وجه القياديالفلسطيني ورئيس بيت الحكمة الدكتور أحمد يوسف نداءً الى قيادة الحركة في الخارج، يطالبهم فيها بضرورة ترتيب الأوضاع السياسية في الحركة، والعودة الى قطاع غزة بعد حصار قطر.
وجاء في نص النداء;-
" نداء الى الأخوين الكريمين الأستاذ خالد مشعل والدكتور موسى أبو مرزوق بالعودة الى أرض الوطن، فهو بحاجة شديدة إلى تاريخكما وما تتمتعان به من حكمة ورشاد، لترتيب أوضاعنا السياسية والحركية القادمة.
وقال : إن قطر ومخاطر الحصار الظالم المفروض عليها، والضغوطات التي يمارسها البعض على قيادتها السياسية، بسبب وجود بعض الرموز القيادية للحركة على أراضيها، تستدعي التفكير في البحث عن مكان آخر للإقامة فيه، ولا اعتقد أن هناك مكاناً أنسب من قطاع غزة.. نعم؛ قد تكون لبنان والجزائر وإيران بيئات حاضنة للمقاومة، وسوف تجد الحركة فيها بطاقة عبور رسمي، وترحيباً شعبياً كبيراً، لكن أرض فلسطين المباركة هي اليوم أولى برموزها القيادية أن تعود إليها عزيزة مكرَّمة.
واضاف : إن حركة حماس تمتلك الكثير من الطاقات القيادية، التي يمكنها الاستمرار لخدمة القضية في الساحات الخارجية؛ عربية وإسلامية ودولية، والتي لا تشكل عبئاً على أحد، وباستطاعتها التحرك بأريحية كاملة في العديد من الدول العربية والإسلامية، وتعمل بهدوء لتحشيد الطاقات ودعم القضية الفلسطينية، بعيداً عن الاتهامات والملاحقات الإسرائيلية.
وتابع قائلا :" إن قطاع غزة الذي يمثل زخم المقاومة وعنوانها الكبير، والحاضنة الشعبية والنضالية لها، هو - اليوم - بأمس الحاجة لعودة بعض قيادات الخارج والرموز الحركية المشهود لها بالوعي والحكمة، لأخذ مواقعها في قيادة القطاع، بهدف تعزير قدراته التنظيمية ووعيه الحركي والسياسي، والمساهمة بخبراتهم التاريخية والحركية وعلاقاتهم الإقليمية الدولية في النهوض بالحالة السياسية ومتطلبات المرحلة، من حيث الانفتاح على الآخر والشراكة معه، و العمل على إدارة دفة ما ينتظر القطاع من تحديات وتحولات، بعضها يبعث على التفاؤل والاطمئنان، كما أن هناك كثيراً أيضاً من مشاهد المجهول التي نتخيلها أو ننظر لها ضمن السيناريوهات المحتملة، والتي تحمل مؤشراتها بعض ما يدعو للخوف والقلق.
وخاطبهما قائلا :" لأخوايَّ الكريمين الأستاذ خالد مشعل والدكتور موسى أبو مرزوق، اناشدكما العودة الى قطاع غزة، وأن تكونا إلى جانب إخوانكم في قيادة الحركة هنا، حيث تتكاثر الأعباء وتتعاظم التحديات، وما ينتظر القطاع من تحولات لها الكثير من العناوين والسيناريوهات المجهولة، وما يساورنا كأبناء لهذه الحركة من هواجس وتخوفات تبعث على القلق، وتتطلب حكمة الرجل الرشيد والنباهة السياسية، والتي نتوسمها في كل واحد منكما.
واردف : " اخي أبو الوليد.. اخي د موسى أبو مرزوق لا تطيلا التفكير في قرار العودة الى غزة، فنحن بانتظار وصولكما لاستكمال مشروعٍ عملنا من أجله لأكثر من أربعين سنة، وكانت محطاته في معظمها مشرقة، واليوم هناك ما يلوح بالأفق ويستدعي الكثير من الرأي والمشورة، وأن غزة هي أرض الكرامة والعزة بانتظاركما، وان حركتكما العظيمة في أشد الحاجة إليكما، فلا تخذلوها..
فشكراً لقطر ولأميرها الشاب، الذي قدَّم الكثير لأهلنا في القطاع، وتحمل من أجل احتضان قيادة الحركة في بلده أيضا الكثير، وقد آن الأوان أن نقول له ولأهل قطر الخيرِّين الكرام: شكراً لكم لنخوتكم وأصالتكم وعلو همتكم، ووضوح مواقفكم، حيث ستحتفظ صفحات التاريخ وذاكرة شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية لكم بجميل ما قدمتم لفلسطين وشعبها المجاهد من الدعم المادي والمواقف السياسية المتميزة، التي ستبقى تاج فخر لشعب قطر ولأميرها الشاب، والذي أندى - بسخاء بلاده - العالمين بطون راح.
وختم بالقول : لقيادات حماس بالخارج نقول: غزة بانتظاركم، فلا تبحثوا عن منافيَ جديدة، فأرض الوطن أولى بكم، وعلى ثراها كان العهد بيننا أن نلقى الله شهداء .