رغم الإشادة الأردنية بالمصالحة الفلسطينية التي بين حركتي "فتح" و"حماس" في غزة، إلا أن أسئلة طرحتها شخصيات سياسية أردنية حول سبب غياب الدور الأردني عن هذه المصالحة التي تصدرتها مصر.
وذهبت شخصيات بوزن رئيس مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين زكي بني ارشيد، للقول إن "هناك شعورا أردنيا بالمرارة على هامش المصالحة الفلسطينية وغياب الحضور والدور الأردني" الذي وصفه بـ"خارج التغطية وعلى رصيف الحدث".
علق بني ارشيد الخميس على صفحته في "فيسبوك": "للأسف الشديد فقد الأردن دوره الإقليمي ويواجه الإعصار القادم مكشوفا من الدعم الشعبي وتابعا للمواقف العالمية نتيجة لسياسته الرسمية ومواقفه الدولية، الأردن يملك نوافذ العبور نحو المستقبل، سياسة فتح النوافذ تحتاج إلى جرأة وثقة، الأردن إلى أين؟".
الحكومة الأردنية وعلى لسان الناطق باسمها، وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال محمد المومني، اكتفى بتصريح مقتضب للتلفزيون الأردني الخميس، وأشاد بالمصالحة قائلا إن "إنهاء الانقسام البغيض الذي استمر لفترة من الزمن يعكس صورة مشرقة عن الشعب الفلسطيني".
مضيفا أن "الانقسام الفلسطيني أحد الأسباب التي تذرعت بها إسرائيل حتى لا تنخرط بعملية سلام، وأن المصالحة، تحقق مصالح الشعب الفلسطيني، في بناء دولته".
العلاقة بين الأردن والسلطة الفلسطينية لم تكن دائما "دافئة" رغم دخول الطرفين في نفس التحالفات الدولية والعربية، فقد تعرضت هذه العلاقة إلى نكسات بسبب الدور الأردني في القدس، فقد شهد عام 2015 خلافا وتوترا في العلاقات تحت عنوان من يفاوض الإسرائيليين على الأقصى، على خلفية المقترح الأردني تركيب كاميرات في الحرم القدسي، الأمر الذي حذر منه مسؤولون فلسطينيون ووصفوه بـ "الفخ".
فهل يأتي غياب الدور الأردني عن المصالحة الفلسطينية متعمدا من حركة فتح؟ وسحبا للبساط من تحت أقدام الأردنيين؟ أم أنه تقاسم للأدوار العربية في المنطقة، وإعطاء مصر هذه الورقة بتوافق أردني؟