قال المحلل السياسي الاسرائيلي د. رؤوبين باركو، في صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية انه بمناسبة المصالحة التي تجري بين السلطة الفلسطينية وحماس، انضم كبير الإرهابيين صالح العاروري، المسؤول منذ سنوات عن حلبة تآمر حماس على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، كلاعب تعزيز إلى المحادثات في القاهرة، وهو يحتل حاليا المرتبة الثانية بعد اسماعيل هنية، في قيادة التنظيم، الى جانب الزعيم الثالث لحماس يحيى سنوار.
وقال باركو "هؤلاء الثلاثة، الذين يفاوضون السلطة الفلسطينية هم شخصيات ميدانية يرتبطون مباشرة بالجناح العسكري وليس بنزلاء الفنادق الفاخرة، مثل خالد مشعل وبسبب معرفتهم بمحنة غزة، فانهم يظهرون كأنهم شخصيات براغماتية مستعدة للمصالحة مع السلطة الفلسطينية، باستثناء الاعتراف بإسرائيل والتخلي عن الكفاح المسلح ضدها".
وتابع "تجري حاليا مناقشات حول عودة الأجهزة المدنية التابعة للسلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، وسيطرة رجال شرطتها على المعابر الحدودية، وجمع الضرائب، وفصل مستخدمين في الجهاز المتضخم لنشطاء غزة، وغيرها من رموز الحكومة المركزية - تحت قيادة حكومة الحمدالـله في الضفة الغربية. ظاهرا يبدو ان المقصود شروط اولية جيدة، لكنه من الواضح ان المقصود عرض زائف".
واوضح "امام سماع الكلمات المتآمرة ورسائل الخداع حول فك الارتباط مع الإخوان المسلمين وتغيير مضمون ميثاق حماس، هناك في السلطة الفلسطينية مسؤولون كبار يبدون استعداهم لتجاهل رفض حماس نزع أسلحتها وآلاف مخربيها ونسيان المذابح الوحشية التي ارتكبتها ضد رجال السلطة في غزة عام 2006".
ويعتقد محللون فلسطينيون حسب الكاتب أنه بسبب الكارثة التي يعيشها قطاع غزة، تطمح حماس إلى التخلص من الحصار الاقتصادي والأمني والسياسي الذي واجهته، والحصول على "انعاش" مالي، والانزلاق إلى الشرعية الفلسطينية والعالمية من خلال الانتخابات التي ستجرى في ظل المصالحة، بهدف الاطاحة بالسلطة الفلسطينية.
وبين "كما كان الحال في الماضي، حاولت مصر تعليق جرس على عنق حماس وفي ضوء التهديد الإيراني ودورها كداعمة لدول خليجية في حال وقوع مواجهة، تطمح مصر لاستعادة دور "الأم العربية" وتحقيق فائدة استراتيجية من دور الوسيط في المصالحة".
وقال "تشهد الاجتماعات في القاهرة على تأثير مصر الكبير على حماس بعد قيامها بتشديد الخناق الأمني والاقتصادي حول رقبتها كعقوبة على مساعدتها لنشطاء داعش في سيناء والمتآمرين من الإخوان المسلمين في الداخل، تخلت مصر عن ذلك في توقعاتها لتحقيق إنجاز كما يؤثر نظام السيسي على السلطة الفلسطينية باعتبارها سندا للشرعية السياسية والمساعدات الدولية من خلال إعادة أبو مازن إلى غزة كسيادة على طريق "الدولة"موضحا " ولكن على الرغم من فرصة مصر التاريخية، إلا أن مصر رفضت مطلب السلطة الفلسطينية (وإسرائيل) بتفكيك حماس من قوتها العسكرية كشرط للمصالحة".
واكد باركو المقرب من الاجهزة الامنية الاسرائيلية "لقد رفضت اسرائيل النسخة المصرية السخيفة التي تقول ان حماس ستحتفظ بأسلحتها "حتى بعد تحقيق السلام مع اسرائيل" والمحاولة المصرية لإحياء المفاوضات من خلال تنازل كهذا، والذي سيترك المشاكل الأساسية حتى النهاية، تذكرنا بعملية أوسلو الفاشلة، هذا يعني أن السلطة الفلسطينية في غزة ستكون بمثابة ورقة التين التي ستقدم الخدمات الحكومية للسكان وتكون عنوانا للعقاب الإسرائيلي، في حين ستحتفظ حماس باحتكار القوة العسكرية وتواصل التآمر على السلطة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، والتمسك بالإيديولوجية الإرهابية، ومطالبة السلطة الفلسطينية بوقف التعاون الأمني ومواصلة الكفاح المسلح في تناقض مع أوسلو والعملية السياسية".
وتابع "حماس الان هي أكثر عرضة للضغط من أي وقت مضى. وعلى الرغم من ميثاقها الكاذب، فإن الغرب يضع المنظمة (المرتبطة بإيران) في سلسلة الإرهاب جنبا إلى جنب مع داعش وجبهة النصرة والقاعدة والإخوان المسلمين وراعيتها قطر تخضع الان للحصار، في حين قامت تركيا "بتشريع" علاقاتها مع الصهاينة ومنشغلة في سورية والعراق وإيران وكردستان. وتنضم الى ذلك العقوبات الاقتصادية التي فرضها أبو مازن على حماس".
وقال "في حالات ضائقة مماثلة في الماضي، بادرت المنظمة الى القتال ضد إسرائيل. وفي ضوء الضربات التي تلقتها في "الجرف الصامد"، يبدو أنها فقدت رغبتها، في الوقت الحاضر، بمغامرة مماثلة".
واوضح "لقد انقذت مصر حماس وفوتت مصر فرصة للضغط على التنظيم القاتل الذي يواجه انهيارا وكارثة من الداخل. وبدلا من المصالحة، ستحظى السلطة الفلسطينية بانتصار بيروس الإبيري (بمعنى انتصار باهظ الثمن)".
وتابع "لقد تعمقت ميدانيا، الثغرات الأيديولوجية والصراعات التنظيمية والشخصية على "الكراسي"، ولم يتم مسح رواسب الدم السيئة وموقف مصر يعني تقليد نموذج حزب الله في غزة (السلطة تحكم وتعيل وحماس تتمرد وتطلق النار)، وهذا ما رفضه ابو مازن".
وقال "لقد أوضح شيخ فلسطيني ذات مرة، أن "فلسطين" بدايتها "فلس" ونهايتها "طين". وفي الوقت الحالي يحاولون الجمع بينهما".
*ملاحظة: الالفاظ تعبر عن صاحبها وكاتبها