أكد النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أن واقع قطاع غزة يزداد تعقيداً بعد عشر سنوات على الانقسام الخطير وتشديد الحصار الإسرائيلي وتزايد أزماته الانسانية الحاده.
وأشار الخضري في تصريح صحفي صدر عنه اليوم الأربعاء 14-6-2017 إلى أرقام صادمة بعد عشر سنوات من الحصار المشدد وانقسام ضاعف المعاناه وقال "أكثر من مليون ونصف المليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر، يتلقون مساعدات محدودة من مؤسسات دولية أهمها "أونروا" ومن الشؤون الاجتماعية ومؤسسات إغاثية مختلفة". وأضاف "أكثر من خمسة آلاف منشأة اقتصادية تضررت جراء الحصار وثلاث حروب شنتها إسرائيل على غزة، وخسائر مباشرة وغير مباشرة بمئات ملايين الدولارات".
وأكد الخضري أن أكثر من ربع مليون معطل عن العمل والعدد في تزايد مستمر وينذر بكارثة كبرى، إضافة إلى أن ٨٠٪ من مصانع غزة تضررت بشكل جزئي أو كلي بسبب الحصار ومنع دخول مواد الخام اللازمة للصناعة، ما قلل القدرة الإنتاجية للمصانع، وجعل السوق يعتمد على استيراد السلع كاملة التصنيع كبديل لمواد الخام التي تمنعها اسرائيل. وأضاف " هذا ساهم أيضا في ارتفاع معدلات البطالة حيث وصل معدل البطالة الى ما يزيد عن٥٠٪ ". وأوضح أن ٩٥٪ من مياه غزة غير صالحة للشرب، في ظل تحذيرات دولية من هذا الخطر الكبير، ودعوات محطات تحلية لتجنب أزمة إنسانية خطيرة وعدم توفر مياه شرب صالحة. وبين الخضري أن معدل دخل الفرد اليومي في غزة 2 دولار، وهي من أقل المعدلات في العالم.
وقال "نصف مليون زيادة في عدد السكان خلال عشر سنوات من الحصار، كان من المفترض أن يرافقها زيادة في الخدمات والمساكن والمرافق الحيوية والكهرباء والطرق، لكن ذلك لم يحدث بسبب الحصار، وازدادت الأمور تعقيدا بثلاث حروب لا زالت اثارها موجودة حتى يومنا هذا". وشدد الخضري، على أن نحو ٥٠٪ من المساكن التي تم تدميرها بالكامل أثناء عدوان 2014، ما زالت تنتظر الاعمار، وسكانها حوالي ٢٠٠ الف مواطن في عداد المشردين عن منازلهم سواء في شقق مستأجرة او أماكن غير مهيأة.
واستعرض معاناة قطاع الصيد والصيادين جرا الطوق البحري، حيث آلاف العائلات الفلسطينية التي تعتاش من مهنة الصيد والتي تضررت جراء تقليص مساحة الصيد واستهداف شبه يومي للصيادين وقواربهم. وأشار إلى أن توقف محطة التوليد المتكرر سواء بسبب القصف الاسرائيلي أو بسبب عدم التمكن من شراء الوقود بسبب فرض الضرائب، أحدث إرباكاً كبيراً، وعدم انتظام في الحصول على ساعات كافية لوصل التيار الكهربائي، بل تراوحت ساعات الوصل من أربعة الى ثماني ساعات. وبين الخضري أنه "مع توقف المحطة الآن لمدة شهرين متتاليين عن العمل، وكذلك القرار الاسرائيلي بتقليص كمية الكهرباء الواردة من الخطوط الإسرائيلية الى غزة أدخل غزة في كارثة إنسانية محققة".
وأشار إلى أن غزة تعاني جراء الحصار وآثار الانقسام، والضفة الغربية بسبب الاستيطان وجدار الفصل العنصري وسلب الاراضي، إلى جانب عزل القدس بحزام استيطاني وتهويد معلن واقتحامات يومية للمسجد الاقصى، وحواجز وتقطيع أوصال الضفة وعزل مدنها وقراها.
وأكد أن إسرائيل ما زالت تتنكر لكل حقوق شعبنا الفلسطيني، إضافة لما تقوم به من ممارسات ممنهجة تهدف للحيلولة للوصول لهذه الحقوق ومنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس . وشدد الخضري، على أن الوحدة الوطنية والشراكة في تحمل المسؤولية مفتاح أكيد لإنهاء واقع غزة الكارثي، وكذلك مواجهة كل تداعيات الحصار، والعمل على تعزيز الصمود لمواجهة تحديات كبيرة يواجهها الشعب الفلسطيني في كل مكان".
وناشد الخضري الكل الفلسطيني للاسراع في طَي اثار الانقسام سريعا عبر وحدة وطنية تنهي انقسام دام لعشر سنوات وآثاره الخطيرة وكذلك لمواجهة الحصار وتداعياته على الأوضاع الانسانية في قطاع غزة وكذلك تهويد القدس والتهام الارض من خلال الاستيطان بالضفة الغربية والعمل في كل الاتجاهات لإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس