نشرت صحيفة هارتس تحليلا عن مستقبل العلاقة السعودية الإسرائيلية وكذلك الفلسطينية الإسرائيلية، وبحثت الموقف السعودي من الرئيس محمود عباس في هذه المرحلة التي يجري فيها الإعداد لصفقة القرن.
الصحيفة تقول إن السعوديين باعوا الفلسطينيين من أجل أن يتمكنوا من إقامة علاقات رائعة مع إسرائيل، وحتى لا يحدث رفض للصفقة فإنه من الجيد أن يطلع السعوديين عليها أولا بأول. وأن تشمل دولة فلسطينية وحدودا ومن ليس المؤكد إذا كانت ستناقش موضوع القدس.
السعودية بحسب الصحيفة تريد من الرئيس محمود عباس أن يتصرف كطالب جيد يجلس في الزاوية بهدوء، ولكن موافقة الرئيس عباس ليست وحدها مهمة، فالداخل الإسرائيلي يجب أن يتقبلها بكل مكوناته، حتى المستوطنين.
وترى الصحيفة أن هذه الفرصة تاريخية، وأن الموضوع يتعلق بمواجهة مصيرية مع إيران واتفاق سلام مع الفلسطينيين والعرب، وليس من المجدي مناقشات مواضيع الانتخابات وقضايا الفساد في هذه الفترة، وتوضح الصحيفة أن الصفقة تخدم مصالح نتانياهو للخروج من الأزمة الداخلية.
وجاء في التحليل أن عوامل نفسية هي سر الانسجام بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي بن سلمان، فالرجلان لديهما المليارات واليخوت الفاخرة والطائرات الخاصة والقصور ويعيشان نفس نمط المعيشة، ولا يخلو اجتماع أو محادثة بين الاثنين من حديث عن القصور واليخوت، وبالنسبة لترامب صاحب الاستثمارات والمشاريع الإقتصادية فإن محمد بن سلمان مكسب وصفقة الغد، بينما نتانياهو ليس من هذه البيئة.
وتستعرض الصحيفة العلاقة الأمريكية السعودية التي بدأت بالعام 1943 بين روزفلت وفيصل ملك السعودية آنذاك.
ورغم تصريحات ترامب المناوئة للرياض خلال دعايته الانتخابية على خلفية هجمات 11 سبتمبر إلا إن محمد بن سلمان استطاع تطوير العلاقة مع ترامب متسللا من زاوية الاقتصاد، وزار ترامب السعودية حتى قبل زيارة إسرائيل وقدمت السعودية المليارات لترامب ولصانعي الأسلحة الأمريكان، بحسب الصحيفة.
ومع فشل السعودية في تطويع قطر، رغم أن تطويع قطر كان بدعم ومساندة ترامب ومستشاريه، ومع الفشل في اليمن وسوريا فتحت السعودية جبهة جديدة في لبنان فهم يريدون الانتصار ولو في ساحة واحدة.
على المستوى الداخلي يقود بن سلمان حملة إصلاحات خطته الاقتصادية والتي تطمح لإيجاد مواد اقتصادية للملكة غير النفط بحلول العام 2030، وهو ما لا تستطع المملكة فعله منذ تأسيسها.
ملامح الاتفاق في المواقف بين نتانياهو والسعودية بدأت في رفضهم للاتفاق النووي مع إيران وتطورت أكثر لأن السعودية وإسرائيل تعتبران إيران خطرا وجوديا على الدولتين، ولكن هذه ليست البداية، فالمعجزة قد حدثت قبل سنوات من هذه المعطيات الجديدة، فالعلاقات بين السعودية وإسرائيل بدأت منذ سنوات، السعودية التي ترى أنها زعيمة العالم السني وإسرائيل التي يجمعها عداء كبير لإيران، متفقتان على ضرورة التحرك ضد الخطر الإيراني الشيعي، وهو ما عبر عنه رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي في مقابلته مع صحيفة سعودية.
وتكشف الصحيفة أن إسرائيل قدمت خدمات للسعودية سابقا، فقد ساهم الموساد وطائرات إسرائيل الحربية في حرب السعودية ضد اليمنيين والذين كان يدعمهم جمال عبد الناصر، الطائرات الإسرائيلية كانت تخاطر بنفسها وتساعد السعودية في ذلك الوقت، ورغم عدم اعتراف السعوديين بذلك ولكن هذه الحقيقة يعلمها السعوديين ويعلمون أن إسرائيل شاركتهم حربهم ضد قومية عبد الناصر، واليوم تشاركهم حربهم ضد الخامنائي.
وتشير الصحيفة أن الأيام قد تكشف أن الطائرات الإسرائيلية قصفت الحوثيين في اليمن.
وتؤكد الصحيفة أن بن سلمان يعلم جيدا ما يتم صياغته في البيت الأبيض عن صفقة القرن، والمبادرة ستصاغ بشكل لا يستطيع أن يرفضها أحد، بحيث لا تكون محرجة للسعوديين، وأن تشمل سلاما بين إسرائيل والعالم السني.
وتختم الصحيفة تحليلها بالقول "خائن من يحاكم نتانياهو في هذه الفترة بسبب الشمبانيا والسيجار، فالموضوع يتعلق بمستقبل الشعب اليهودي ككل"