يتساءل كثيرون ما الذي دفع الملك عبد الله لزيارة رام الله بعد غيابه سنوات طويلة عن الضفة الغربية. هناك من يقولون إن السبب هو إعلان أبي مازن عن وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، الأمر الذي أدى إلى منع خروجه إلى الأردن، وبالتالي قدوم الملك. وآخرون يقولون إنه على الرغم من وقف التنسيق الأمني، فإن إسرائيل لم تمنع خروجه. وأن أبا مازن بقي في رام الله بسبب المرض.
يتبين أن أزمة الحرم ودور الأردن في حلها، على حساب الفلسطينيين، إضافة إلى إطلاق سراح الحارس في السفارة بدون محاكمة، كل هذه الأمور هي في جوهر الزيارة، وأن الملك والرئيس يقومان بإرسال رسالة تنسيق مشترك ضد إسرائيل للأمريكيين أيضا، لأن إسرائيل عملت من دون أخذهم في الحسبان، كما يزعمون.
المحلل عدنان أبو عامر قال إن زيارة الملك عبد الله لأبي مازن المريض كانت محاولة لدفع مبادرة أردنية كمخرج من الأزمة في الحرم وفي السفارة الإسرائيلية في الأردن، وأيضا كدعم للسلطة الفلسطينية. وحسب أقواله، الزيارة سعت إلى تحسين شعبية الملك، وتقليص غضب الجمهور في الأردن بسبب قضية الحارس.
المحلل عطا الله أكرم قال إن الزيارة في رام الله هي زيارة احتجاج، على خلفية تحايل وخداع إسرائيل الذي أحرج الملك في الأزمتين. المحلل د. ابراهيم ابراش يعتقد أن زيارة الملك نبعت من القلق على استمرار السلطة الفلسطينية، لا سيما على خلفية مرض أبي مازن، ورغبة الأردن في المشاركة باختيار وريثه.
في مقابلة مع شبكة «الميادين» نفى الأردني، ليث شبيلات، أن يكون الملك حل أزمة الحرم. وحسب أقواله، الفلسطينيون في القدس هم الذين أحدثوا الانتصار. وهاجم المحلل الفساد في المملكة.
الأردنيون موجودون في الشرك، وزيارة الملك عبد الله إلى رام الله كانت بمثابة السير على حبل دقيق. ولأنهم لا يريدون أن يتحول الأردن إلى وطن بديل للفلسطينيين فهم يقومون بتغذية أبي مازن من خلال الوريد. ولأن مصلحة الفلسطينيين في الأردن هي الحفاظ على وضع المملكة الحالي، فمن المحتمل أن جهود الأردن للاعتماد على الركيزة الفلسطينية ستزداد.
الملك عبد الله، مثل أبي مازن، يلاحظ أن هناك توجها في بعض الدول العربية من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية. وعلى خلفية الواقع المشتعل فإن اللقاء بين الزعيمين سعى إلى تخفيف الزعزعة وخلق مرساة مؤقتة تناسبهما.
وكل ما بقي الآن هو كبح الثورة الإسلامية التي قد تتسبب بضياع المملكة الأردنية. يمكن أن مسار الشراكة الأردني ـ الفلسطيني هذا سيتبنى نموذج المملكة المتحدة البريطانية، أي تاج أردني وحكم فلسطيني، في الطريق إلى الحل السياسي المأمول.
رؤوبين باركو
اسرائيل اليوم ـ