تابع العالم مسلموه وعربه ومسيحيوه ما جرى بالأمس في القدس .
كيف بدأت العملية .. ترى من الذي خطط لها ؟ وما الهدف من ذلك ؟
ألمستفيد بالتأكيد : ألصهاينة أمام العالم لأن العرب منشغلون بالاقتتال وشراء الأسلحة التي لن تكون لنصرة القدس .. فالذي لم يرسل زيتاً تسرج به قناديل القدس لن يرسل أموالاً لدعم صمود أهلنا في القدس ، ولن يرسل جيشاً لتحرير القدس .
العارفون بسياسة الاسرائيليين يتوقفون كثيراً لأن وراء كل عملية هدفاً لإسرائيل تريد تحقيقه .
في صيف عام 1982م قامت إسرائيل بقتل سفيرها في بريطانيا واتهمت الفلسطينيين فوجدت ذريعة لغزو جنوب لبنان ..
اليوم ولأول مرة يغلق الحرم القدسي ويمنع رفع الآذان وتمنع الصلاة وفي يوم الجمعة بالذات وذريعة الصهاينة أن لهم جنديين قُتِلا .
إنهما في نظر العالم ليسا إلا رجلين عاديين جاءا كسائحين لا أكثر ولا أقل .
فهل أمتنا العربية وأمتنا الاسلامية تشاركهم هذا الرأي ؟! أعتقد ذلك ...
لأن القدس لم تعد أولوياتهم ، ولأن الفلسطينيين في نظرهم منشغلون حتى النخاع في صراعاتهم وهمومهم ، وغادروا التفكير في قضيتهم المركزية ، فليست إذن من أولوياتهم ، ويؤكدون على ذلك بما نحن عليه من حالة انقسام وضياع ، وهروب من معالجة قضايانا .
الأكثر حزناً على حالتنا : أننا أصبحنا نخوّن بعضنا بدل أن نتنادى كفلسطينيين معلنين : أننا البعيدون عن هدفنا الأساس وهو فلسطين قبلتنا .
فالذي قبلته فلسطين يجب أن يتعاطى مع الفلسطينيين وقضاياهم وهمومهم وحتى لا نُبْقِى للمعذرين حجة يتسلحون بها .. فهل نحن فاعلون ذلك ؟!
هل نحن بمستوى القدس ... قضية ... مقدسات ... رمزاً ... مَعْلماً ... قبلةً ... عاصمةً لدولتنا ؟! كفانا هروباً وتهرباً ، وإلقاء التهم جِزافاً ، فلا أحد يحتكر الوطنية حتى يمنحها لمن يشاء ويمنعها عمن يشاء ..
أفيقوا أيها الفلسطينيون .. غادروا انقسامكم .. عودوا إلى وحدتكم .. التقوا لمناقشة قضاياكم كافة .. فلا أحد معكم .. تذكروا مقولة الرئيس الراحل .. ياسر عرفات رحمه الله ... ( يا وحدنــــــــا ) ..
أبناء شعبكم أيها القادة مثقلون بالهموم التي صدرتموها لهم .. إرحموهم ... فاجئوهم بما يخفف عنهم ويبعث في نفوس طليعتهم شباب الوطن .. أملَ : انبثاق الحرية ..
شعبكم يستحق منكم أكثر من ذلك ..
فقد أعطاكم تأييده ، وقدّمَ أبناءهُ شهداء ، وأسرى ، وجرحى ... ومازال يُراهنُ عليكم ... كونوا عند حسن ظن شعبكم بكم حتى لا تأتي اللحظات التي لا أحد يعلم إلاّ الله بما تُطِلْ ...
فالأيام حُبلى وستلد كل ما لا تريدون .
عاشت قدسنا شامخة
عاصمةً لدولتنا فلسطين