأصل توافقيه، فإذا بهم ينتقم الواحد من الآخر!! فالأول؛ عطَّل المصالحة زمناً بالاستدراكات والاستيضاحات!! والثاني؛ جاء بالتمكين واحدة بواحدة والشعب غلطان!!!! لقد أصبح واضحاً - كما الشمس في رابعة النهار - أن المسؤول عن عذابات الناس في غزه - وغزه فقط - هو الرئيس، ذلك لأن كل الفصائل بلا استثناء في العناية المركزة، نسأل الله لها الشفاء إن كان في العمر بقية.
- الأستاذ حسن عصفور؛ مفكر يساري ووزير سابق، أعرب عن رأيه في مخرجات اللقاء، قائلاً: لا تزال الهزة الارتدادية لبيان القاهرة 2 مستمرة.. الغريب لا أحد متفق مع الآخر ما هو المتفق عليه، وكيف!!
- د. أسامة عنتر؛ كاتب وناشط مجتمعي وأكاديمي، عبر عن نبض الشارع بعبارته القوية، قائلاً: في القاهرة كان لقاء الفاشلين، حيث إن هناك من يتلذذ بمعاناة أهل غزة... صحيحٌ أن الناس مش اغبياء، لكن - للأسف – هم في حالة انهزامية مفرطة!!
وللشعراء أيضاً آراؤهم حول لقاء القاهرة.. فهذا أديبنا د. جواد الهشيم يُدلى هو الآخر بدلوه قائلاً: نبذنا الخلافَ لأجل الوفاقْ*** فما مرَّ شهرُ وعادَ الشقاقْ*** أصدقٌ يموت ويحيا النفاقْ***ألا فاعتقونا ... متى الانعتاق؟!!!!
لا شك بأن كل ما تقدم من ردود سلبية ومشاعر تشاؤمية من (بيان القاهرة 2) هو في الحقيقة توصيف للحالة التي غلبت على أهالي قطاع غزة، إلا أننا لا نعدم من له قراءات أخرى متفائلة بعض الشيء، حيث وجدت بأن الكأس ليس فارغاً بالكلية، وأبقت على حالة من التفاؤل القلق قائمة، ومن بين هؤلاء إسلاميون ووطنيون كذلك، ومنهم:
- المهندس عماد الفالوجي؛ إسلامي ووزير سابق، حيث أشار أنه يتفق بأن البيان الختامي للقاء الفصائل في القاهرة لم يكن بمستوى التوقعات التي كان ينتظرها شعبنا، ولكنه حقق الحد الأدنى المطلوب من عدة نواحي: أولاً؛ أنه حافظ على استمرار عملية المصالحة، وضرورة العمل على تحقيقها بالرغم من كل ما قيل عن الضغوطات والتعقيدات. ثانياً؛ أنه تم التطرق للملفات الكبيرة واعتبارها حاضرة، كالانتخابات والحكومة والمنظمة وغيرها. ثالثاً؛ الاستمرار في تنفيذ الخطوات على الأرض حسب الوقت المحدد، الذي تمَّ التوافق عليه في اتفاق فتح وحماس.. وأضاف: إنه من حق شعبنا ان يتمنى خطوات أقوى وأفضل، ولكن الأهم هو أن نواصل طريقنا ولا نتراجع ولا نسمح بالفشل، وهذا يتحقق من خلال الضغط الشعبي المطالب بحقوقه، واعتبر بأن الضغط الشعبي المنظم هو الأداة الوحيدة لمواجهة الضغوط الخارجية مهما كانت؛ لأن حقوق شعبنا في الحياة الكريمة ليست ملك أي طرف، بل هي حق شعبي يجب انتزاعه.
- د. حسام الدجني؛ كاتب ومحلل سياسي إسلامي، أشار إلى أن البيان الختامي أفضل من بيان يعلن الفشل، معللاً ذلك بأن إعلان الفشل يعني ضوء أخضر للرئيس عباس لزيادة العقوبات على غزة هذا من ناحية، وهو إحراج لمصر الراعي لملف المصالحة من ناحية ثانية، وأضاف بأن ذلك سيأخذ غزة لخيارات مجهولة النتائج، حيث إن البديل عن الفشل هو فشل أكبر، وأشار بأن الظروف قد تتغير وتأتي متغيرات تساهم في دفع عجلة المصالحة.
