أكد القيادي في حركة حماس محمود الزهار، أن حركته تملك الخيارات لنزع الشرعية عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في حال واصل اتخاذ خطواته التصعيدية والعقابية ضد قطاع غزة وسكانه.
وقال الزهار، في حوار مع "الخليج أونلاين": "عباس تجاوز كل الخطوط في التعامل مع شعبه، وأصبحت اللاإنسانية تسيطر على خطواته التصعيدية والخطيرة التي اتخذها مؤخراً ضد سكان قطاع غزة، وشملت قطع الرواتب والكهرباء والتهديد وتشديد الحصار".
وأضاف: "رئيس السلطة الفلسطينية يعيش حالة تخبط كبيرة، وبات لا يملك أي رؤية سياسية أو اقتصادية واضحة للتعامل مع المتغيرات الداخلية الحاصلة، وما يقوم به مع كل أطياف الشعب الفلسطيني، ومن بينهم حلفاؤه من قادة حركة "فتح" وباقي الفصائل، يؤكد أن مشروعه قد وصل فعلياً إلى نهايته".
وأوضح الزهار أن الرئيس عباس "ارتكب جرائم كبيرة وخطيرة بحق هذا الشعب، واستمراره في هذا النهج الإجرامي والأخلاقي واستخدام لغة التهديد وقطع رواتب الموظفين من الأسرى والشهداء والموظفين والحصار؛ سيقودنا لمرحلة سيئة".
- خارج عن القانون
وحول ما كشفه "الخليج أونلاين" عن توجه رسمي للرئيس عباس لحل المجلس التشريعي خلال الفترة المقبلة؛ كجزء من عقاب حركة "حماس" بعد تقاربها مع النائب محمد دحلان، كشف الزهار أن حركته ناقشت هذا الأمر من كل جوانبه، وقد أعدت خطوات أخرى في حال نفذ الرئيس عباس هذا التهديد وأمر بحل التشريعي.
وأضاف: "بحثنا هذا الأمر من كل جوانبه القانونية والسياسية، وأنجزنا دراسة مهمة للخطوات المقبلة، والرئيس عباس لا يملك أي مستند قانوني لحل المجلس التشريعي، وكل الخطوات التي يهدد بها خارجة عن نطاق التوافق والقانون الفلسطيني الداخلي وتعدٍّ عليه".
وكان مسؤول فلسطيني كشف لـ "الخليج أونلاين"، في نهاية يوليو الماضي، أن الرئيس عباس يتجه لحل المجلس التشريعي، استناداً لقرار من المحكمة الدستورية التي شكلها قبل عام تقريباً، وكجزء من خطوات العقاب ضد حركة "حماس"، في حين عقبت "حماس" على ذلك بالقول إنها لن تسمح بحل التشريعي، وستتصدى لقرار عباس.
وفي ملف المصالحة الداخلية بين حركتي "فتح" و"حماس"، استبعد الزهار وجود أي تحرك إيجابي على هذا الملف خلال المرحلة المقبلة، مؤكداً أن المصالحة متوقفة بأمر من الرئيس عباس.
وقال لـ"الخليج أونلاين": "لا يمكن تحقيق أي مصالحة حقيقية في ظل وجود عباس الرافض تماماً لأي توافق داخلي وتحقيق أي وحدة، ومن ثم بات هذا الأمر مستبعداً في ظل وجود عباس".
يذكر أن المصالحة الداخلية لا تزال مجمدة، وعلى الرغم من الحديث عن تحركات داخلية وعربية قدمت لدفعها فإن جميعها قد فشلت، ويشترط الرئيس عباس حل اللجنة الإدارية التي شكلتها "حماس" لتخفيف من الحصار المفروض على غزة والتراجع عن خطواته التصعيدية، وهو ما ترفضه "حماس" وتعده تهرباً جديداً.
- الحرب على غزة
وفي ملف التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، أكد الزهار أن الكيان الإسرائيلي يعيش الآن حالة خوف عامة، على مستوى القيادية والمستوطنين، "بسبب قوة المقاومة في تصديها للاحتلال وجرائمه، وخاصة ما جرى في المسجد الأقصى المبارك".
وأضاف: "المقاومة الفلسطينية وصمود أهل القدس، في وجه المخططات الإسرائيلية التي تحاك ضد المقدسات والمسجد الأقصى، شكلوا حالة من الرعب لدى الإسرائيليين، وهذا الأمر دفع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى البحث عن طرق أخرى لإظهار قوته أمام شعبه، والهروب من قضايا الفساد التي تحيط به".
وأوضح عضو المكتب السياسي لحركة "حماس": "الحرب دائماً ما تكون عنواناً لإسرائيل، للهروب من أزماتهم الداخلية وطمأنة شعبهم، والحرب على غزة غير مستبعدة؛ لكون هذا الكيان يعيش على الحروب والدماء".
واعتبر الزهار قصف الاحتلال لأول مرة قطاع غزة بأحدث الطائرات الإسرائيلية "F-35"، بأنه "شو إعلامي"، من قبل نتنياهو، "للهروب من فضائحه وجرائم الفساد التي تلاحقه"، ومحاولة "ترميم الخوف" الذي أصاب الإسرائيليين بعد هزيمتهم بالمسجد الأقصى.
وذكر أن المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني قد ضرب فعلياً نظرية الأمن القومي الإسرائيلي، خاصة في حرب صيف 2014، و"من ثم فالحرب لن تكون ناجحة بالنسبة لهم، وسيخسرون الكثير".
- إسرائيل تتعقب أسراها
وفي ملف صفقة تبادل الأسرى والجنود الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، كشف الزهار عن رصد محاولات إسرائيلية لتتبع الجنود ومعرفة أماكن وجودهم، في محاولة لاختطافهم، موضحاً أن كل تلك المحاولات قد فشلت في معرفة أماكن وجودهم وخطفهم من يد المقاومة.
ونفى بشكل قاطع، أن يكون لديه أي معلومات عن وجود أي تطورات في مباحثات صفقة التبادل أو الوسطاء فيها، مؤكداً أن نشر أي معلومات بهذا الملف قد يصيب الفلسطينيين والأسرى داخل السجون بالضرر.
وتحدث الإعلام العبري مؤخراً بكثرة عن تحركات تجري مفاوضات صفقة التبادل بوساطة مصرية، وكان قد صرح رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، خالد مشعل، في أبريل الماضي، أن حماس لن تجري أية مفاوضات على صفقة تبادل أسرى قبل أن تطلق إسرائيل سراح محرري صفقة شاليط الذين أعيد اعتقالهم، مضيفاً أن إحدى العقبات أمام إنجاز الصفقة الجديدة هو "تجاهل إسرائيل لالتزاماتها".
- معبر رفح
وعلى صعيد التحركات لتخفيف من وطأة الحصار المفروض على قطاع غزة لأكثر من عشر سنوات، أكد الزهار أن حركته تسير في هذا الاتجاه، وأن هناك تطورات إيجابية خلال الفترة المقبلة ستسهم بشكل كبير في تخفيف الحصار، من بينها فتح معبر رفح.
وكشف الزهار أن معبر رفح سيفتح خلال أيام لخروج حجاج غزة، وسيفتح كذلك نهاية الشهر الجاري لحركة تنقل المواطنين والتجارة مع الجانب المصري بشكل يومي، لافتاً إلى أن معبر رفح وفتحه بصورة دائمة سيحل الكثير من الإشكاليات التي تعاني منها غزة.
المصدر :" الخليج اون لاين