اكدت محللة الشؤون العربية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الصحافية سمدار بيري، اليوم الأحد، إن إسرائيل متورطة بشكل أو بآخر في السياسة اللبنانية، وأن استقالة رئيس الحكومة، سعد الحريري، وتركه لبنان منقسمًا ستتأثر به إسرائيل حتمًا، وهو بداية الطريق للمواجهة بين السعودية وإيران.
واعتبرت بيري التي تتمتع بعلاقات واسعة في العالم العربي أن الطائرات الإسرائيلية تحلق في الأجواء اللبنانية في طريقها لقصف أهداف بسورية وكأن هذه الأجواء "ملعبها البيتي"، وأنه "من خلف الكواليس، تضع إسرائيل أصابعها في الوحل السياسي اللبناني".
وأشارت بيري إلى أن استقالة الحريري كانت متوقعة "بالنسبة لبعض المطلعين على المستجدات"، إذ غرد الوزير السعودي للشؤون الخليجية على حسابه في "توتر"، الثلاثاء الماضي، قائلًا إنه يجب وضع حد لإيران، ووعد بتطورات "في المستقبل القريب". وقالت بيري إن بعض المتابعين فهموا التلميح جيدًا بسبب استخدام الوزير السعودي كلمة "لمستقبل"، وهو اسم الحزب الذي يتزعمه، وأدركوا كذلك أن المستقبل القريب يحمل المعني الحرفي للمصطلح.
وقالت بيري في تحليلها إن السعوديين هو الوحيدون الذين لم يتفاجأوا من الاستقالة، واختيار الحريري للرياض لإعلان استقالته ليس مجرد صدفة، بل لأنه يعتبر أن السعوديين هم ملجأه ومن يملكون الحلول له، ولفتت بيري إلى أن السعوديين هم الذين رموا بسعد الحريري إلى المعترك السياسي اللبناني، بعد اغتيال والده، دون رغبة منه.
وأكدت بيري أن إسرائيل كذلك تعلم أن سعد الحريري لم يرغب بالخوض في السياسة، لكن السعوديين "أحضروه من القصور الفخمة في باريس إلى مستنقع المياه الآسنة في لبنان ومولوا حملاته الانتخابية حتى توليه منصب رئيس الحكومة"، وأن اللبنانيين يعلمون جيدًا أن "محاولات الاغتيال" هي مجرد ذريعة واهية.
وبحسب بيري، من المرجح أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي التقى به الحريري خلال الزيارتين التي قام بهما خلال أسبوع واحد للسعودية،هو من يقف وراء الاستقالة، وأن الخطاب كتب في الرياض، من أجل خلق حالة تخبط سياسية تؤدي إلى إضعاف حزب الله في لبنان.
ووفق تحليلها، ترك الحريري خلفه لبنان منقسمًا بين المحور السني الموالي للسعودية وبين المحور الشيعي الموالي لإيران. واعتبرت أن رحيل الحريري بداية الطريق للمواجهة بين السعودية وإيران، وفي حين لم يعلن ولي العهد السعودي كامل خططه بعد، في بيروت يعتقدون أن حزب الله بدأ يجهز نفسه للمواجهة القادمة.