حماس من وهم النموذج إلى قوة الأمرالواقع..محمد حجازي

السبت 11 نوفمبر 2017 09:46 م / بتوقيت القدس +2GMT
حماس من وهم النموذج إلى قوة الأمرالواقع..محمد حجازي



يبدو أن الحالة الفلسطينية ستبقى , ردحا من الزمن, خاضعة إلى الصيغة  , التي إنتقلت بها حماس بعد حلها للجنتها الإدارية  من حكومة الأمر الواقع إلى معادلة جديدة وهي قوة الأمر الواقع .

سلمت حركة حماس معابر قطاع غزة الثلاث , إلى  السلطة الفلسطينية , في مشهد إنتظره الفلسطينيون طيلة أحد عشرة عاما .    ولكن تجربة الشهر الفائت طرحت الكثير من الأسئلة , في مقدمتها  ,  مفهوم ومعيار سيطرة السلطة و الحكومة على قطاع غزة  , في  ظل تحول حماس من حكومة  أمر واقع إلى قوة أمر واقع , و بمعنى آخر كيف تستطيع الحكومة و السلطة الفلسطينية , من بسط سيطرتها على القطاع ,  في ظل وجود قوة لحماس أقوى من كل مؤسسات السلطة كانت أمنية أو مدنية ,  و أعتقد بأن هذه المعادلة هي التحدي الأكبر الذي سيواجهه الفلسطينيين خلال الفترة القادمة , خاصة وأن هذه القوة فيما مضى , واقل منها بكثير أستخدمت لحسم الصراع في 14 حزيران عام 2007 عام الإنقسام  الفلسطيني  , لذلك يحتاج الفلسطينيون  إلى تطمينات في أساسها سياسية  و في جوهرها  أخلاقية  بإمتياز من قبل حركة حماس , وهذه التطمينات لا تقف عند حدود الوعود ووضع الضوابط ومن ضمنها السلاح وطرق تنظيمه , بل من خلال مطالبة حركة حماس يإحداث عملية مراجعة سياسية , لتجربتها طيلة الأحد عشرة  سنة الماضبة  , أحد عشرة سنه من المعاناة و الإنقسام  , وتراجع نظرة العالم للقضية الفلسطينية و خاصة الدول العربية ,  كل هذا يحتاج من حماس المراجعة و الإستدارة بممارساتها ,  لصالح إنهاء الإنقسام ,  من خلال وثيقة سياسية و اضحة غير خاضعة  للتأويل , في مقدمة ذلك حرمة الدم الفلسطيني وعدم زج سلاح المقاومة بالصراعات  الداخلية أو بالإستقواء على الحالة العامة و محاولة فرض رؤية تخدم أجندة محددة ,  اللقاءات النشطة التي يقوم بها السيد يحي السنوار عضو المكتب السياسي للحركة و مسؤولها في القطاع,  " الإستماع للفاعليات الشعبية  " شيء هام و لكن يجب ترجمة ذلك إلى رؤية سياسية واضحة  إفتقدتها  الوثيقة التي أصدرتها حماس في  1 أيار عام 2017,     ثانيا العلاقة مع الإقليم يجب أن لا نستخدم الإقليم في التجاذبات الداخلية , بحيث أن تتعامل دول الأقليم على أساس أن الفلسطينيين موحدين ضمن مرجعيات واضحة وعنوان واضح , "   التعامل مع الحالة الفلسطينية بالجملة و ليس بالمفرق  "  هذه المراجعات بالتأكيد ستوصلنا إلى التوافق على برنامج  سياسي يجمعنا في معركتنا في البناء  و التحرر من الإحتلال .

عند التوافق على البرنامج السياسي و على السلاح , نستطيع عندها بناء نظام و مؤسسات قوية تستوعب التعددية السياسية و الإختلاف  , وهذا يحتاج إلى جهد وصبر وتعاون ,  و ليس من السهل أن تؤسس لمؤسسات وطنية فاعلة ضمن هواجس و أرثر ثقافة السيطرة و الإحتواء  , وقبل ذلك مشكلة العلاقات الوطنية خاصة بين قطبي الساحة الفلسطينية فتح وحماس , وطبيعة المجتمع الذي نسعى جميعنا لبنائه , الخطأ الفادح الذي لم نتوافق عليه عندما دخلت حماس في إنتخابات  2006 و التي فازت بها , ضمن ملالبسات عديدة . ثقافة الهيمنة والإستئثار  , أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن   .

يلقى على عاتق الفصائل في إجتماعها في القاهرة في نوفمبر الحالي الكثير , خاصة و أنه تم ترحيل القضايا الكبرى إلى هذا الإجتماع   .   البرنامج  , الحكومه , الإنتخابات المحلية و التشريعية و الوطني "  م ت ف "  , و الموظفين ...... إلخ , كان من المفترض , أن يبدأ  الحل بالقضايا الكبرى يعنى التوافق على البرنامج و الإنتخابات و الحكومة وبعد ذلك القضايا الصغري تأتي نتيجة لإتفاق عام ,  وهذا يؤشر إلى حالة التباطئ الحاصلة في رفع كافة الإجراءات التي إتخذتها السلطة الفلسطينية على قطاع غزة سواء إرجاع خصومات رواتب الموظفين أو خصومات الكهرباء , وحالة الإرباك و الغموض ,  وصلت إلى إجراءات جديدة بتقاعد الآلاف من كادرات الاجهزة الأمنية مما زاد المعاناة وفاقمها ,  وجعل أبناء السلطة الوطنية في القطاع مذهولين و يعيشون في أجواء من الإرتياب , هذا كله يتم في الوقت الذي يجري فيه تسلم المعابر و الوزارات  التي سلمت بطريقة غير مهنية , و بدون عودة الموظفين القدامى للسطلة الوطنية ,  لاحظوا هنا عدم وضوح موقف السلطة في الكثير من الملفات و وخطابها  السياسي و الإعلامي  في ملف المصالحة   غير واضح  و متارجح .   ولكن رغم ذلك مطلوب من الفصائل و خاصة قطبي الحالة الفلسطينية , بأن يكونوا بمستوى التحديات سواء على الصعيد الداخلي أو على جبهة مواجهة ما يحضر للقضية الفلسطينية من فرض تسوية معروفة النتائج سلفا .

الفشل هنا يعني ضياع القضية الفلسطينية , يعني الإحباط ويعني فقدان للإرادة السياسية لدى الجميع , لقاء الفصائل يشكل محطة هامة أولا لوئد الإنقسام و ثانيا  لتأسيس عقد سياسي إجتماعي يوحد الفلسطينيين وينقلهم إلى مرحلة جديدة عندها نقاوم أفضل ونبني مؤسساتنا بشكل سليم و نعيد الإعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية , الحاضنه السياسية للفلسطينيين , التي همشت لصالح السلطة , لإعتبارات واهية مرتبطة بعملية السلام التي وصلت إلى طريق مسدود , و أخذت معها حل الدولتين إلى المجهول . 

كاتب مقيم في فلسطين