وجه الرئيس محمود عباس، اليوم الاثنين، كلمة لأبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات في الذكرى 69 للنكبة، ولأسري الأبطال الذين يخوضون معركة الحرية والكرامة منذ ٣٩ يوما.
وأكد الرئيس في كلمته أن الشعب الفلسطيني بعد 69 عاماً على النكبة، لا يزال متمسكاً بحقوقه كاملةً غير منقوصة، وبأنه مصرٌ على الكفاح والنضال حتى دحر الاحتلال وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967.
وأضاف عباس أن شعبنا ومن خلال نضاله وكفاحه ووعيه أفشل محاولات الطمس والتذويب والإلغاء التي خطط وسعى الاحتلال وأعوانه إلى تنفيذها لتصفية القضية الفلسطينية.
وحيا الرئيس أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال الذين يخوضون معركة الحرية والكرامة متوجهاً إليهم بتحية إجلال وتقدير، مؤكدا أنه لن يهدأ لنا بال حتى ينال جميعهم الحرية ويعودوا إلى أهلهم وأسرهم مرفوعي الرأس، كما دعا سيادته المجتمع الدولي للتدخل والضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل تلبية مطالبهم الإنسانية المشروعة والعادلة، تمهيداً لإطلاق سراحهم جميعاً دون شرط أو استثناء.
ونضع بين ايديكم نص كلمة الرئيس محمود عباس:
"نحيي اليوم وإياكم الذكرى التاسعة والستين للنكبة، نكبة عام 1948 ليست ذكرى من الماضي وانتهت، وانما هي الذكرى الأليمة والمستمرة في حياتنا، فشعبنا الفلسطيني الذي دفع ثمن تاريخ ليس تاريخه، لا يزال يتعرض للظلم ذاته، الذي بدأ منذ اكثر من مائة عام مع ظهور الصهيونية وروايتها الكاذبة، التي أنكرت وجودنا على أرضنا، ولا تزال تتنكر لحقوقنا الوطنية المشروعة المنصوص عليها في قرارات الشرعية الدولية.
وفي هذه الذكرى الأليمة، لا بد من التأكيد ان الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا وما يزال يتفاقم، وقد بدأ من الناحية العملية مع وعد بلفور المشؤوم، ومن هنا، فإننا ندعو الحكومة البريطانية، إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية، بأن لا تقوم بإحياء الذكرى المئوية لهذا الوعد الباطل والاحتفال به، وإنما عليها أن تبادر بدلاً من ذلك بتقديم الاعتذار لشعبنا الفلسطيني الذي دفع ثمناً باهظاً دماً وتشرداً، نتيجة لهذا الوعد المشؤوم وتنفيذه على حساب أرض وطننا التاريخي وعل حساب شعبنا وحقوقه المشروعة.
إن شعبنا لن يطوي صفحة النكبة، إلا بعد ان يتم الاعتراف بكامل حقوقه الوطنية المشروعة دون نقصان أو استثناء وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران لعام 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
لقد أوضحنا في المناسبات كافة أن السلام هو خيارنا الاستراتيجي، ولكن ليس بأي ثمن، إنما هو السلام العادل و الشامل، على أساس قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام، بما يضمن حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة والتعويض بموجب القرار 194.
اليوم ونحن نحي ذكرى النكبة فإننا لن ننسى أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال الذين يخوضون معركة الحرية والكرامة متوجهاً إليهم بتحية إجلال وتقدير، ونؤكد لهم أنه لن يهدأ لنا بال حتى ينال جميعهم الحرية ويعودوا إلى أهلهم وأسرهم مرفوعي الرأس، وهنا أدعو المجتمع الدولي للتدخل والضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل تلبية مطالبهم الإنسانية المشروعة والعادلة، تمهيداً لإطلاق سراحهم جميعاً دون شرط أو استثناء.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم إن كفاحنا وصمودنا على أرض وطننا، وإصرارنا على التمسك بحقوقنا الوطنية هو العامل الحاسم الذي سيقودنا حتماً نحو الحرية والاستقلال، مؤكدين على استخلاص الدروس والعبر من النكبة خاصة في ظل هذه التحديات الخطيرة التي تواجه القضية الفلسطينية، لذلك نجدد الدعوة إلى ضرورة إنهاء الانقسام وتوحيد الصف الوطني من أجل مجابهة التحديات كافة، لأن وحدتنا الوطنية هي مبدأ مقدس وبها ومن خلالها سيحقق شعبنا آماله وطموحاته وبناء دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
المجد لشهدائنا الأبرار
الحرية لأسرانا الأبطال
عاشت فلسطين حرة مستقلة