رغم سياسة الترهيب والوعيد التي تمارسها الأجهزة الأمنية الصهيونية في مدينة القدس ومحيط المسجد الأقصى الي أن المجاهدين الثلاثة استطاعوا اختراق هذه القبضة الأمنية مسلحين بمسدس وسلاحي كارلو وتمكنوا من قتل إثنين من جنود الاحتلال واصابة آخرين قبل أن يرتقوا شهداء في ساحات المسجد الأقصى المبارك ليثبتوا بدمائهم أهمية نصرة الحق وأن الجهاد هو السبيل الأمثل لاستعادة الحقوق.
تكمن أهمية هذه العملية من عدة جوانب أولها أن الشهداء الثلاثة من مدينة تخضع أمنيا لسيطرة دولة الاحتلال وأجهزة مخابراتهم ويحملون الهوية الزرقاء ثانيا مستوي التخطيط الدقيق للعملية واستخدام تكتيكات معينة وتجاوز السيطرة الأمنية والحواجز والمخابرات الصهيونية ليهزموا أدواتها التقنية والبشرية وهذا النصر شكل ضربة للمنظومة الأمنية الصهيونية فاقت عدد القتلى في العملية الفدائي منهم.
المتابع للوضع الداخلي الصهيوني يري حجم الخوف والفزع الذي ساد بينهم عقب العملية الفدائية التي نفذها محمد أحمد جبارين ومحمد حامد جبارين وأحمد جبارين فنجد القيادة الصهيونية بداية من بينت و الوزير أرئيل وليبرمان و رئيس وزرائهم نتنياهو يأمر بتعزيز الإجراءات الأمنية علي الطرق المؤدية للقدس واعتقال حراس المسجد الأقصى واعتقال مفتي المسجد الشيخ حسين يعقوب و تفكيك بيوت عزاء الشهداء اضافة الي منع المصلين من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى للمرة الأولي منذ العام 1969م الأمر الذي يحمل خطورة وتعدي كبير علي حرمة المسجد الأقصى وقدسيته الدينية مما سيشعل مواجهات كبيرة رفضها لهذا التجاوز الخطير لمشاعر المسلمين حول العالم .
أين المنادين بحرية العبادة وحرمة الأماكن المقدسة لماذا نعتب عليهم ونلومهم إذا كان رئيس حركة فتح محمود عباس وأمير المقاطعة برام الله قدم العزاء لنتنياهو بجنوده الصرعي بالعملية واصفاً اياها العملية بالإرهابية فماذا سننتظر من الدول الأخرى.
لقد باركت حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي والعديد من الفصائل الوطنية هذه العملية الفدائية باعتبارها عملية فدائية بطولية تأتي كرد طبيعي على اجراءات الاحتلال وممارساته الاجرامية بحق شعبنا ومقدساته وهذا يعبر عن الموقف الوطني الحقيقي لكل وطني حر.
جاءت هذه العملية لتؤكد أن انتفاضة القدس مستمرة رغم أنف الاحتلال وأعوانه ولتثبت للجميع أن ارادة المقاومة لن تنطفي في قلوب الشعب الفلسطيني وأنهم مستمرون بالمقاومة حتى تحرير آخر ذرة تراب من أرضنا.