إسرائيل خسرت الحرب في سوريا

الأحد 27 أغسطس 2017 11:35 ص / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل خسرت الحرب في سوريا



أطلس للدراسات -

يسود تقدير كبير في أوساط المعلقين الإسرائيليين أنه في نتيجة الصراع على سوريا، فإن إسرائيل هي الخاسر الأول، بينما إيران هي الرابح الأكبر, وأن الضغوط الإسرائيلية لن تجد عمليًا في وقف التمدد الايراني, فما حققته إيران وخسرته إسرائيل غدت من الأمور التي لا رجعة فيها.

امنون ابراموفيتش أكبر المعلقين في القناة الثانية, يرجع سبب الخسارة الإسرائيلية إلى مراهنة نتنياهو واليمين الخاسر على ادارة ترامب, الذي تبين أنه يميل لعقد الصفقات مع بوتين. أما أورن نهاري فيُرجع السبب إلى أن إسرائيل تعرف أن تعرب دومًا عن ما لا تريد, لا لإيرانيين ولا لحزب الله ...الخ , ولكنها لا تعلن ماذا نعم, ويضيف وهي نفس السياسة التي تمارسها على جبهات أخرى.

ايهود يعاري معلق القناة للشؤون العربية, يرجع ذلك في بعض أسبابه إلى غياب التنسيق مع تركيا, و يؤكد أن الانتصار الإيراني في سوريا بات محققًا لكن الايرانيين لا ينوون ترجمة هذا الانتصار بشكل سريع في الوقت القريب, على شكل قواعد ومصانع لصناعة السلاح, والاقتراب من الحدود مع دولة الاحتلال. ويستطرد قائلًا "هم يمتلكون كل الوقت الكافي وربما سيستغرقهم الأمر بضع سنين, وهم الآن يأخذون النفوذ الروسي بعين الاعتبار, ويأخذون الحساسية والتهديد الإسرائيلي بحسبانهم أيضًا". ويكمل انهم سيسمحون في الوقت الحالي بوجود معسكرات لحزب الله داخل سوريا وبينون قوات سورية غير تابعة للجيش السوري على نمط الحرس الثوري, وبعض هؤلاء يأتون من صفوف الجيش السوري, وسيتمركزون على بعد عشرون كيلو مترا من الحدود مع دولة الاحتلال.

يبدو أن القيادة الإسرائيلية التي أصبحت تدرك أن تغيير الواقع المتشكل في سوريا وتحجيم النفوذ الايراني, لم يعد ممكنًا عمليًا, لا تجد امامها من خيارات سوى الضغط الدبلوماسي عبر القناة الروسية, واستخدام لغة التهديد, ومن بين ذلك تصريحات نتنياهو وليبرمان التي أعلنت بشكل تهديدي أن إسرائيل لن تقبل ولن تسلم بالتواجد العسكري الايراني في سوريا. ولا نستبعد أن تسند هذه التصريحات ببعض الهجمات العدوانية الغامضة وغير المعلن عنها لتوضيح خطورة الرسائل. فضلًا عن زيادة تعميق التعاون العسكري مع الأردن تحت ذريعة ابعاد الخطر الايراني والأخطار الاخرى عن حدود الدولتين وضمان حزام آمن يحد الدولتين في جنوب وجنوب غرب سوريا.

من جهة أخرى, فإن أي حديث إسرائيلي عن الهزيمة هو حديث نسبي ومبالغ فيه. فهم ينظرون إليها كهزيمة نظرًا لاعتقادهم أنهم باتوا دولة عظمى اقليمية يجب ليس فقط ان تحتفظ بهضبة الجولان بل وان تشارك في تقسيم سوريا وان تنتهي الحرب السورية بتتويج إسرائيل كالدولة العظمى الاقليمية وبالمقابل ردع بقية الدول ايران وتركيا. فالخسارة الإسرائيلية هنا هي خسارة في تحقيق الحد الاقصى من الطموح أي بلغة اقتصادية فإن الارباح أقل من التوقعات.