كشف الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري ان السلطة الفلسطينية قدمت المزيد من التنازلات خلال لقاء الرئيس محمود عباس بنظيره الامريكي دونالد ترامب مؤخرا.
وبحسب المصري، فإن من ابرز هذه التنازلات اصبح هناك استعدادا لاستئناف المفاوضات بدون الشروط السابقة " لا وقف للاستيطان ولا وجود مرجعية دولية ولا جدول زمني للمفاوضات ولا جدول زمني للتطبيق "، إذ نذهب للمفاوضات من اجل المفاوضات حتى لا يكون الفلسطينيون الطرف المعطّل ، ايضا هناك استعداد لتوسيع نسبة تبادل الاراضي حتى 6.5 % سابقا كان اقصى حد وافق عليه الفلسطينيون هو 1.9% الان هناك كرم فلسطيني ، بالاضافة لاستعداد فلسطيني للقبول بالقدس عاصمة لدولتين بدون حدود واضحة وغير محددة وهذا شيء خطير وهذا مقابل ماذا حتى لا يغضب الادارة الامريكية وحتى لا يتحمل الفلسطينيون فشل العملية السياسية.
واكد المصري خلال مشاركته في برنامج فلسطين هذا الاسبوع الذي ينتجه تلفزيون وطن ويقدمه الاعلامي فارس المالكي ان "زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب وما سبقها من زيارة السعودية تعتبر افتتاح مرحلة جديدة وهي مرحلة خطيرة وادق المراحل التي تعيشها القضية الفلسطينية لانها مرحلة اعادة خلط الاولويات بحيث يريدون تحويل الصراع ضد ما يسمونه الشيعة والخطر الايراني والارهاب هو الذي يحظى بالاولوية ، بينما القضية الفلسطينية وما تمثله اسرائيل من ذروة الارهاب ومن اخر احتلال في التاريخ وما تقوم به في كل المنطقة فهذا اصبح من الماضي وبالتالي هذه هي الخطورة ويجب ان ننتبه على ان الامور تمشي في هذا السياق وليس من خلال روية قضايا تفصيلية هنا او هناك".
وأضاف "عمليا مبادرة السلام العربية قد اجهضت في هذه الزيارة ومن خلال ما استمعنا اليه من خطابات ترامب سواء عند الفلسطينيين او حتى الاسرائيليين يدل على ان هذا الشخص ليس داعما لاسرائيل فحسب فكما قال عاموس يدلين " مدير مركز ابحاث الامن القومي الاسرائيلي " هو صهيوني اكثر بكثير من الصهاينة انفسهم واكثر تطرفا لانه تحدث بشغف وحب عن اسرائيل واطفال اسرائيل وتبنى الرواية التاريخية للحركة الصهيونية وان هذه هي ارض الاجداد وهي من الالاف السنين واعترف باسرائيل كوطن قومي لليهود وفي المقابل لم يتحدث شيء عن اي معاناة من معاناة الفلسطينيين لا من حيث التاريخ ولا من حيث الحاضر ولا من حيث ما يقوم به الاحتلال ولم يذكر الدولة الفلسطينية ولم يذكر الاستيطان وبالتالي ترامب اخذ كل شيء من العرب والفلسطينيين مسبقا بدون ان يعطينا اي شيء".
وقال المصري ان السياسة التي اتبعتها القيادة الفلسطينية منذ تولي ترامب منذ توليه الرئاسة وحتى اليوم تسير من خطأ الى خطأ اكبر وربما الى كوارث اذا استمرت في نفس الطريق" موضحا "في البداية كانت القيادة الفلسطينية خائفة من موضوع نقل السفارة وان لايعترف بالفلسطينيين وكأن الخوف على اشده بعد ذلك ومجرد اتصال ترامب في الرئيس الفلسطيني ودعاه للزيارة اصبح هو المنقذ النتيجة ماذا حدث حصدنا ان الموقف الامريكي اصبح اسوأ" حسب الكاتب المصري.