وقائع وفاة الراقصة غزل: عملية إجهاض أم تجميل؟

السبت 05 أغسطس 2017 12:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
وقائع وفاة الراقصة غزل: عملية إجهاض أم تجميل؟



القاهرة / المصري اليوم/

للوهلة الأولى يبدو مجمع «ألفا الطبى» التخصصى بهضبة الأهرام- والذى شهد وفاة الراقصة «غزل» فى إحدى عملياتها الجراحية- كما لو كان مستشفى مرخصا، فهو يتكون من طابقين ضمن عقار سكنى بشارع جاردينيا، يحرسه عدد من العمال.

ورصدت «المصرى اليوم» أمام بوابة المستشفى لافتة تعلو البوابة مدونا عليها أن المستشفى لديه: «جميع التخصصات وإقامة مميزة»، وطلب منا أمينا شرطة عدم الاقتراب من البوابة التى كانت مغلقة بالجنزير، فيما خلا المستشفى من العاملين تماماً.

وقال أمينا الشرطة إن نيابة الهرم فرضت حراسة أمنية على المستشفى، عقب واقعة وفاة الراقصة الشهيرة، والقبض على طاقم الأطباء والممرضين ومدير المستشفى.

ودارت أحاديث بين العاملين بالمحال التجارية المتاخمة للمستشفى حول الواقعة.

وقال محمد عادل، صاحب محل هواتف محمولة، لـ«المصرى اليوم»، إن «غزل» جاءت إلى المستشفى، وبرفقتها (لبِّيسة) ورجل آخر، قبل منتصف الليل، وساعتها لفتت انتباهنا إليها هيئتها، والأكثر أنه بعد مرور نحو الساعتين تقريباً سمعنا أصوات زعيق، والبعض يصرخ: (الحالة ماتت)، وفجأة ظهر العشرات، الذين يبدو أنهم معارف وأقرباء الراقصة، الذين اقتحموا بوابة المستشفى وحطموا كل شىء فى طريقهم، وسمعنا صوت تكسير الزجاج، وصراخ العمال، ووصل بهم الأمر إلى تكبيل الطبيبة التى أجرت العملية للراقصة، قبل إجبارها على التوقيع على إقرار بأنها أجرت عملية لـ«غزل»، وعلى أثرها ماتت.

ويضيف «عادل» أن المطرب الشعبى، سعد الصغير، وراقصات من زميلات «غزل» حضروا إلى المستشفى، واتصلوا بالإسعاف، فحضرت سيارة، وكانوا يظنون أن الروح لا تزال فى جسد الراقصة الشهيرة، لكن الإسعاف رفضت حمل جسد «غزل»، لأنها تُوفيت بالفعل، وعقب وصول قوات الشرطة، تم تحرير محضر بالواقعة، وحضرت سيارة أخرى، ونقلت جثمان الراقصة إلى مشرحة زينهم.

وقال صاحب أحد محال الهواتف إن الشرطة ألقت القبض على صاحب المستشفى وطبيبة، وجرى إيداعهما سيارة «ميكروباص»، فيما أُودع عاملو طاقم التمريض داخل سيارة ميكروباص، ومضت السيارتان إلى قسم شرطة الهرم، وعقب ذلك عاينت النيابة المستشفى، وأمرت بتعيين حراسات عليه، وهدأت الحركة تماماً بالشارع، بعد نحو 7 ساعات من الهرج والمرج.

وفجأة ظهر الدكتور رامى مصطفى، المدير الطبى لمستشفى ألفا، برفقة عامل صيانة، يُدعى «معتز»، و«الأخير» من عائلة مالك المستشفى، وقال «مصطفى» لـ «المصرى اليوم» إن وسائل الإعلام نشرت أخباراً مغلوطة بشأن الواقعة، وتداولت أن «غزل» كانت تُجرى عملية سليكون لتصغير الثديين خلافاً للحقيقة، وتلك العمليات تحتاج وجود غرف عناية، إضافة إلى بنك دم، وهما غير متواجدين لدينا، وحقيقة ما حدث أن الراقصة حضرت إلى المستشفى، وكانت قد أجرت عملية إجهاض بدائية فى مكان آخر، لا نعرفه، وعندما جاءت إلينا كان نصف الجنين فى بطنها ميتاً، واكتشفت الدكتورة «أميرة»، طبيبة النساء والتوليد، ذلك بمجرد تعرض البطن للسونار، ما يحتاج إلى عملية كحت وتنظيف للرحم، وهو ما تم، حيث نزلت بقايا الجنين مع النزيف.

