قال رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية إن حركته سلمت معابر قطاع غزة بوفاء دون مقايضات واشتراطات، مشددًا على أنه "لا رجعة للوراء مهما كان الثمن".
وذكر هنية في كلمة بافتتاح مؤتمر "الأمن القومي الفلسطيني" الخامس بمدينة غزة، أنه بتسلم المعابر وبتمكين الحكومة وبالتوجه إلى القاهرة لبدء الحوار الوطني الفلسطيني الشامل، "ندشن عهد الوفاق الوطني".
وأضاف" نحن انتهينا المرحلة الأولى من المصالحة، ونأمل أن نقدم كل ما علينا من التزامات، داعيًا السلطة للوفاء ببعض الأمور المتعلقة بغزة، (لم يحددها لكيلا تُفهم أنها اشتراطات) وفق تعبيره.
ودعا هنية إلى أن تكون المصالحة شاملة لكل أبناء شعبنا الفلسطيني، وأن تشمل كل المكونات والجغرافيا الفلسطينية، وقال: "نريد جمع شتاتنا، نريد تثبيت عناصر قوتنا وأن نواجه التحديات التي يفرضها الاحتلال علينا".
ولفت إلى أن حماس تريد المصالحة لترتيب مستويات ثلاث: إدارة الضفة والقطاع عبر السلطة، وإدارة القرار الفلسطيني عبر منظمة التحرير الفلسطينية، والاتفاق على البرنامج السياسي الذي يشكل القاسم المشترك لشعبنا الفلسطيني.
وأوضح أن ما يتوخوه من حوار القاهرة المقبل هو التوصل إلى برنامج سياسي، يشكل القاسم المشترك بين أبناء شعبنا الفلسطيني، لافتًا إلى أنه من الممكن لكل فصيل أن يحتفظ باستراتيجيته لكن في إدارة مراحل التحرر الوطني لا بد أن نصل إلى "نقطة تفاهم".
وقال: "أعلنا في الوثيقة السياسية التي نشرناها قبل شهور أننا مع كل أبناء شعبنا في إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة على حدود 76 خالية من المستوطنات وحق العودة".
وقال أن هذا "برنامج مشترك"، ولدى حماس استراتيجيتها بعدم الاعتراف بالعدو وعدم التنازل، مبينًا أنه في إطار العمل الفلسطيني المشترك علينا أن نتفق على برنامج سياسي يشكل القاسم المشترك وهو أحد الأهداف المهمة للمصالحة.
وأشار إلى أن وجود قيادة جامعة يعني وجود آليات لكيفية إدارة المقاومة (تصعيدًا وتهدئةً، ومتى وأين وكيف)، وهذا مناط مسؤوليات وصلاحيات هذه القيادة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.
ونوه إلى أن من مهامها أيضًا: كيف نتحرك في مساراتنا السياسية والدبلوماسية وكيف ندير المقاومة السياسية، وكيف تخدم المقاومة السياسية وكيف تخدم السياسة المقاومة.
وأكد هنية أن من أولويات بناء الاستراتيجية الفلسطينية المتوخاة التركيز على بناء المقاومة الشاملة التي تفتح على كل مسارات مقاومة الاحتلال (شعبي، مسلحة، سياسية، اقتصادية، إعلامية، أمنية)، وذلك ليس من موقع نظري بل من موقع الفكر والممارسة.
ولفت إلى أن غزة بصبر شعبها ومقاومتها الباسلة استطاعت أن تراكم "قوة"، وأن تبني مخزون استراتيجي للمقاومة سيشكل عامل مهم في إدارة الصراع مع الاحتلال.
كما أشار إلى أن قوة الضفة الغربية لا تقل وأهلنا بالقدس لا يقلوا وشعبنا في الـ 48 المحافظ على الهوية والانتماء رغم مرور 70 عام على النكبة لا تقل قوتهم، بالإضافة إلى شعبنا في المنافي والشتات.
وشدد على ضرورة مد الجسور على كل مكوناتنا العربية والإسلامية، منوهًا إلى أن القضية الفلسطينية ما زالت هي قضية العرب الأولى رغم ما يحيط المنطقة من هموم ومشاكل.
ودعا هنية إلى أن تكون قضيتنا بعيدة عن التجاذب في المنطقة، ولفت إلى أنه "إذا نزلت قضيتنا وقيادتنا إلى الوديان ستضيع يجب أن يبقوا على رأس الجبل"، في إشارة إلى ضرورة ترفعها.
وقال: "يجب أن نتبنى استراتيجية فتح المسارات والانفتاح على الجميع وأن يكون لنا علاقة مع الجميع من مصر (التي تمثل التاريخ والجغرافيا..) إلى إيران التي تمثل العمق الاستراتيجي للمقاومة الفلسطينية وما بينهما من مكونات".
وطالب هنية بتعزيز حضور القضية في المشهد الدولي، داعيًا كل البرلمانيين الدوليين الأحرار إلى تشكيل لوبي برلماني حقوقي ضاغط على بريطانيا من أجل أن تنصاع للحق الفلسطيني.
