كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، استعان بوزير داخلية مصر في عهد مبارك، حبيب العادلي، الهارب من العدالة ببلاده، في حملته لقمع معارضيه والنخب الملكية والاقتصادية للبلاد.
وقال تقرير للصحيفة الأميركية إن ولي العهد السعودي، بدعمٍ ضمني من والده، رسَّخ قدميه كأقوى شخصية بالعالم العربي، واندفع إلى مواجهاتٍ على كل الجبهات في الوقت نفسه.
فقد أَمَرَ ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، باعتقال 11 أميراً من أسرته الحاكمة، وقرابة 200 عضو من نخبة الأعمال السعودية، وبدأ يسحب السلطة من رجال الدين المُحافِظين في المملكة.
وحاصر أيضاً قطر المجاورة، واتَّهم إيران بالقيام بأعمال حرب، وشجَّع استقالة رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري. وفي اليمن، تُقاتِل قواته المسلحة فصيلاً مُصطفّاً إلى جانب إيران في حربٍ مستعصية خلقت أزمةً إنسانية.
قلق أميركي والمستثمرون يهربون
تقول الصحيفة: "لقد تحرَّك ولي العهد السعودي بسرعةٍ جداً، لدرجة أنَّ المسؤولين الآخرين وغيرهم قلقون من أنَّه يُزعزع استقرار المنطقة. وتتزايد العلامات على إمكانية حدوث ارتدادتٍ عكسية.
فقد نقل المستثمرون، القلقون من خططه، أموالهم خارج المملكة. وسعى الأمير محمد لمواجهة هروب رؤوس الأموال من خلال الضغط على المحتجزين وآخرين لتسليم أصولهم.
ويقول داعمو الأمير محمد إنَّه ببساطة يتَّخذ إجراءات قاسية لازمة لتحويل اقتصاد المملكة القائم على الفساد والمعتمد على النفط، في الوقت نفسه الذي يتصدَّى فيه للعدوانية الإيرانية.
لكنَّ المُحلِّلين في أنحاء المنطقة يتجادلون حول ما إذا كان الاندفاع المتهور له ربما يأتي مدفوعاً أكثر برغبته في ترسيخ سلطته قبل خلافةٍ محتملة للعرش، أو حاجته الشديدة للأموال لتمويل خططه، أو ببساطةٍ طموح جامح لوضع بصمته على الشرق الأوسط الأوسع نطاقاً.
ورغم تحمُّس الرئيس الأميركي دونالد ترامب للأمير، فإنَّ البعض في وزارتي الخارجية، والدفاع، ووكالات الاستخبارات الأميركية يقولون إنَّهم يخشون من أن يؤدي اندفاعه إلى إعاقة أهدافه وزعزعة استقرار المنطقة.
وقال فيليب غوردون، مُنسِّق شؤون الشرق الأوسط بالبيت الأبيض في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما: "لقد قرَّر ألّا يفعل شيئاً بحذر، لكن إذا بالغ ولي العهد في استعداء الأمراء وأعمدة النظام الآخرين، وسعى لصراعاتٍ إقليمية مُكلفة، وأثار قلق المستثمرين الأجانب، فإنَّه قد يُقوِّض أفق الإصلاحات ذاتها التي يحاول تطبيقها".
وقدَّم الأمير حملة الاعتقالات على أنَّها حملةٌ ضد الفساد، لكنَّ المُستهدَفين يصفونها بالابتزاز، وقد لجأ ابن سلمان إلى قائدٍ أمني مصري سابق (وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي) وُصِم في بلاده بالوحشية والكسب غير المشروع.
وقالت نيويورك تايمز إن حبيب العادلي، آخر وزير داخلية مصري في عهد مبارك -ويُقال بحسب أحد مستشاريه السابقين إنه يقدم الاستشارة الآن لمحمد بن سلمان- اشتهر بوحشيته وممارسة التعذيب خلال عهد مبارك.
ويقول محاموه إنَّه يعتزم استئناف الحكم الغيابي الصادر بحقه مؤخراً بالسجن 7 سنوات في مصر على خلفية اتهاماتٍ بالفساد.
وأحال مسؤولون بالديوان الملكي السعودي التساؤلات الصحفية بخصوص تلك التقارير إلى سفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن، والتي قالت المتحدِّثة باسمها، فاطمة باعشن، إنَّ السفارة لا يمكنها تأكيد تلك التقارير أو نفيها.
وكان حساب "العهد الجديد" على تويتر، ذكر أن السلطات السعودية استعانت بوزير الداخلية المصري إبان حكم حسني مبارك، حبيب العادلي، في جهاز أمن الدولة الذي أنشأته المملكة قبل عدة أشهر.