شنت صحيفة "الرياض" السعودية هجوما عنيفا، و"غير مسبوق" على دولة قطر في مقالة لها اليوم الجمعة تحت عنوان " قطـر.. ووهـم العظـمـة".
وقالت الصحيفة ان بعض الناس يتعرضون إلى إحباط شديد نتيجة صدمات نفسية بسبب الفشل في العمل أو الدراسة أو العلاقات العاطفية فيهربون إلى الخيال ويلجؤون إلى ابتداع نجاح وهمي وعظمة خيالية تزيد الأمر سوءاً صحياً واجتماعياً.. ويطلق علمياً على هذه الحالة اسم البارانويا أو جنون العظمة.. وهو مرض نفسي يصيب الإنسان، فيجعله يبالغ في وصف نفسه بما يخالف الواقع، حيث يدعي الشخص امتلاك قدرات جبارة أو مواهب مميّزة أو أموال طائلة أو أنه يستطيع تغيير العالم ولفت الانتباه.. وغالبا من يعاني من هذه الحالة يشعر بالنقص تجاه الآخرين، والغيرة والحسد من نجاحاتهم التي يراها الجميع..
واضافت الصحيفة السعودية ان هذه المقدمة القصيرة تنطبق على شقيقتنا في الإسلام والعروبة والجوار "قطر".. فما رأيناه وسمعناه خلال اليومين الماضيين أمر مؤسف ومخيب للعمل الجبار الذي تسعى له المملكة والدول العربية والإسلامية من تحالفات ضد الإرهاب ومناصريه وزارعيه وأولهم "إيران" بما تفعله في المنطقة والعالم أجمع، وإجماع كل الدول على تصنيفها في خانة الدول الداعمة والراعية للإرهاب، إلا أن قطر تأبى هذا الإجماع وهذا التآلف بوصفها لإيران بأنها دولة عظمى وشقيقة وجارة.
واوضحت انه بعد اجتماع وقمم الرياض خرج العالم بنتائج إيجابية ومرضية لعودة اللحمة العربية والإسلامية، فإذا بنا نصحو على تصريحات لأمير قطر أشبه بالكابوس، تطعن الجوار والمجتمع الخليجي بخنجر الغدر. وذكرت ان مواقف قطر منذ الأزل لم تتغير، وكلما قلنا إن الحال صلحت نجدها تزداد سوءاً، فما الذي دعا قطر إلى محاولة زعزعة الأمة والمجتمع الخليجي بمثل هذه الهرطقات التي لن تؤتي ثمارها. ولفتت الى ان الشعب القطري شعب شقيق وغال علينا، وبيننا وبينهم أواصر محبة وود وعلاقات نسب وجوار.. ولكن على القيادة القطرية أن تعيد حساباتها، وتتيقّن أنه لا غنى لها عن أهلها وجيرانها ومجتمعها الخليجي.
اضافت "السؤال الذي يدور في ذهن الجميع: ما الذي تريده قطر من شق الصف العربي بعد أن أعادت قمم الرياض الأخيرة الأمل في عودة اللحمة والاتحاد؟ سؤال نترك للجميع الإجابة عنه واستنتاج أسبابه وأهدافه".
واشارت "الرياض"، الى ان وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خرج في مؤتمر صحفي أمس ليقول "إن قطر ليست لها أي علاقة مع الأحزاب، وهي تتعامل فقط مع الدول والحكومات، وهي تتعامل مع الإخوان فقط عندما يكونون جزءاً من أي حكومة".. تصريح يمكن تقبله لو كان مقروناً بأفعال تثبت ذلك، لكن يبدو أن الاختراق لم يطل موقع الوكالة فقط، بل تمكن من دولة قطر برمتها، ولا حاجة لإجراء تحقيق للوصول لنوع الفيروس ومصدره.
واوضحت الصحيفة السعودية، ان وزير الخارجية القطري اختار لعب دور المظلوم، بغمزه ولمزه أنّ هناك أطرافاً خفية تدبر عملاً ضد دولته، ملمحاً للمقالات المكتوبة عن علاقة قطر بالإخوان في الصحافة الأميركية، والتي لم تكن سوى جزء من المؤتمر الذي كشف فيه وزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت غيتس هذه العلاقة الوطيدة، فاضحاً مخالفة قطر للاتفاقيات والمواثيق التي توقعها، بسبب ارتباطها الوثيق بالجماعات الإرهابية، كالإخوان وحماس.
وقالت " فات على وزير الخارجية أنّ علاقة الإخوان بقطر ليست وليدة لحظة حتى يمكن له نفيها والتملص منها بذريعة أنّ هناك من يحاول تشويه صورة بلاده، فقطر تكاد تكون الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تعتبر هذه الجماعة المارقة تنظيمًا إرهابيًا محظورًا، كما أنّها من بدأ يستقبل أعضاء الجماعة القادمين من مصر منذ عام 1954م -ولم يكونوا حينها ممثلين لحكومات كما يقول الوزير: قبل أن تبدأ بإيواء الهاربين من سوريا في 1982م".
وتضيف صحيفة الرياض "ما إن بدأت المملكة حربها ضد الإرهاب سعت قطر لإيواء المارقين من المنتمين للجماعة.. واستمرت في "الخريف العربي" احتضان الإخوان، سعياً منها لتعزيز دورها الإقليمي وإيجاد موضع قدم لها في المنطقة، حيث يعد الإخوان أكثر الحركات تنظيماً وأقدمها في المنطقة، وعززت ذلك بـ"قناة الجزيرة" وسلمت منتمين للجماعة دفة قيادتها، والتي بدورها كانت -وما زالت- تقدم طرحاً يثبت أنّ مشكلة قطر ليست في "كذبة اختراق موقع وكالة أنباءها" فقط" حسب الصحيفة .