كشفت صحيفة "معاريف" العبرية اليوم المزيد من المعلومات حول هوية الضالعين من الجانب الإسرائيلي في صفقات بيع عقارات وأملاك البطريركية الأرثوذكسية في القدس. كذلك تكشف هذه المعلومات أسباب تدني ثمن هذه العقارات وخاصة الأراضي والخداع الذي يمارسه الإسرائيليون.
وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم، الجمعة، إن الشخصين المركزيين الضالعين في هذه الصفقات هما مايكل شطاينهرت ودافيد سوفير. وأضافت أنهما رجلا أعمال ولهما علاقة منذ سنوات طويلة مع البطريركية الأرثوذكسية.
وبحسب ادعاء الصحيفة، فإنه عندما تولى البطريرك الأرثوذكسي في القدس، ثيوفيلوس، منصبه وجد عجز كبير ويقدر بعشرات ملايين الشواقل في حساب البنك، وأن رجلي الأعمال المذكورين "ساعداه بسخاء".
وشطاينهرت هو ملياردير أميركي يهودي ومتبرع معروف لإسرائيل، وهو أحد المؤسسن والمتبرعين الكبار لمشروع "تَغْليت" الإسرائيلي، الذي يُحضر شبان يهود من العالم إلى إسرائيل لكي يتعرفوا عليه والهجرة إليها. وسوفير هو رجل أعمال إسرائيلي مقيم في لندن.
وأكدت الصحيفة أن شطاينهرت وسوفير هما الشريكان اللذان يقفان وراء عدد من الشركات الأجنبية، التي أقيمت في دول توصف كـ"ملجأ ضرائب"، أي التي تتهرب فيها شركات من تسديد ضرائب في دول أصحابها. وقد اشترت شركات شطاينهرت وسوفير عقارات من البطريركية التي تثير توترا وغضبا شديدا في صفوف المسيحيين الأرثوذكس خصوصا والفلسطينيين عموما. وبين عقارات البطريركية التي اشتراها رجلا الأعمال هذان، الأراضي في "غفعات أورانيم" في القطمون في القدس. وباعت البطريركية في هذا المكان 27 دونما أقيمت عليها 240 شقة.
وحول السعر البخس الذي تقاضته البطريركية مقابل بيع 433 دونما في قيسارية، بمبلغ 1.5 مليون دولار، زعم مخمن الأراضي، رفائيل بوكرا، الذي استأجرته البطريركية لتخمين سعر الأرض، أن هناك عدة أسباب لانخفاض ثمن الأرض هناك. أول هذه الأسباب هو أن هذه أرض زراعية؛ ثانيا، العرض والطلب على هذه الأراضي؛ ثالثا، هو أن هذه الأرض مؤجرة للدولة لمدة 99 سنة، ستنتهي في العام 2109.
وأضاف بوكرا أنه بعد تحليل هذه المعطيات توصل إلى نتيجة أن سعر الدونم هناك هو 35 ألف شاقل، لكن بسبب تأجيرها للدولة وانتهاء مدة الإيجار بعد 96 عاما، فإن سعرها انخفض إلى الحضيض بحيث أن قيمة ال433 دونما هو 120 ألف شاقل فقط.
يذكر أن الضجة حول بيع البطريركية الأرثوذكسية في القدس لعقارات مسجلة باسمها، وقسم كبير منها هي أملاك فلسطينيين وهبوها للبطريركية كأوقاف وليس للبيع والمتاجرة بها، تتردد منذ سنوات وقبل تولي ثيوفيلوس منصبه الحالي، وتم توجيه اتهامات مشابهة لسلفه البطريرك المعزول إيرينيوس.
وفجر القضية مجددا في الفترة الأخيرة هو الكشف، من خلال نظر المحكمة الإسرائيلية في صفقة بيع عقارات البطريركية، عن أنه تم بيع عقارات في البلدة القديمة في القدس المحتلة للجمعية الاستيطانية "عطيرت كوهانيم" التي هدفها الأساسي هو تهويد البلدة القديمة ومحيطها فيما اكدت مصادر عبرية لصحيفة هارتس ان عقارات الكنيسة باعها البطريرك الأرثوذكسي في القدس، ثيوفيلوس باثمان زهيدة اثارت ذهول الفلسطينيين والاسرائيليين.