المراقب العام لداخلية غزة " محمد لافي" : الأجهزة الامنية ليست فوق القانون ولا معتقلي رأي لدينا

الأربعاء 19 يوليو 2017 09:29 ص / بتوقيت القدس +2GMT
المراقب العام لداخلية غزة " محمد لافي" : الأجهزة الامنية ليست فوق القانون ولا معتقلي رأي لدينا



غزة/ خاص سما/

في اطار التغييرات الحاصلة على ارض الواقع في قطاع غزة،بما يشاع من ملاحقة الاجهزة الامنية للناشطين والصحفيين واعتقالهم على خلفية كتاباتهم، تأمين الحدود المصرية الفلسطينية بعد تفاهمات مصر وحركة حماس، علاقة وزاة الداخلية ومكتب المراقب العام بالمواطنين في غزة.

"سـما" التقت بالمراقب العام لوزاة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، العميد " محمد لافي"، والذي تحدث بانسياب عن غزة ،أمنها،حدودها،مقاومتها،أجهزتها الامنية والشرطية وما يتخللها من أخطاء وشبهات فساد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة فقط، ليؤكد بأن لا أحد فوق القانون.

  ملف الحريات واعتقالات المواطنين عبر الفيسبوك، الا يدل على أننا من أشد النظم الديكتاتورية التى تلاحق المواطنين على مواقع التواصل الإجتماعي؟

إن كانت تلك المقدمة صحيحة ، تكون النتيجة صحيحة، ولكنني سأفكك تلك المقدمة، واعتبرها غير صحيحة لأن عالم الفيسبوك عالم كبير، ومن يتحدث عبره من التحريض والأخطاء والمعلومات، فأسألكم : كم شخص معتقل الان في لدى وزارة الداخلية ضمن عنوان الفيسبوك ؟ البعض سيقول هو شخص واحد فقط هو " عامر بعلوشة"، وأنا أقول ليس هناك أي معتقل لدينا على حرية الرأي ،أما عامر بعلوشة فقضيته لدى النيابة، وليس طرف أجهزتنا الأمنية ، وطالما وصل النيابة فهناك قضية، لأن النيابة تتحدث بالقانون ، ووجود محامي هو جهة اختصاص للدفاع عن موكله. وحول قضية الصحفي مراسل تلفزيون فلسطين " فؤاد جرادة" ، قال إن جرادة لديه قضية وموقوف عليها، وانا اطلعت على قضية اعتقاله كرجل أمن ،ولكني لست مخول للحديث فيها، وأؤكد بأن ليس هناك أي شخص لدينا معتقل على خلفية الحريات والرأي العام، وإن كان هناك أي شخص معتقل في موضوع الحريات يقدم للمراقب العام في وزارة الداخلية شكوى بكافة التفاصيل، ونحن في أقل من 24 ساعة سنقوم بمتابعة ملفه وتفاصيل شكوته ومستعدون للجلوس معه للرد على شكوته، نجد أن هناك من يسمي نفسه ناشط اعلامي دائماً يقرع الجرس و يكتب عن الاعتقال وحقوق الانسان والخ..، اليوم بدأنا تنفيذ مشروع عمل، يلتقي من خلاله مديرو الهيئات الحقوقية في قطاع غزة مع مدير جهاز الأمن الداخلي في قطاع غزة، وستتم مناقشة أمرين هامين، الأمر الأول حالة الحريات في المجتمع في غزة بما يتعلق بعمل الأمن الداخلي، أما الأمر الثاني سيتعلق بمناقشة الشواهد التى نتحدث عنها في غزة وما يزعمه البعض من اعتقالات على خلفية حرية الرأي والتعبير.

  هل هناك أشخاص معتقلون ظلماً لدى الأجهزة الأمنية في قطاع غزة؟

اذا اقتنعت أن هناك اشخاص معتقلون ظلماً في قطاع غزة، إذن انا ليس لدي وجود كمراقب عام لوزارة الداخلية في قطاع غزة، لكن إذا كان هناك شكاوى تقدم بأن هناك أشخاصاً مظلومين معتقلين لدينا، ناخد الشكوى على أساس المصداقية للتأكد منها، فهناك شكاوى كثيرة قدمت إلينا من مواطنين تفيد بأن هناك معتقلين مظلومين، وأنا أوأكد بأنه لم يتوفر لدينا معلومات تفيد بوجود معتقلين ظلماً اطلاقاً، فمن يتقدم بشكوي أو تظلم ليس بالضرورة أن يكون كلامه صحيحاً ، ولكن نحن من مكاننا ننطلق، ويتم التعامل معها للتأكد من مصداقية الشكوى، ونقوم بأخذ بياناته الشخصية وايضاح الصورة الصحيحة له، وكل مايحدث بالأجهزة في غزة من أمن وشرطة تتحول للنيابة، في غزة قانون واجراءات صحيحة ينتفي من خلالها احتمالية وجود ظلم واقع .

