قال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اليوم الأحد، أن الحركة لن تتراجع عن خيار الدفاع عن الشعب الفلسطيني، مضيفاً أن المصالحة مع حركة فتح لن تؤثر على سلاح المقاومة الفلسطينية.
وأضاف العاروري الذي يزور طهران على رأس وفد قيادي خلال لقائه على أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية، أن مباحثات القاهرة قوبلت بشروط "إسرائيلية"، مثل نزع سلاح المقاومة والاعتراف بـ"إسرائيل" وقطع العلاقة مع إيران.
واعتبر العاروري، أن وجود وفد حماس اليوم في طهران هو رفض عملي للطلب "الإسرائيلي" بقطع العلاقات مع إيران.
وأضاف العاروري أن “أميركا وإسرائيل بذلتا كل الجهود للقضاء على القضية الفلسطينية، وحماس ستواجه المؤامرة الإسرائيلية الأميركية من خلال المصالحة الداخلية والوحدة الوطنية، ومواصلة مقاومة الاحتلال.
وخلال مؤتمر صحفي قال العاروري: "أن الهدف من زيارتنا إلى إيران التشاور مع أخوتنا في الجمهورية الإسلامية ونضعهم في صورة التطورات الحاصلة في القضية الفلسطينية وموضوع المصالحة، يهمنا أن نكون على تواصل دائم ووثيق مع الأخوة في الجمهورية الاسلامية لأن الدعم المستمر والمتواصل من إيران لشعب وقضية فلسطين في المجالات السياسية والإنسانية والمقاومة وكل أشكال الدعم يصب في مصلحة فلسطين وشعبها.”
وأضاف، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: نحن هنا لنؤكد أننا نسعى بكل قوة من أجل إنجاح المصالحة الفلسطينية الداخلية وجمع شمل وصف شعبنا الفلسطيني لما فيه مصلحته لمواجهة المشروع الصهيوني.
وقال: نحن معنيون بتعزيز علاقاتنا مع كل الدول وكل الاطراف التي تقدم المساعدة والعون لشعبنا في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي بكل أشكاله، سواء التي تدعمنا في المصالحة وفي الشؤون الداخلية الفلسطينية أو التي تدعمنا في مقاومة الاحتلال" في إشارة تبدو إلى مصر وإيران.
وختم العاروري حديثه بالقول: "نحن هنا في إيران لنؤكد على تمسكنا بخيار المقاومة في مواجهة الاحتلال والمشروع الصهيوني وتمسكنا بكل علاقاتنا التي تدعم خيار المقاومة في مواجهة الاحتلال حتى زواله".
من جانبه، قال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى : عقدنا لقاء بنّاء و قيما للغاية مع وفد حماس وأكد لنا الشيخ صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي للحركة أنه على الرغم من مطالب الكيان الصهيوني فإن حماس ستعزز علاقاتها مع إيران”.
وأصاف ولايتي: "في الوثيقة التي وقعت في القاهرة أرادت إسرائيل أن تجبر حماس على ثلاثة شروط وعارضت حماس تلك الشروط احدها أن تلقي السلاح والثاني أن تعترف بإسرائيل والثالث أن تقطع علاقاتها مع ايران، الشرطان الأول والثاني رفضهما السيد إسماعيل هنية على الفور وقال أن حماس لن تعترف بإسرائيل على الإطلاق ولن تلقي سلاحها وتلك من خطوطها الحمراء وجواب الشرط الثالث من خلال حضورهم العملي في طهران أرادوا أن تقطع حماس علاقاتها مع طهران لكن وفد رفيع من حماس برئاسة السيد العاروري زار إيران للتشاور مع المسؤولين الإيرانيين".
وختم ولايتي: نريد أن نثبت للكيان الصهيوني أن العلاقات بين إيران والمقاومة الفلسطينية المتمثلة بحماس والجهاد الإسلامي، علاقة استراتيجية لن تنقطع مطلقاً بل إن دعم أيران للمقاومة سيزداد يوما بعد يوم.
كما والتقى في وقت سابق الوفد مع علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني الذي أكد على ضرورة الوحدة الفلسطينية في مجابهة الاحتلال "الإسرائيلي، داعيا الفصائل الفلسطينية إلى نبذ الخلافات.
حيث أكد لاريجاني أن إيران كانت وستبقى دوماً مساندة لحماس وفصائل المقاومة وشعب فلسطين، معرباً عن أمله بأن تتمكن حركة حماس من مساعدة الشعب الفلسطيني المضطهد في تحريره من الكيان الصهيوني الغاصب.
ولدى استقباله نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري والوفد المرافق له، قال علي لاريجاني: أن الكيان الصهيوني ومنذ اليوم الاول كان قد قرر إلغاء فصائل المقاومة؛ والمهم هو أن الفصائل الفلسطينية وضعت خلافاتها جانباً وأتحدث ضد الكيان الصهيوني.
وأضاف: أن الأعداء يسعون لإلغائكم، أو يصوروكم كحركة غير مؤثرة في أنظار شعبكم، ولا ينبغي ان تسمحوا للأعداء أن ينجحوا في مساعهم هذا المثير للتفرقة.
وأشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي إلى محاولات الكيان الصهيوني الرامية لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وقال: أنهم ومنذ سنوات طويلة يحاولون بسط هيمنتهم من خلال تأجيج الحروب والخلافات، لكن سياساتهم لم تنجح حتى الآن..مثل محاولاتهم في سوريا والعراق واليمن وفلسطين.
