اسقاط العملاء .. تدرج في المهام حتى العمالة

الإثنين 06 نوفمبر 2017 08:58 ص / بتوقيت القدس +2GMT
اسقاط العملاء .. تدرج في المهام حتى العمالة



غزة / سما /

 يسعى الاحتلال لإسقاط العديد من أبناء الشعب الفلسطيني في وحل العمالة, مستخدماً في سبيل ذلك أبشع وأحقر الأساليب, وقبل أن تبدأ عملية استهداف أي شخص لعملية التجنيد تتم دراسة السمات الشخصية والنفسية لهذا الشخص, ومحاولة معرفة نقاط الضعف في الشخص الذي سيتم تجنيده, وذلك لاستغلالها في عملية التجنيد.

تبدأ عملية التجنيد بصورة متدحرجة, وتراعي عملية التجنيد الصفات الشخصية لكل فرد, حيث يتم استخدام أساليب مختلفة تراعي شخصية الشخص المستهدف, فليس هناك طريقة واحدة للتنجيد, بل هناك العديد من الأساليب والوسائل المستخدمة في عمليات التجنيد, وعلى الرغم من تنوع تلك أساليب التجنيد, حيث أن كل شخص مستهدف تتم محاولة تجنيده بطريقة مختلفة, إلا أنها ترتكز بشكل أساسي على عمليات الابتزاز والتخويف والإغراء.

وبعد أن يتم إسقاط الشخص المستهدف في وحل العمالة تبدأ عملية تشغيل العميل, حيث ينتقل العميل في هذه المرحلة إلى عملية التطويع والمهام, وعادة ما يبدأ ضباط المخابرات بتكليف العميل بمهام بسيطة ليست ذات أهمية, وذلك لإشعار العميل بأن هذه الأعمال بسيطة ولا ينتج عنها ضرراً كبيراً على المجتمع, كما أن أحد الأهداف من وراء ذلك هو إشعار العميل بقدرته على تنفيذ تلك المهام بسهولة, وأنها لا تشكل عبء كبير عليه لا يمكن تحمله, كما تسعى لإشعار العميل بالطمأنينة النسبية, بإيهامه بأن المهام التي كُلف بها لا تشكل عملاً خطيراً يمكن اكتشافه من قبل أجهزة الأمن.

وقد برز ذلك في العديد من اعترافات العملاء الذي تم القبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية في قطاع غزة, والذين اعترفوا خلال إفاداتهم في لجان التحقيق أن الضابط الاسرائيلي المشغل لهم لم يكن يطلب منهم في بداية عملية التجنيد الكثير من المعلومات أو المهام وأنها كانت تقتصر في بداية الأمر على مهام بسيطة وأحياناً تافهة, ولكن بعد فترة من عملية السقوط في وحل العمالة تم الطلب منهم تنفيذ أعمال خطيرة تضر بالمقاومين.

أحد الأهداف الأساسية من التدرج في عملية التشغيل, بالإضافة إلى تطويع العميل وتطمينه, هي تدريب العميل للقيام بالمهام, حيث يبدأ الضابط الاسرائيلي بتكليف العميل بمهام تدريجية حتى يستطيع القيام بهام خطيرة.

كما يهدف من ذلك إلى توريط العميل في عمليات تضر بالمقاومة بشكل بالغ كعمليات اغتيال المقاومين, كما حدث مع أحد العملاء الذي طلب منه مشغله الاسرائيلي أن يتأكد من وجود سيارة في مكان ما, وهي مهمة بسيطة في نظر العميل, وبعد ذلك تم قصف السيارة وأدت لاستشهاد أحد المقاومين, حيث أصبح العميل بعد هذه الحادثة لديه شعور بأنه متورط في عمليات قتل وأنه لا يستطيع التراجع.

إن أساليب الاحتلال في تجنيد العملاء وتشغيلهم تتطور مع مرور الزمن, كما أن تتنوع بما يتناسب مع طبيعة الأشخاص المستهدفة لعملية التجنيد, ولكن يبقى العامل الكابح أمام كل تلك العمليات هي طبيعة الشخص وقدرته على مقاومة أساليب الاحتلال, وتواصله مع الأجهزة الأمنية التي تستطيع إنقاذه من مكائد الاحتلال, وهذا ما حدث مع عدد من الشباب الذي لجئوا للأجهزة الأمنية بعد أن حاول الاحتلال ابتزازهم لإجبارهم على التخابر معه.

"موقع مجد الأمني"