قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، صلاح البردويل، " لا يوجد جديد بشأن أي صفقة لتبادل الأسرى، فإسرائيل تتحدث عن سيناريوهات ولا يوجد أي حديث عملي بالصفقة، والذي يمكن قوله إن على إسرائيل إطلاق سراح 54 أسيرا حرروا في صفقة التبادل الأخيرة، قبل الدخول في صفقة جديدة".
وعن دور مصر في ملف الأسرى، أوضح البردويل:" مصر باعتبارها رعت صفقة وفاء الأحرار، تطمح إلى أن يكون لها دور في صفقة جديدة، ونحن لا مانع لدينا من أن تتولى ذلك باعتبارها دولة مركزية".
وفيما يخص قرارات الحرب والسلم مع الاحتلال بعد خضوع غزة لحكم السلطة الفلسطينية، قال البردويل للجزيرة:"هناك ما هو أكبر من السلطة وهو منظمة التحرير، فعندما يتم وضع برنامج مشترك لها ستكون مرجعية للقرارات السياسية الكبرى، فحماس تطمح إلى إعادة بناء المؤسسة الفلسطينية ليشارك الجميع في كافة القرارات حربا كانت أو سلما".
في سياق اخر اكد البردويل أن استلام حكومة الوفاق لإدارة غزة يقوم على مبدأ الشراكة من دون هزيمة فتح أو حماس، مشيرا إلى أن مشكلة الموظفين لن تقفز في وجه الحكومة وستتم معالجتها في اجتماعات القاهرة لاحقا.
وأوضح أن "الأمن يبقى على حاله لمدة عام، يتم خلاله دمج ثلاثة آلاف عنصر أمني تابع للسلطة مع القائمين على الأمر حاليا، ثم بعد العام تعاد دراسة المنظومة الأمنية في الضفة وغزة وهيكلتها من خلال لجنة خاصة"، متابعًا : "ومع هذا، فالأمن سيخضع لوزير الداخلية وحكومة الوفاق، وأي تغيير فيه لن يكون إلا بقدر ما اتفق عليه في القاهرة، وبالنسبة للوزارات المدنية فستخضع هي الأخرى للحكومة بشكل طبيعي".
وذكر أن حركة حماس لن تكون في المشهد عند تسلم الحكومة مهامها في غزة، "إلا إذا طلب منها المشاركة بشكل بروتوكولي، فهي لن تمانع".
وبخصوص ملف الموظفين، قال: "رغم أن موضوع الموظفين حساس ومهم، وأي حكومة تفكر بطريقة منطقية يجب أن تقر بحقوق الموظفين، ولكن سيكون هناك صبر وحكمة في التعامل، ولن نجعل من هذه القضية صراعا منذ اللحظة الأولى، وسنحلها بالمنطق على طاولة الحوار الفلسطيني في القاهرة وبحضور الضامن المصري".
وشدد على أن "حماس تؤمن بأن القضية لا يمكن أن تسير إلا بوحدة الشعب الفلسطيني، وهذه لن تتم إلا بوحدة الضفة والقطاع".
وأوضح أن كافة الوزارات والمؤسسات المدنية والأمنية ستخضع لحكومة الوفاق ووزرائها، لافتا إلى أن الدعوة ستوجه لحركتي حماس وفتح بالقاهرة لحوارات بشكل منفرد، ثم دعوة الفصائل الفلسطينية لحوارات أشمل لمناقشة تشكيل حكومة وحدة وطنية.
ووصف القيادي في حماس أهمية مصر بالنسبة لحركته بأنها "أولوية لا نستغني عنها، فكل الدول التي تعاملنا معها لها أهمية وميزة، لكن مصر لها ميزات خاصة على المستوى الجغرافي والتاريخي وغيرها"، معبرا عن طموح حماس في افتتاح مكتب لها بالقاهرة، خصوصا وأن الحركة أثبتت استقلالها عن جماعة الإخوان المسلمين.
وبخصوص إستراتيجية حماس في المرحلة المقبلة، أوضح البردويل أن حركته ستسترد مكانتها الجماهيرية بعيدا عن الغوص في السلطة وستتفرغ للشأن الوطني العام والمقاومة، كاشفا عن قرار بعدم تكرار سيناريو الحسم العسكري، "فلا نريد ذلك بأي حال من الأحوال لا منا ولا من غيرنا"، وفق قوله.