   هل تابعتم شكوى لمواطنين ادعوا بوجود ظلم عليهم وتبين صحة شكواهم ؟

نعم هذا صحيح وتم معالجة ذلك قانوناً .  

هل الأجنحة العسكرية " حماس والجهاد" لديها الحق باعتقال المواطنين بتهم مختلفة؟

ليس لدى فصائل المقاومة الفلسطينية أي حق باعتقال أي أحد اطلاقاً، لان ذلك من شان الأجهزة الأمنية الرسمية الحكومية فقط ، وغير مسموح اطلاقا لأي مواطن ينتمي لاي فصيل عسكري مقاوم ، ومن يتجاوز القانون يتم اعتقاله فوراً هناك مساحة تقول إن كان المواطن ينتمي الى فصيل مقاوم وخلال عمله في المقاومة اخطأ وخالف القانون، وفي حالة ان لم يكن الحدث ميانياً وتم اعتقاله حينها ، فإننا نطلب مباشرة من جهازه -وعلى غرار عناصر أجهزتنا الأمنية - بأن يتم تسليم نفسه فوراً الى الأجهزة الامنية. في اثناء الحرب وفي الاشتباكات ، وإذا وجدت الفصائل أي اشتباه لشخص ، تقوم بالتواصل مع الأجهزة الأمنية وتسلمه دون أن تتصرف معه اطلاقا، ونحن من موقعنا هذا نؤكد انه لو حصل أن سلمتنا بعض من فصائل المقاومة في الأماكن الحدودية المتاخمة للحدود الشرقية لقطاع غزة أشخاص في دائرة الاشتباه وحصلنا على بعض المعلومات، وتم التحقيق معها في الأجهزة المختصة، وفي حال تم الافراج عن بعضهم ، فلا دخل لتلك الفصائل لأنها خارج الاختصاص، بل نؤكد على أن فصائل المقاومة تثق بشكل كبير بعمل الأجهزة الأمنية بشكل كبير جدا. لدينا ثقافة مقاومة وتفهم لاحتياجات المقاومة، فسلاح المقاومة مرفوض جملةً وتفصيلاً أن يسير في الشوارع بغرض الاستعراض، ولن نسمح لأي جهة لها علاقة بالمقاومة أن تخالف القانون، فلا يوجد أي تسهيلات لأي فرد او جهة أو جماعة اطلاقاً قد تخالف القانون.

  ظاهرة السيارات "الماغنومات" التى تتحرك في شوارع قطاع غزة دون " نمر أو لوحات، لا شرطة ولا أحد يستطيع ايقافهم " المواطن ينظر اليهم كانهم محميون وفوق القانون".. تفسيركم لتلك الظاهرة؟

اواكد بأن هذا مخالف للقانون تماما، والسياسة المعتمدة هي أن جميع السيارات سواء مقاومة أوغير مقاومة يجب أن تضع اللوحات، هناك توجيهات لإدارة المرور والشرطة المنتشرة في الشوارع، بأن أي سيارة تضع " البيرسون" وبدون اختصاص أو لوحة يتم توقيفها ومحاسبتها فورا. منع المواطنين من السفر لاسباب مالية عبر معبر ايريز.. الا يذكر ذلك بعهد الاحتلال " اسرائيل كانت تتبع تلك الطريقة ، برأيك لماذا لا يتم تطبيق القرار في الضفة الغربية؟ ليس هناك منع من السفر الا بإذن من النيابة ، أما بما يتعلق بالبعد المالي يكون هناك قرار قضية منظورة من جهة اختصاص وشبهة قوية بأن الشخص قد يهرب ، وأي شخص يمنع من السفر بقضية مالية أوأمنية ، وفِي حال لم يكن قرار المنع من النائب العام نفسه يتم الاتصال بي شخصياً وبشكل مباشر ووسنعالج الامر ومساعدته على السفر.  

