محاولة الاغتيال الجبانة الفاشلة التي تعرض لها الأخ القائد توفيق ابو نعيم – مسئول الأمن العام في قطاع غزة – والتي وقعت يوم الجمعة الفائت تؤكد أن هناك من يحاول العبث بالأمن والاستقرار في قطاع غزة ، وبغض النظر عن اسم وتبعية تلك الجهة – التي نتمنى أن تقع قريبا في قبضة العدالة لتنال ما تستحق – فإنها تقصد من خلال هذا الفعل بعثرة الأوراق وخلق حالة من الاضطراب الداخلي لتضيف المزيد من التعقيدات التي لازال يعاني منها قطاع غزة ،، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي يمر بها الوضع الفلسطيني بشكل عام وخاصة فيما يتعلق بمجريات تحقيق المصالحة الداخلية الفلسطينية ...
ومع أن المحاولة فشلت لكنها أوصلت عددا من الرسائل لابد من التوقف عندها والاهتمام بها وأخذها على محمل الجد لـأنها كشفت بعض القضايا الهامة على طريق مواصلة العمل الفعلي لترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني ..
على المستوى الشخصي كانت رسالة لشخصية الأخ القائد توفيق ابو نعيم ،، فلقد أكدت كل ردود الفعل من كافة الاتجاهات والشخصيات والمؤسسات مدي تمتعه بشعبية كبيرة وحضور شعبي مهم ، واعتراف الجميع ببصمته القوية في إدارته للوضع الأمني العام في قطاع غزة ، ودوره المركزي في مواجهة كافة المخططات الرامية لزعزعة الأمن الداخلي ، وهذا وسام فخر له ويستحقه ..
على المستوى الرسمي فقد أوصلت هذه العملية الجبانة رسالة كشفت مدى التوحد الرسمي في إدانة هذه العملية ، حيث أعطت دفعة جديدة في الملف الأمني المعقد والذي كان مثار تساؤلات كثيرة ، الخطوة التي قام بها السيد رئيس الوزراء وزير الداخلية الدكتور رامي الحمد لله ليس فقط التواصل والاطمئنان والمجاملات الشخصية بل أثنى على شخصية القائد ابو نعيم وكلفه بمتابعة عمله وتشكيل لجنة تحقيق لمتابعة تفاصيل ومجريات ما حدث واعتقال ومحاسبة هؤلاء المجرمين ، وكذلك قيام قادة الأجهزة الأمنية في رام الله وقطاع غزة بالتواصل للعمل المشترك من أجل قطع الطريق على كل من تحاول أن تسول له نفسه بالعبث بمسيرة شعبنا ..
على المستوى الشعبي لاقت العملية ردود فعل شعبية كبيرة رافضة لهذا الأسلوب الرخيص والجبان ،، وطالبت كل المؤسسات والشخصيات العامة أن يكون رد الفعل على هذه الجريمة هو سرعة تنفيذ وتحقيق المصالحة وضرب من يقف وراء هذا العمل بالمقتل وعدم السماح له بتحقيق أي هدف له ..
والرسالة الأهم لهذا الفعل المنافي لأخلاق شعبنا أن هناك طرف أو جهة لا يروق لها وحدة شعبنا ، ولعل الاحتلال الصهيوني سيحاول تهديد الاستقرار الداخلي أو هناك جهات تتوافق مع مخططات أعداء شعبنا ، الكثير منا حذر منهم وتوقع قيامهم بوضع العثرات أمام مسيرة شعبنا
نحمد الله على سلامة الأخ القائد توفيق ابو نعيم ، المحاولة فشلت ولكنها شهادة حق تؤكد أنك على الطريق السليم ..