عبد الله الأشعل: عباس موجود في الرياض ردا على زيارة وفد من "حماس" لطهران

الأربعاء 08 نوفمبر 2017 08:58 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عبد الله الأشعل: عباس موجود في الرياض ردا على زيارة وفد من "حماس" لطهران



القاهرة/قدس برس/

تباينت قراءات السياسيين والخبراء، للزيارة التي بدأها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى الرياض، في ظل ظروف سياسية وأمنية بالغة الدقة تعيشها السعودية، بين من عدها زيارة تتصل بمتابعة الوضع الفلسطينية وبين من رآها استدعاء للرد على زيارات قادة "حماس" إلى إيران.

فقد اعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المصرية السفير السابق عبد الله الأشعل، أن "وجود رئيس السلطة الفلسطينية في الرياض يتعلق باستدعاء وليس بزيارة".

وقال الأشعل في حديث مع "قدس برس": "عباس استدعي على عجل إلى الرياض ردا على زيارة وفد حماس إلى إيران".

وأضاف: "السعوديون سيأمروا عباس بالتشدد في مسألتين: لا يتجاوب مع حماس في إنهاء التنسيق الأمني مع الاحتلال، ولا يرفع العقوبات المفروضة على قطاع غزة، مما سيدفع حماس لنفض يدها من اتفاق المصالحة".

وأشار الأشعل إلى أن السعودية الآن ليست منشغلة بـ "صفقة القرن الجاري الاعداد لها على الأرض، بقدر ما هي منشغلة بالصراعات الداخلية بين حكامها ورجال أعمالها"، على حد تعبيره.   

فقد رأى رئيس تحرير صحيفة "العربي" المصرية عبد الله السناوي، أن زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى السعودية، لها علاقة بالتطورات السعودية الداخلية وبالمخاوف الإقليمية أكثر من علاقته بالوضع الفلسطيني.

وقال السناوي في حديث مع "قدس برس" اليوم: "السعودية تعيش اليوم وضعا سياسيا وأمنيا دقيقا للغاية، وليست في وارد الانشغال لا بجهود الأمريكية المبذولة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولا بالمصالحة".

وأضاف: "على الرغم من أن السعودية معنية بالاتصالات مع الإسرائيليين، وربما تكون جزءا من الجهود لما يسمى بصفقة القرن، لكن في الوضع الراهن أولوياتها داخلية بالأساس، ومنشغلة بنقل السلطة إلى ولي العهد محمد بن سلمان".

وأشار السناوي، إلى أن "عباس الذي يمتلك علاقات وثيقة بالسلطات السعودية، ربما يكون حاملا رسالة من القيادتين المصرية والأردنية تحديدا، إلى القيادة السعودية، بالعمل على تهدئة الأوضاع داخليا، وأيضا مع لبنان، بما يخدم أمن واستقرار المنطقة بالكامل، والدور السعودي على وجه الدقة والتحديد".

وأضاف: "هناك العديد من المؤشرات التي تؤكد هذا الرأي، منها ما نقلته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية ومنها ما نقلته وسائل إعلام لبنانية، الأولى عن رسائل أردنية ـ مصرية إلى القيادة السعودية، والثانية عن أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أبلغ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري موقفه الرافض للتدخل في الشأن الداخلي اللبناني"، على حد تعبيره.

واستقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز اليوم الثلاثاء في الرياض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وبحث معه آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والجهود الأمريكية المبذولة لتحريك عملية السلام.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، أن الرئيس محمود عباس وضع العاهل السعودي في صورة تطورات المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام.

كما جرى خلال الاجتماع بحث العلاقات الفلسطينية السعودية المتميزة، وسبل تنميتها وتطويرها.

وحضر الاجتماع من الجانب الفلسطيني، وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، رئيس هيئة الشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، ومدير عام الادارة العامة للمعابر والحدود نظمي مهنا، وسفير فلسطين لدى المملكة العربية السعودية باسم الأغا.

وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، الذي ترأس وفدا رفيع المستوى من حركته في زيارة لطهران نهاية الشهر الماضي، قد أكد أن "حماس" ترفض قطع علاقتها مع إيران، مشددا على أن المصالحة الفلسطينية لن تؤثر على "سلاح المقاومة".

وأكد العاروري، خلال الاجتماعات مع المسؤولين الإيرانيين، أن زيارة وفد "حماس" إلى طهران تأتي رفضا عمليا لشرط إسرائيل بقطع العلاقات مع إيران لقبول اتفاق المصالحة الفلسطينية.

وشدد على أن "حماس لن تتخلى مطلقا عن الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وعن المقاومة، وأن أي تفاهم ومصالحة لن يؤثرا على سلاح المقاومة ونهجها".

ووقعت حركتا "حماس" و"فتح"، أوائل الشهر الجاري، اتفاق مصالحة، في القاهرة، برعاية مصرية، ينص على تمكين حكومة التوافق الفلسطينية من إدارة شؤون قطاع غزة.

وفي 3 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، حدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 3 شروط لقبول المصالحة الفلسطينية تمثلت في اعتراف "حماس" بإسرائيل، وحل الجناح العسكري للحركة، وقطع العلاقات مع إيران.