عللا صعيد متصل شدد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، على ألّا مستقبل للكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين، مؤكداً أن أي صفقة تنتقص من حقوق شعبنا وأمتنا في فلسطين لن يكتب لها النجاح.
وقال هنية خلال كلمة له عبر تقنية الفيديو كونفرنس في المؤتمر العالمي لاتحاد علماء المقاومة في بيروت، إن وعد بلفور المشؤوم لا يمكن أن يغير حقائق التاريخ والجغرافيا التي تُثبت حقنا في أرضنا.
وأضاف: ستبقى قضية فلسطين القضية المحورية للأمة وعلى رأس أجنداتها رغم كل ما يحيط بالأمة من مخاطر.
ونبه هنية إلى أن المقاومة الفلسطينية بخير، مشيراً إلى أنها راكمت قوتها، وأصبحت غزة أيقونة مقاومة، وعلى صخرة المقاومة انكسر الاحتلال في الحروب الثلاث.
ودعا هنية لبناء إستراتيجية وطنية من أجل مجابهة التحديات وإعادة الاعتبار للقضية ولخيار المقاومة من أجل التحرير وإعادة الاعتبار للقضية في بعدها العربي والإسلامي.
ولفت إلى مرتكزات هذه الإستراتيجية وهي المقاومة والوحدة ومد الجسور وتعزيز حضور فلسطين في المشهد الدولي.
وأكد هنية أن خيار المقاومة هو الأخيار الأقرب والإستراتيجي لدحر الاحتلال عن أرضنا الفلسطينية.
وأشار إلى أن قرار المصالحة ومغادرة مربع الانقسام لا رجعة عنه، مضيفاً أن حركة حماس تريد بناء وحدة حقيقية وإقامة بنيان فلسطيني موحد وقوي.
وشدد هنية على أن حركة حماس ستقدم كل ما يلزم من أجل إنجاح المصالحة الفلسطينية.
وأكد هنية تنبي حركة حماس نظرية الانفتاح على كل مكونات الأمة ودولنا العربية والإسلامية، منبها إلى ضرورة أن تظل فلسطين بعيدة عن كل التجاذبات في المنطقة.
وقال سعينا خلال الفترة الماضية لترسيخ نظرية مد الجسور وتقوية العلاقات مع كل مكونات الأمة، متمنيا في السياق ذاته لسوريا الاستقرار والعودة لدورها التي قامت به تاريخيا تجاه فلسطين، وأن يكون الوطن العربي آمنا ليُشكل كتلة صلبة في مواجهة المشاريع الصهيونية.
وشدد هنية على ضرورة تعزيز حضور القضية الفلسطينية في المجتمع الدولي، مشيراً إلى أن حركة حماس تنظر بكثير من الاحترام للمؤسسات النقابية وفعالياتها التي تحاصر الكيان في الساحة الدولية.
ودعا هنية لإعادة بناء منظمة التحرير وتطويرها بما يتسع لكل فصائل العمل الوطني لتكون لنا مظلة جامعة لأبناء شعبنا والتوصل لبرنامج وطني وسياسي مشترك نستطيع أن نجمع فيه بين الثابت والمتغير ونبحث فيه عن القاسم المشترك.
وأشار إلى أن نتائج مشروع التسوية ومساره كانت مؤلمة على شعبنا الفلسطيني ومكانة القضية الفلسطينية.
وقال هنية إننا نقف في هذه الوقفة أمام وعد بلفور أمام صورتين: الأولى تكشف طبيعة الانحياز الغربي للمشروع الصهيوني وحجم الظلم التاريخي الذي وقع على شعبنا، وصورة أخرى عظيمة مشرقة لجهاد شعبنا ووقفة أمتنا وأحرار العالم مع قضية فلسطين.
وأضاف"نستحضر في هذه الوقفة ثورة البراق والقسام والثورة الفلسطينية المعاصرة برئاسة الرئيس الراحل ياسر عرفات وشيخ فلسطين أحمد ياسين والشهداء الذين ارتقوا شهداء على هذا الطريق".
ونبه هنية إلى أن هذه صورة عظيمة تحمل رسالة واضحة أن شعبنا لم ينكسر ولم يعترف بالاحتلال ولم يلقِ السلاح.
ووجه هنية التحية لأبناء شعبنا في الضفة المحتلة الذين يفجرون الانتفاضة تلو الأخرى، في الوقت الذي وجه في التحية لأهلنا في الأراضي المحتلة عام 48 الذين بقوا متمسكين بهويتهم ولم يستطع وعد بلفور نزع فلسطين من فكرههم.
وبعث تحياته كذلك لشعبنا في الشتات وفي مخيمات لبنان القابضين على جمر القضية وجمر العودة، داعياً إياهم إلى مزيد من الوحدة وعدم تسلل أفكار دخيلة على مخيماتنا.