وفي الختام، لفت لاريجاني إلى الاتفاق النووي الايراني، وصرح: أن أميركا تسعى من خلال إثارة الأجواء ضد الاتفاق للحصول على امتيازات، إلا أن ردود فعل الدول أثبتت أن هذا التوجه سيؤدي إلى ضرر أميركا ليس إلا.
والتقى الوفد الحمساوي كذلك الجنرال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، حيث وصف شمخاني حماس بأنها حركة رائدة في محور المقاومة.
حيث رحب شمخاني بالانتخابات الاخيرة في المكتب السياسي لحماس، ورأي أن هذه العملية دلالة علي وجود الديمقراطية والاستمرارية في صيانة المسار الثوري لهذه الحركة الشعبية، وأكد: أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دافعت وتدافع دوماً عن القضية الفلسطينية في إطار نهجها الثوري والإسلامي، وبناء عليه فإنها تدعم تواجد الشخصيات الجهادية والملتزمة بهدف تحرير كامل فلسطين في حركة حماس كما في السابق.
واعتبر شمخاني النضال المستمر ضد الكيان الصهيوني بأنه يشكل سياسة مبدئية واستراتيجية غير قابلة للتغيير في جبهة المقاومة، وقال: ان جبهة المقاومة تتابع الاجراءات السياسية والميدانية دوما كخطوات تكتيكية في خدمة تحقيق الاسترايجية الأساسية المتمثلة في إنهاء الاحتلال الصهيوني.
وأعرب عن أمله، بأن تحافظ حماس كحركة رائدة في محور المقاومة، علي نهجها الثوري والجهادي ومكانتها في مقاومة الاحتلال الصهيوني.
وأبدي شمخاني أسفه للممارسات غير الإسلامية والمعادية للإنسانية للجماعات التكفيرية وبعض الدول الداعمة لها في المنطقة، والتي أدت الي تشويه صورة الاسلام المشرقة ، وقال: إن أي إجراء يؤدي الي تهميش القضية الفلسطينية واخراجها من أولوية قضايا العالم الاسلامي او تعزيز مسار المساومة وتجاهل حقوق الفلسطينيين، هو خيانة لا تغتفر بحق جميع المسلمين.
وأكد ضرورة تجديد الإجماع في العالم الاسلامي في مسار إحياء الطاقات القابلة للتفعيل في دعم مقاومة الشعب الفلسطيني المسلم والدفاع عنه، بما فيها مسيرة الأربعين الكبري (اربعينية الامام الحسين 'ع') التي يمكنها ان تتحول الي أهم اجتماع لأحرار العالم ضد الاحتلال الصهيوني، نظرا لما تحتويه من معان انسانية عميقة في مقارعة الظلم.
وأكد أن أميركا والكيان الصهيوني يشعران بالهلع من تغيير المعادلات في المنطقة لصالح الشعوب والحكومات المحاربة للإرهاب، لذلك فهي ومن خلال طرح ذرائع فارغة من قبيل منع نفوذ ايران الاقليمي، بصدد تقييد مسار مواجهة الإرهاب.
وأشار الي التأثير الاستراتيجي لمشاركة الجمهورية الاسلامية الايرانية في ساحة مكافحة الارهاب والتي جاءت بطلب من الحكومتين العراقية والسورية، وقال: ان الاتهامات والأكاذيب التي تطلقها أميركا ووسائل الاعلام الاستكبارية، ليست لها اي قيمة لشعوب المنطقة التي تخلصت من خطر الارهاب وتري ايران داعما وناصرا لها في مواجهة الجماعات التكفيرية.
بدوره أعرب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عن ارتياحه لزيارته الي ايران ولقائه مع كبار المسؤولين الايرانيين، لافتا الي انه يزور ايران تاكيدا علي عزم قادة حماس علي تعزيز التعاون بين الحركة وايران وتقديم الشكر للجمهورية الاسلامية الايرانية لدعمها الحاسم لشعب فلسطين.
ورأي صالح العاروري ان الإمام الحسين عليه السلام يمثل أسوة لجميع أحرار العالم ومقارعي الظلم، معتبرا قضية فلسطين بانها تجاوزت حدود العالم الاسلامي، واصبح تحرير شعبها المضطهد هدفا مقدسا لجميع احرار العالم.
ودان العاروري الممارسات المعادية للإنسانية للجماعات التكفيرية التي وجهت أسوأ الضربات للمسلمين باسم الإسلام، وشوهت سمعته، معتبرا هكذا ممارسات بانها تؤدي الي تهميش النضال المشروع للشعب الفلسطيني المضطهد، وتأتي في إطار تحقيق مآرب أميركا والكيان الصهيوني وحلفائهما.
وكان وفد حماس القيادي قد وصل طهران الجمعة، برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري إلى العاصمة الإيرانية طهران.
ويضم وفد الحركة الذي يترأسه العاروري كلا من عزت الرشق، ومحمد نصر، وأسامة حمدان، وزاهر جبارين، وسامي أبو زهري، وخالد القدومي.
وكان وفد قيادي من حماس زار إيران بداية آب/ أغسطس الماضي وأعلنت “فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية” مع طهران عقب توتر علاقاتها على أثر موقف حماس من الازمة السورية.
"رأي اليوم