يقوم وفد رفيع المستوى من حركة حماس بزيارة مهمة هي الأولى لمصر منذ تولي إسماعيل هنية قيادة المكتب السياسي.، بحسب ما نشرموقع arabexpert.
الصحفي والمستشرق الإسرائيلي يوني بن مناحم يقول إن السيسي يتصرف بحذر شديد تجاه قيادة حماس الجديدة، وأنها مطالبة بأن تثبت نواياها تجاه مصر أولا.
التقارب المفاجئ بين نظام السيسي وحركة حماس لا زال يثير استغراب الكثيرين في العالم العربي وفق بن مناحم، ذلك لأن حماس كانت جزء من الإخوان المسلمين المعارضين لحكمه، والذين صنفهم على أنهم جماعة إرهابين ويخوض حرباً ضدهم وسبق وإن اتهم حماس بالتعاون معهم داخل مصر وضد نظامه.
التقارب مؤقت ولن يكون كبيرا وهو يعكس مصالح متبادلة دون أن تزيل الشكوك وعدم الثقة بينهما.
مصر سمحت لقيادة حماس من الداخل والخارج القدوم إلى القاهرة للاجتماع مع قيادة المخابرات المصرية برئاسة خالد فوزي، حيث ترأس الوفد الحمساوي إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي المنتخب، ورئيس الحركة الجديد في القطاع يحيى السنوار، وسينظم إليهم من الخارج ابو مرزوق ومروان عيسى نائب قائد كتائب القسام.
صالح العاروري القيادي البارز في المكتب السياسي والمقيم في بيروت وتربطه علاقات جيدة مع حزب الله وإيران بعد أن غادر قطر بطلب من الدول الخليجية، لم يحضر اللقاءات بسبب معارضة المخابرات المصرية مشاركته في المحادثات.
المحادثات ستدور حول مواضيع مختلفة وعلى رأسها تخفيف الحصار عن القطاع والوساطة المصرية بين فتح وحماس في موضوع المصالحة الداخلية بالإضافة إلى تبادل الأسرى مع إسرائيل والوضع الأمني في سيناء.
التغير في الموقف المصري من حماس حدث بالأساس بسبب التغيير الذي حصل في قيادتها والاستراتيجية التي تتبعها، حيث قررت كما يبدو القيادة الجديدة إعطاء أولوية إلى تخفيف الحصار عن القطاع على ضوء العقوبات الجديدة التي فرضها الرئيس أبو مازن مؤخرا.
حماس اتخذت سلسلة خطوات مع مصر من أجل هذا التقارب من بينها إعلانها عن نفسها كحركة فلسطينية في وثيقتها الجديدة وتنصلها من الإخوان المسلمين.
يحيى السنوار هو الشخص الذي يدفع باتجاه التقارب مع مصر، وهو يمسك بمركزين مهمين كونه حاكم غزة الفعلي، وأيضا رئيس الجناح العسكري بشكل فعلي على الأرض، وهو قادر على الحديث بلغة مختلفة مع القيادة المصرية الذي تساوره الشكوك من حماس ولديه مطالب حول أمن مصر.
الجناح العسكري في حماس لديه قوة داخل الحركة وقدرة على استخدام الفيتو ضد أي قرار سياسي.
مقابل تخفيف الحصار حول غزة وتعزيز حكم حماس وافقت الحركة بقيادتها الجديدة على الانفصال عن الاخوان المسلمين في مصر، وحماية الحدود مع مصر، ومحاربة العمليات السلفية الجهادية، وإقامة منطقة عازلة على طول 15 كيلومتر على الحدود مع مصر، لمنع تسلل المتطرفين بين غزة وسيناء.
رغم كل ذلك لن تسارع مصر في فتح معبر رفح الذي يخضع الان لعملية ترميم وفق ما تم الاتفاق عليه مع الحركة، لأن أوساط الأمن المصرية التي تعترف أن هناك تغير حقيقي في الموقف الحمساوي لا زال هناك انقسام في الرأي وإن كان بالإمكان اعتبار هذا التغيير انقلاب في الموقف، وأن حماس خلعت جلدها وكفت عن كونها ساحة خلفية للإخوان المسلمين.
لذا نفترض أن مصر ستفتح المعبر بشكل تدريجي من أجل اختبار نوايا حماس ومواقفها وقدرتها على تنفيذ الشروط المصرية لأن معبر رفع هو الورقة الأقوى في يدها الان وهو المعبر البري الوحيد للقطاع.
علينا أن لا ننخدع في السيسي لأنه زعيم حذر ويتحرك بحذر مع حماس وقيادتها الجديدة وسوف يخضعها لسلسلة اختبارات قبل أن يتخلى عن حذره ويتبناها كليا وسوف تبقى للاستخبارات المصرية الكلمة الأخيرة وحق الفيتو في أي مرحلة لأنها الأكثر قدرة على قراءة حماس.
* الاراء تعبر عن وجهة نظر صاحبها