هل قُرعت طبول الحرب العالمية الثالثة؟ صهر ترامب وبن سلمان ونتنياهو يدبّرون لأمرٍ ما

الأربعاء 08 نوفمبر 2017 05:40 م / بتوقيت القدس +2GMT
هل قُرعت طبول الحرب العالمية الثالثة؟ صهر ترامب وبن سلمان ونتنياهو يدبّرون لأمرٍ ما



وكالات

يبدو أن هناك إجماعاً عاماً على أنّ حملة التطهير التي يقودها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ضد الأمراء ورجال الأعمال مدفوعة بعزمه لتعزيز سلطته، قبل أن يختفي والده الملك سلمان من المشهد، ولكن هل تدفعه سلطته هذه أيضاً لقرع طبول حرب ضد إيران، مورِّطاً فيها قوى عالمية أظهرت بالفعل دعمها له، على رأسها أميركا؟

سباستيان زونس، الخبير في الشأن السعودي، وبحسب تصريحه لـ"DW"، فإن كل المؤشرات توحي بذلك، فما يحصل اليوم بين الطرفين ليس مجرّد مناوشات، وخاصة أن دوامة التصعيد تدور بسرعة بينهما مع الحديث بوضوح عن عمل حربي، "ما يشكل بُعداً جديداً قد يؤدي إلى أعمال عسكرية مباشرة".

ويرى الخبير الألماني أنّ ما يحصل الآن يتم بمساندة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، "وهذا ما يمثل إشارة لمحمد بن سلمان بالتدخل والتصرّف بقوة"، فترامب الذي يشارك ولي العهد كراهيته لإيران علّق بشكل إيجابي على التطورات الأخيرة في الرياض.

وأكثر من ذلك فقد كان صهر الرئيس الأميركي ومستشاره، غاريد كوشنر، في زيارة غير معلن قام بها في 30 أكتوبر/تشرين الأول؛ أي تحديداً قبل 4 أيام من حملة الاعتقالات التي هزّ بها بن سلمان المملكة.

وتلك كانت المرة الثالثة التي يزور بها كوشنر المملكة منذ وصول ترامب للرئاسة، ويلتقي خلالها ولي العهد السعودي، الذي -بحسب فورين بوليسي"- قد أنشأ علاقة وثيقة معه.

إسرائيل أيضاً

ولم يكن ولي العهد السعودي هو الشخص الوحيد الذي تحدث إليه غاريد كوشنر؛ إذ منح ترامب صهره زمام قيادة عملية السلام بين العرب والإسرائيليين، وهو ضيف مرحَّب به في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حسبما ما ذكرت "فورين بوليسي".

فالعلاقة بين أميركا مع إسرائيل في أحسن حال لها منذ تولى الرئيس السابق باراك أوباما رئاسة الولايات المتحدة، ويمكن قول الأمر ذاته عن علاقات الولايات المتحدة بالسعودية والإمارات.

وهناك احتمالية أيضاً أن يكون محمد بن سلمان قد زار تل أبيب مؤخراً، حيث تقع وزارة الدفاع الإسرائيلية، لكن حتى وإن لم يضع قدماً هناك، فلا شك في أنه سمح بعلاقات أوثق مع الإسرائيليين من أي وقت مضى، والذين يرون التهديد الإيراني مثلما يراه.

فإيران تمد الحوثيين بالدعم جنوب المملكة، وتهيمن على العراق إلى الشمال، وتزعزع إيران كذلك استقرار البحرين، وبوسعها فعل الأمر ذاته في المنطقة الشرقية السعودية ذات الأغلبية الشيعية، وفي الوقت نفسه يمتدّ نفوذها عميقاً في دمشق وبيروت.

وبحسب "فورين بوليسي"، لذلك السبب تحديداً أجبر السعوديون حليفهم سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، على الاستقالة من منصبه في أثناء زيارته للمملكة.

قد يكون ولي العهد الأمير، محمد بن سلمان، مصلحاً حقيقياً أو قد لا يكون كذلك، فسجله في هذا الشأن ليس حاسماً، إلا أنه عازم على إيقاف امتداد النفوذ الإيراني، الذي يظهر جلياً في الوقت الحالي بالهلال الشيعي.

ما الذي سيحصل لو انتقل النزاع إلى أرض المعركة؟ هل تشتعل حرب عالمية ثالثة؟


المنطقة، بالنسبة للخبير الألماني زونس، مشتعلة أصلاً في كل جوانبها، وحصول مواجهة مباشرة سيدفع الشرقين الأدنى والأوسط إلى فوضى كاملة، وليس من مصلحة البلدين لا سيما السعودية، فهي ليست في وضع عسكري متفوق -رغم أنها تملك أسلحة- يجعلها تكسب هذه الحرب.

ويضيف زونس أن "هناك شائعات مفادها أن السعوديين يأملون أن تتحرك إسرائيل الآن عسكرياً ضد حزب الله للتخلص من حليف إيران"، والذي سيؤدي بالتأكيد إلى مواجهات عسكرية إضافية وانعدام استقرار أكبر في المنطقة.
وبالنظر إلى دور كوشنر، هل أشار ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، فإلى أي مدى ستدعم واشنطن، أو البيت الأبيض تحديداً، السعوديين إن اشتعلت المواجهة بينهم وبين إيران؟ وهل ستعمل إسرائيل وكيلة لترامب؟ بوجود هذا الرئيس، وولي العهد السعودي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، فإن أي شيء ممكن بحسب فورين بوليسي.