ابدت الصحف العبرية تخوفها وقلقها من انتخاب القيادي في حركة حماس بالضفة المحتلة، صالح العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس وتأثير ذلك على النهج السياسي والعسكري للحركة في مواجهة اسرائيل.
الخبير بالشؤون الفلسطينية بالقناة العاشرة حازي سيمانتوف، فيرى أن انتخاب العاروري "رسالة واضحة بأنه رغم خطوات المصالحة الفلسطينية فإن حماس لا تذهب في طريقها نحو الاعتدال، فما حدث سيكون له تبعات على أرض الواقع".
وأضاف أن حماس تريد أن تبعث رسالة لإسرائيل مفادها أنه رغم المصالحة الجارية مع السلطة الفلسطينية فإنها ما زالت تخوض معركتها لطرد الاحتلال من أرض فلسطين من النهر إلى البحر، مما يعني أن يترك انتخاب العاروري تأثيره على الواقع الأمني بعيد المدى على (إسرائيل).
من جهته اعتبر يوآف ليمور الخبير العسكري بصحيفة "إسرائيل اليوم" أن انتخاب العاروري يعني أن حماس ما زالت تريد السيطرة على الضفة لأن ذلك هدفها الاستراتيجي، باعتبار الرجل عدوا ذكيا وصارما، وسيشكل انتخابه استمرارا لصداع الرأس الذي تعاني منه (إسرائيل).
وأضاف أن انتخاب العاروري يعني أن رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية قرر البقاء في قطاع غزة، وعدم الخروج لأي دولة أخرى، كما كان يخطط، وسيعتمد على نائبه الجديد لاستكمال ملفات العلاقات الدولية للحركة.
كما شكك في أن يغيّر العاروري من طريقه العسكري "فمن يعرفه من سنوات سجنه في إسرائيل يجزم أنه أمام قائد متدين ومتطرف جدا، ويعرف إسرائيل جيدا".
نشرت صحيفة "إسرائيل هايوم" العبرية مقالاً تتحدث فيه عن صالح عاروري القيادي في حماس، وجاء نص المقال كما يلي:
تم إطلاق سراح القيادي في حماس صالح عاروري من السجون الإسرائيلية في عام 2011، كما تم طرده من قطر وتركيا بسبب نشاطه "الإرهابي".
حيث خطط عاروري لعشرات الهجمات ضد الإسرائيليين. وقد تم تعيين العاروري نائباً لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قبل أيام، ويأتي هذا التعيين في إطار تسريع مفاوضات المصالحة الجارية حالياً بين حركتي حماس وفتح.
وقال المركز الإعلامي الفلسطيني، إن عاروري "هو الآن الرجل رقم 2 في حركة حماس". ويأتي هذا التحرك في الوقت الذي تعمل فيه حركة حماس ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من أجل المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني.
قضى صالح عاروري في السجون الإسرائيلية 18 عاماً بسبب تورطه في سلسلة من الهجمات، وأطلق سراحه كجزء من عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس عام 2011 والتي عرفت باسم "صفقة شاليط".
وقد تم نفيه إلى اسطنبول، ولكن تركيا طردته في نهاية المطاف أيضاً بسبب نشاطه -الذي وصفته الصحيفة عدة مرات بالإرهابي-. كما أقام في قطر لوقت قصير كما فعل العديد من مسؤولي المكتب السياسي لحماس، لكن الدوحة أمرتهم أيضاً بمغادرة البلاد، ويُعتقد أنه موجود حاليا في لبنان.
وكان عاروري الذي يعتبر مقرباً من زعيم حركة حماس المتشدد في غزة يحيى السنوار قد أنشأ البنية التحتية لكتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة الغربية في التسعينات. وخلال فترة عمله في اسطنبول، لم يدخر جهداً لتوسيع قبضة حماس على المنطقة الخاضعة لسيطرة حركة فتح والسلطة الفلسطينية.
كما كان يعتبر أيضاً العقل المدبر وراء اختطاف وقتل ثلاثة إسرائيليين في عام 2014، والتي تسببت في تصعيد أمني أدى في نهاية المطاف إلى اندلاع حرب بين إسرائيل وحماس، والتي أطلقت عليها إسرائيل اسم عملية "الجرف الصامد" والتي استهدفت قطاع غزة خلال ذلك الصيف.