- د. حسن حمودة؛ الأمين العام لتجمع الشخصيات المستقلة، أشار إلى أن الشارع الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة كان يتوقع نتائج عملية أفضل مما أورده البيان، لكن يبدو أن الظروف السياسية لم تنضج بعد، والثقة ما تزال تحتاج إلى خطوات إضافية لبنائها.. لقد بذلت مصر جهدها لتقريب المواقف، ونأمل أن تأتي اللقاءات القادمة بخلاصات أقرب لما ينتظره الشارع، وتمس أوجاع الناس والتخفيف من معاناتهم. إن علينا أن نبقي على سياسة نشر الأشرعة، وألا نسمح لليأس أن يدخل قلوبنا، ونستبق الحكم على الأشياء؛ فالزمن جزء من العلاج لما استعصى من خلافات سياسية بيننا.
من كل ما سبق من تباين في وجهات النظر وتقديرات الموقف، يتضح لنا بأن لغة النخب الفلسطينية يمكنها أن تتباين وأن تخرج بلغة خطاب قد لا يفهما الشارع الفلسطيني؛ لأن مسطرة القياس لديه تختلف ومؤشراتها تعكسها أوضاع الكهرباء من ناحية التحسن في عدد الساعات أو قلَّتها، وسهولة أو صعوبة حركة المسافرين من طلاب ومرضى على المعبر، وفرص العمل المتاحة للخرجين في القطاع العام والحكومي؛ أي مدى ارتفاع نسبة البطالة أو انخفاضها، ثم حالة الأمن العام من حيث الهدوء والاستقرار وتدني نسب الجريمة والفلتان...الخ
لا شك بأن هذه العوامل هي التي تؤثر على معايير الشارع الفلسطيني، وتمنحه الاطمئنان والأمان لما هو قادم من أيام، من حيث جدلية الجوع والخوف في معادلة التفاؤل والتشاؤم، التي تتقلب عليها يوميات الفلسطيني، والذي تغلب عليه وضعية التشاؤل في أفضل ما هو عليه من حالات.
ختاماً.. إن التفكير في البدائل والخيارات بعيداً عن إنجاز المصالحة واستعادة وحدة الوطن لا يبشر بخير، كما أن ارتهان الموقف الفلسطيني الرسمي لحسابات إقليمية ودولية مدعاة لمزيد من الرضوخ للإملآت الإسرائيلية.
نعم؛ إذا فشلت جهود المصالحة في القاهرة، فإن علينا أن نتوقع الأسوأ من السيناريوهات فالخسائر لن تطال قطاع غزة وحده بل حتى السلطة لن يكون مصيرها أحسن حالاً؛ لأن مخططات دواة الاحتلال هو تفريغ الضفة الغربية وضمها إلى إسرائيل.
إننا كفلسطينيين خسرنا كل شيء، حتى مواقفنا أخذت في بعض سياقاتها انعطافات غير وطنية، وثوابتنا - اليوم - تتلقفها رياح عاتية، كما أن مشاهد الظلم قد حطت رحالها في عقر دارنا، ولم يعد لنا من رجاء في عدالة المجتمع الدولي، ولا من نصير بين أبناء أمتنا، ولا ظهير يمكن الركون إليه والتعويل عليه!! فالكل يسعى للتعجيل بشطب قضيتنا كملحق مع ما يجري من ترتيبات لإعادة رسم خريطة المنطقة من جديد بعد انتهاء الحرب على تنظيم الدولة (داعش)، وانشغال الكبار من أمراء الحرب بتقاسم خرائط جغرافيا المصالح وثروات البترودولار.
وعليه؛ فإننا كفلسطينيين لا يمكننا الانتظار والتريث طويلاً، بل يجب علينا التسريع في بناء وتمكين جبهتنا الداخلية، وتصليب مواقفنا بحشد إمكانيات الأمة التي تنظر لفلسطين باعتبارها قضيتها المركزية، ويمكنها تشكيل لوبي ضاغط على المنهزمين من القادة والزعماء المهرولين لشراء رضى الأمريكان والإسرائيليين، والحفاظ على بوصلة الصراع قائمة مع المحتل الغاصب لحين حصول لحظة "تداول الأيام"، وانكسار خط العلو الذي تتربع عليه إسرائيل اليوم في معيِّة غلبة القوة وسطوة الظلم الأمريكي.
إن استمرار مسلسل التخبط والانقسام سيؤدي إلى سقوط القلاع واختراق الحصون وانتزاع المواقف، والوصول إلى وضعيِّة التجخية والتبعية التي لا تحفظ لنا قدرة ولا حتى مشروعية وطنية، وتصل بنا إلى حالة من العجز والاستسلام التام؛ لأن واقعنا أشبه بما عليه المثل: "إن الخيول المخصيِّة لا تصهل!!".