أوردت صحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة في لندن عن مصادر سياسية إسرائيلية وفلسطينية، تأكيدها أن مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، الذي وصل إلى المنطقة، يقوم بمحاولة لدفع الإسرائيليين والفلسطينيين نحو صيغة تتيح استئناف المفاوضات.
وقالت مصادر إسرائيلية وفلسطينية للصحيفة، إن الاتجاه الأساسي للمشروع الأميركي، سيكون "خطة سلام إقليمي قائمة على أساس مبادرة السلام العربية".
وأضافت هذه المصادر، أن الطرفين لا يدركان بعد، معنى التوجه الأميركي الجديد، وأن عليهما ألاّ يفتشا عن أخطاء الطرف الآخر، بل عن مبادرات ذاتية لدفع المفاوضات.
وعلى هذا الأساس، فإن الإدارة الأميركية لا تكتفي بالخطوات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد الماضي لتيسير حياة الفلسطينيين الاقتصادية، وتطالب إسرائيل بتسليمهم مناطق واسعة، بغية توسيع أراضي السلطة في الضفة الغربية.
وعرض المسؤولون الأميركيون على إسرائيل خرائط لهذه المناطق، التي تريد نقلها من إسرائيل إلى السلطة، وبينها قرية شعفاط ومخيمها، وبلدة كفر عقب القائمة في منطقة القدس، ودمجهما في إطار مجلس محلي خارج القدس، مع بقائهما خاضعتين للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، ويعيش في البلدة والمخيم أكثر من 140 ألف مقدسي، كما تتضمن مناطق في شمال الضفة الغربية وبعض مناطقها الجنوبية. ومع أن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نفى هذه الأنباء، فإن أوساط سياسية أكدتها استناداً إلى أكثر من مصدر، وذلك وفقا ما قالت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية.
وقد صادق وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، على هذه الأنباء تلميحاً، عندما تكلم مع الصحافيين الذين يرافقون الرئيس ترامب في روما. فقال إن "الرئيس مارس خلال لقاءاته في القدس وبيت لحم، مع نتنياهو ومحمود عباس، كثيراً من الضغط عليهما، وكان متشدداً، وأوضح لهما أن عليهما التوصل إلى تسوية من أجل التقدم في العملية السلمية".
وحسب أقواله، فقد قال الرئيس ترامب لنتنياهو وعباس، إنه يعتقد أنه إذا جرى حلّ الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، فسيتحقق السلام في كل الشرق الأوسط. وتابع: "لقد كان الرئيس حازماً عندما أكد أمام الطرفين أن عليهما إظهار الجدية في توجههما نحو المفاوضات المستقبلية، والاعتراف بأن عليهما تقديم تنازلات. لقد مارَسَ الرئيس عليهما ضغطاً كبيراً، وقال لهما إنه حان الوقت للعودة إلى طاولة المفاوضات، وأكد هذه النقطة عدة مرات".
وفي إسرائيل والسلطة الفلسطينية تسربت تفاصيل أخرى من لقاءات ترامب، جاء فيها أنه وعد رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، خلال اللقاء بينهما في بيت لحم، بالعمل على قيادة خطوة سياسية تعتمد في جوهرها على مبادرة السلام العربية.
ويتضح من تصريحات مسؤول فلسطيني، أنه خلال اللقاء في بيت لحم، بشر الرئيس ترامب رئيس السلطة الفلسطينية عباس، أن الخطة السياسية التي يبلورها تعتمد على دفع خطة إقليمية شاملة، في إطار مبادرة السلام العربية أولاً. وحسب أقوال المسؤول الفلسطيني، فقد أكد ترامب أمام أبو مازن، أن الحديث لا يجري عن التنازل عن حل الدولتين كأساس لاتفاق مستقبلي بين إسرائيل والفلسطينيين، بل أن يتم في إطاره إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
وأضاف المسؤول أن الرئيس الأميركي معني بفحص إمكانيات أخرى "خارج الإطار"، أهمها دفع خطة السلام العربية أولاً، وبعد ذلك التوصل إلى اتفاق مرحلي تناقش الأطراف في إطاره، طرق التوصل إلى اتفاق يسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة والإعلان عن انتهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
وحسبما قال المسؤول الفلسطيني، فقد وصف الرئيس ترامب، أمام أبو مازن، جوهر الخطة التي يبلورها بشكل عام ولم يَخُض في التفاصيل، لكنه حسب أقواله، فإن الأميركيين يسعون إلى دفع خطة السلام العربية، بحيث يتم أولا طرح تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية السنية المعتدلة.
وفي وقت لاحق، وبناء على التقدم في مبادرة السلام العربية، يعمل الجانب الأميركي على دفع المفاوضات المباشرة والمكثفة بين إسرائيل والفلسطينيين، وفقا لجدول زمني يجري تحديده مسبقاً، وتعمل الأطراف في إطاره على التوصل إلى حل للمسائل الجوهرية، وفي مقدمتها ترسيم حدود الدولة الفلسطينية، مكانة القدس والأماكن المقدسة، مصير المستوطنات الواقعة خارج الكتل الكبرى، حق العودة وغيرها.
نتنياهو يعد ائتلافه الحكومي للمفاوضات
في سياق متصل نقلت الصحافة العبرية إن نتنياهو بصدد تجديد الجهود السياسية لضم حزب "المعسكر الصهيوني" بزعامة إسحاق هيرتسوغ إلى حكومته في أعقاب الحديث عن انطلاق مبادرة سياسية وشيكة.
.ونقلت الصحافة الجمعة، عن مسؤولين كبار في حزب "الليكود"، عن تجديد الاتصالات السياسية بين الحزب الحاكم و"المعسكر الصهيوني"، بهدف ضمه إلى الحكومة وتوسيع الحكومة الإسرائيلية على خلفية زيارة ترامب الأخيرة للمنطقة وتجديد الحديث عن عملية سياسية في الأفق.
وأشار مصدر ليكودي، إلى أن الحزب يقدر أن تنطلق المبادرة السياسية الأمريكية في المنطقة في بداية شهر يوليو/ تموز، عندها سيعقد حزب العمل انتخابات داخلية لانتخاب زعيمه. ويقول المصدر إن انتخاب الزعيم الحالي، اسحاق هيرتسوغ، مجددا، سيسهل ضم الحزب إلى الائتلاف الحكومي الذي يرأسه "الليكود"، لكن تغييره بمرشح آخر سيصعّب هذه المهمة.
وأضاف المصدر، أن المبادرة السياسية المتوقعة ستكون جدية ومختلفة عن المبادرات السابقة على نحو ملحوظ، ويسعى نتنياهو قبل انطلاقها إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، موسّعة، تضم عدد أكبر من الأحزاب.
وأشار إلى أن تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية سابقا، قد أعربت عن رغبتها في الانضمام إلى حكومة موسعة في حال انطلقت عملية سلام جديدة.
" الشرق الأوسط +وكالات