تقييمكم لوضع الحدود مع مصر في ظل التفاهمات الجديدة بين حماس ومصر؟

واضح بأن هناك اشكالية في الحدود، فمسألة الحدود لا تقتصر على النظرة الأمنية ،وبقيت المنطقة الحدودية على حالها بعد انسحاب الاحتلال وما خلّفه من هدم وتدمير ، فهناك مناطق غير مستوية ، ما احدث مجالاً لقيام بعض من المواطنين بالتجرؤ على تجاوز الحدود، مع العلم أنه في السابق ، ليس كل من يتجرأ حدود مصر مع غزة يستهدف أمن مصر،فقد نجد من يتجرأ بإجتياز الحدود لغرض جلب بضائع، أو زيارة لأقاربه ، أو للعلاج ، ولكن حالة الحصار المفروض على غزة، أفرزت واقعاً أمنياً معقداً. طبيعة التفاهمات الاخيرة التى حدثت مع حركة حماس والقيادة المصرية، من ضمنها تسوىة المناطق الحدودية لمساعدة الشق الفلسطيني في ضبط الحدود، أي بمعني انه بعد التسوية الجغرافية،يمكن لرجال أمن الحدود أن يروا حركة الشخص بمنظور العين على أبعد مدى، نحن كأجهزة أمنية مطالبين من خلال الحوار الجاري بيننا وبين المصريين بتخديد الاحتياجات الضرورية والتي من شأنها تساعدنا في احكام وضبط الحدود . وقدتم تسليمها للجانب المصري عبر كشوفات قبل أسبوع من الان، ونتمني أن يتم توفيرها لاستكمال تلك الإجراءات، وذلك للمحافظة على توفير الأمن مع مصر وقطاع غزة، وما يهمنا هو ضبط الحدود ونؤكد هنا بأن فتح معبر رفح من شأنه المساهمة الى حد كبير في عملية الضبط.  

هل نستطيع القول بأن كل الأنفاق المهددة للأمن المصري تم اغلاقها؟

لست مطَّلعاً على تفاصيل ما يجري الان، لكن الأسبوع الماضي كنت في احدى اللقاءات ، نحن كجهات أمنية معنيون باغلاق تلك الانفاق، وبفتح معبر رفح والتبادل التجاري من شأنه مساعدتنا في ذلك . هل صحيح ما يقال بأن هناك غرفة عمليات مشتركة بينكم وبين الجيش المصري في رفح؟ علاقتنا مع المصريين أفضل مما كان عليه من شهور، سابقا كان الغالب هوعدم تعاون أو حديث أو اجراء اتصال مباشر، ولكن حالياً هناك تواصل وتنسيق أفضل.

  كيف تسير أمور الرقابة في وزارة الداخلية والأجهزة الامنية الفلسطينية؟

نحن نراقب كل ما يتعلق بالأجهزة الأمنية الموجودة في القطاع ، و كذلك الشق المدني في وزارة الداخلية والمخابرات ، هناك رقابة ادارية على انجازاتهم واجتماعاتهم ولقاءاتهم الدورية ومحاضر الاجتماع المتعقلة بهم، ايضا هناك رقابة مالية على الصادر والوارد من الحركة المالية، والسياسات المالية. لذلك أوجدنا مكتب الشكاوي والتظلمات ،للتعامل مع أي تظلم أو شكوى تشير إلى وحود خلل أو تجاوز من خلال تقديم التظلم إلى مكتب الرقابة، وإن كانت هناك أية اشارة أو تظلم نتابعها بشكل مباشر،و نتحرك بشكل فوري للاطلاع على الموضوع والعمل على انهاء المخالفة فورا . نحن كرقابة امنية ، لنا ولاية على كافة الأجهزة الأمنية ، وعلى المواطن الذي يشعر بالتظلم يأتي الى مكاتبنا وهي مفتوحة في كافة المحافظات ولا يكتفِ بالتشكي لجهات خارج الاختصاص ، أو يتوجه الى الهيئات الحقوقية، نحن كجهة أمنية معنيين باحقاق الحق والعمل على تعزيز ثقافة الرقابة والمساءلة والشفافية، ومن لديه تظلم عليه أن يمتلك الجرأة للحصول على حقه يتابع ويواصل وسنساعد على تعزيز العمل المؤسساتي.

هل تم ضبط أي محور فساد بين الاجهزة الامنية نفسها؟ من خلال عملى هناك من يخالف، ومن يخطيء ضمن شبهة فساد أي بمعني تجاوز للقانون، لكن المساحة المضبوطة بالفساد مساحة قليلة جداً، الصورة العامة للأجهزة الامنية، وما يقومون به من عمل شاق طوال الليل والنهار، نؤكد أن هناك أخطاء في الأجهزة الامنية فلابد من متابعة الأمور وان نكون كرقابة واعيين لما يدور حولنا

  ماهي رسالة المراقب العام لسكان قطاع غزة؟

انت كمواطن حر في غزة إذا حافظت على صوتك وأوصلته للجهات المسؤولة نحن بخير ، ولكن إذا شعرت بالخوف والجهات المختصة لم يصلها صوت المواطن الحر، إذن هناك خوف ، من مصلحتنا كحكومة وداخلية وأمن تشجيع كل صوت حر لانه سيساعدنا بامتلاك أدوات شاملة للمراقبة على كافة جوانب المشهد .