وتابع أن إخصائية النساء والتوليد لم تُعطِ لـ«غزل» أى حقن مخدرة أثناء إجراء العملية، لأنها «سألتها إنتى شاربة حاجة؟»، وعندما شكّت الطبيبة فى ذلك، أعطتها أمبولا مهدئا للأعصاب، وخرجت الراقصة من العمليات سليمة تماماً، إلا أن أقرباءها حضروا بها إلينا مرة أخرى، لمعاناتها هبوطا حادا فى الدورة الدموية، وتم وضعها على أجهزة التنفس الصناعى لعمل إنعاش قلبى رئوى (سى بى آر)، لكنها تُوفيت فى غضون دقائق، فحطم أقرباؤها المستشفى، واعتدوا على جميع أفراد الطاقم الطبى، وللأسف المستشفى لا توجد به كاميرات للمراقبة.

وأثناء حديثنا مع مدير المستشفى، حضر أعضاء من لجنة العلاج الحر التابعة لوزارة الصحة، واستأذنوا حازم ممتاز، وكيل نيابة الهرم، فى إجراء معاينة للمستشفى، وهو ما وافق عليه وكيل النائب العام، وطلب من اللجنة إعداد تقرير للنيابة، وأكد أعضاء اللجنة أن المستشفى غير حاصل على تراخيص من الوزارة، وأن الأطباء يباشرون عملهم بمقتضى تصريح نقابى بمزاولة المهنة فقط، لكنهم لم يستوفوا الإجراءات اللازمة للعمل.

وأمام منزل «غزل»، القريب من المستشفى، سادت حالة من الحزن، وقالت أم عبده، خادمة الراقصة، إن «غزل» كانت تشعر بألم شديد فى بطنها، فور رجوعها من العمل، ونزيف حاد، واصطحبها زوجها إلى المستشفى، وفوجئنا بوفاتها.

وقررت النيابة إخلاء سبيل الطبيبة، إخصائية النساء والتوليد، بكفالة 20 ألف جنيه، ومدير المستشفى و3 ممرضين، بضمان محل إقامتهم على ذمة التحقيق، فى قضية اتهامهم بالإهمال الطبى والتسبب فى وفاة الراقصة «غزل»، كما أمرت النيابة بإرسال متحفظات الإجهاض إلى مصلحة الطب الشرعى.

من جهة أخرى، قال الدكتور على محروس، رئيس الإدارة المركزية للعلاج الحر والتراخيص بوزارة الصحة: «الفترة المقبلة ستشهد حملات مرور شبه يومية على المنشآت الطبية الخاصة، بواسطة مفتشى إدارة العلاج الحر، لرصد أى مخالفات بتلك المستشفيات، واتخاذ الإجراءات اللازمة فى شأنها».

وأضاف «محروس»، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أنه تم تشكيل لجنة لتقصى حقيقة وملابسات وفاة الراقصة الاستعراضية «غزل»، بأحد المستشفيات الخاصة، بمنطقة هضبة الأهرام.

وأكد رئيس الإدارة المركزية للعلاج الحر والتراخيص بالوزارة أن المكان الذى تُوفيت فيه الراقصة هو مجمع طبى يعمل دون ترخيص، ولذلك أصدرت الوزارة قراراً بإغلاقه تماماً، مضيفاً أنه تم تشكيل فريق متخصص للكشف عن أسباب الوفاة، وما إذا كانت طبيعية أو سببها خطأ طبى، لافتاً إلى أن هناك إجراءات رقابية تنفذها الوزارة على مراكز التجميل والمستشفيات العاملة فى هذا المجال.

عن المصري اليوم