كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، عن تفاصيل جديدة حول عملية بناء الجدار الجديد على حدود قطاع غزة، والذي يهدف إلى منع تسلل انفاق المقاومة إلى داخل المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع على حد زعم اسرائيل .
جاء ذلك خلال جولة نظمها جيش الإحتلال للصحافيين أمس على طول الحدود، والتي نشرت اليوم تفاصيلها في كافة الصحف والمواقع العبرية، حيث جند الجيش بشكل واضح الإعلام العبري للتحريض على حماس مدعيا استخدام الحركة مباني مدنية لحفر الأنفاق أسفلها.
وقال ضباط في جيش الاحتلال للصحافيين خلال جولة أمس أنهم سيستمرون في بناء الجدار على طول الحدود حتى لو اختارت حماس نهج المواجهة وفتح معركة من أجل منع بناء الجدار الجديد الذي سيمثل تحديا للحركة وسيمنعها من حفر الأنفاق تجاه الكيبوتسات والبلدات الإسرائيلية المجاورة للحدود.
وشدد على أن عملية بناء السياج قد تؤدي إلى التصعيد إلا أن تعليمات رئيس أركان الجيش تقضي بالحافظ على التهدئة في المنطقة، ومواصلة بناء سياج الفصل. وبحسبه فإن الهدف هو "الحفاظ على التهدئة، وإطالة أمدها وضرب قدرات حركة حماس دون الوصول إلى تصعيد".
وقال أحد الضباط المشرفين على بناء الجدار بأن تكلفة الجدار المالية قد تصل إلى 4 مليارات شيكل، وأنه سينتهي العمل منه نهاية العام المقبل.
و اوضح الضابط بأنه سيتم تسريع عملية البناء بعد نشر مزيد من المصانع الخاصة بالجدران الخراسانية المستخدمة في عملية بناء الجدار الذي سيصل طوله إلى 6 أمتار فوق الأرض، وعشرات الأمتار أسفلها لمنع تسرب الأنفاق.
وقال أن الشهور الأخيرة شهدت تغييرات في المنطقة الحدودية، حيث أقيمت مصانع للإسمنت، وتم استجلاب عمال من خارج البلاد، في حين تعمل شركات على تسوية المنطقة الحدودية، إضافة إلى إقامة أكوام ترابية لتحجب العمال العاملين في المنطقة.
واشار الضابط ا إلى أن العمال يرتدون سترات واقية للرصاص منعا لأي عمليات قنص من قبل حماس.
وبحسب التقرير، فإن العمل اليوم يجري في ستة مواقع، يعمل فيها مواطنون من إسرائيل وإسبانيا وملدافيا، وكذلك طالبو لجوء من دول أفريقية. وفي كل شهر ينضاف موقع آخر للعمل قرب المنطقة الحدودية، ويتوقع أن تصل وتيرة العمل أوجها في تشرين الأول/أكتوبر حيث يكون هناك نحو 40 موقعا منتشرة على طول الحدود، ونحو ألف عامل في المنطقة يعملون على مدار الساعة، باستثناء السبت، لاستكمال سياج الفصل.
وقال أنه تم شراء مواد حفر وآلات مختلفة من دول أوروبا وخاصةً ألمانيا لتنفيذ المشروع. مشيرا إلى آن هذه الآلات تعمل على الحفر في أعماق كبيرة أسفل الأرض ويمكنها كشف الأنفاق بسهولة حتى لو كانت على مئات الأمتار من تحت الأرض، وأن لديها القدرة على ضخ مواد سائلة يمكن من خلالها معرفة فيما إذا كانت هناك أنفاق من عدمه.
واشار الى أنه في حال تم اكتشاف أي أنفاق خلال عملية بناء الجدار فسيتم تدميرها تلقائيا مع بناء الجدار. موضحا أنه في حال تم كشف أي نفق سيتم إدخال أقفاص حديدية ضخمة بداخلها أنابيب ومجسات إنذار وضخ الأسمنت فيها.
وكشف أن الجدار الحالي سيتبعه بناء سياج حديدي إلى الداخل من الحدود على بعد عشرات الأمتار من الجدار الخراساني بارتفاع مماثل يصل إلى 6 أمتار. بحيث سيتم وضع أكوام ترابية وشق طرق ما بين الجدارين ونشر دبابات وآليات ودوريات.
كما كشف ان الجيش في طور الإعداد لبناء سياج آخر على طول الحدود البحرية الشمالية مع قطاع غزة منعا لتسلل عناصر كوماندوز حماس، كما سيتم وضع كاسر أمواج في بعض المناطق البحرية. منوها إلى أن السياج الجديد سيكون أيضا أسفل المياه وليس في أعلاها فقط.