أقامت لجنة الأسير الفلسطيني احتفالاً تكريمياً مهيباً بنابلس كرمت فيه أسرى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وذويهم بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، وفي سياق دعم وإسناد الاسرى في معركة الكرامة، ووفاءً وتقديراً لذويهم.
وقد شارك فيه حفل التكريم حشد كبير من أهالي الأسرى وفعاليات وطنية ومجتمعية متنوع، وقد افتتح الاحتفال بدقيقة صمت إجلالاً وتقديراً لأرواح الشهداء، ومن ثم عزُف السلام الوطني الفلسطيني.
وألقى الدكتور أبو شداد كلمة الجبهة الشعبية استهلها بتوجيه تحية إجلال ووفاء وفخر للأسرى الأبطال وذويهم، مؤكداً أن الأسرى يحتاجون كل الدعم والإسناد للانتصار في معركة العز والكرامة.
وأضاف الدكتور أبو شداد أن الشعب الفلسطيني الحي بحاجة على قيادة وطنية مؤتمنة لتحقيق حقوقه الوطنية المشروعة... قيادة حقيقية تلتحم وهموم الجماهير وتوحد الوطن وقواه في إطار برنامج وطني نضالي وكفاحي يساهم في إنهاء الانقسام البغيض واستعادة وحدة شعبنا.
من جهته، ألقى الأسير المحرر ابن نابلس عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة ومسؤول لجنة الأسرى بالقطاع كلمة مؤثرة باسم الرفاق في منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سجون الاحتلال تم بثها عبر الفيديو مباشر على الحاضرين من خلال إعداد وترتيب مركز حنظلة للأسرى والمحررين، ووجه خلالها كعبي التحية لأهله وأحبته أمهات الشهداء والاسرى وذويهم معانقاً ريح نابلس المعطر بدماء الشهداء والمقاومة، مستذكراً رفاق دربه الشهداء والأسرى ومشوارهم وتاريخ المجد معاهداً الأسرى بالمضي في درب النضال حتى تحقيق كامل حقوق شعبنا المشروعة وفي مقدمتهم تحرير الأسرى وكسر قيد السجان.
كما وجه عظيم التحية للأسرى الصامدين والمضربين عن الطعام وللرفاق القادة وائل الجاغوب وكميل ابو حنيش وأخوة الدرب ناصر عويس وخالد خديش وجميع الأسرى وفي المقدمة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات " أبو غسان".
وقال الكعبي في كلمته: " في البداية لا أخفي عليكم حزني العميق أنني أتحدث إليكم عبر الهاتف في هذا الحفل التكريمي لعائلات الأسرى، فقد كنت أتمنى أن أكون بينكم أعانق رفاق البندقية والمخيم، ولأقبّل جبين أمهات الشهداء والأسرى. ولكن هكذا هي الحياة وقدر المناضل أن يُنتشل فجأة من بين أحبته ورفاقه وأخوته، ورغم ذلك فقلبي المملوء بالحنين ما زال موجوداً بينكم لم يغادركم ولم تستطع لا سنوات الاعتقال الطويلة أو الإبعاد أو فقدان أمي دون أراها أو اعتقال أخوتي أن تطرد هذا الانتماء الأبدي لهذه المدينة ولهذا المخيم، فعزائي الوحيد أنني أرى نابلس الجميلة بجبالها الشامخة، وأبطالها وأهلها الطيبيين بعيونكم جميعاً".
وأضاف: " نشكر رفاقنا في الجبهة الشعبية في نابلس على تنظيمهم هذا الحفل التكريمي لأهالي الأسرى، وإتاحة الفرصة لي للحديث بالأصالة عني وبالنيابة عن رفاقنا في منظمة الجبهة الشعبية في سجون الاحتلال، فهذا التكريم يأتي في إطار تعزيز القيم الجبهاوية من خلا لتكريم لمن أعطى للنضال صورته الجميلة الحية، وصمد وصبر وناضل من أجل أبنائه الأسرى. ولذلك فإن هذا التكريم هو جزء من الانتصار والوفاء للأسير، ويثبت أن كل أسير أم وأب وأخ وأخت وعائلة مناضلة تقاتل معه وخلفه ولا تغادر الميدان أبداً، ويجب علينا أن نفتخر بهؤلاء الذين صنعوا لنا جسراً للأمل وللحرية".
وتابع: " ونحن نكرم اليوم أهالي الأسرى عوننا وقلوبنا ترحل إلى أبطال معارك الإرادات وهم يخوضون معركة الكرامة لليوم الخامس والعشرين على التوالي، فإننا واثقون أنهم سينتصرون في النهاية في هذه المعركة مستفيدين من تجاربهم وخبرتهم النضالية عبر سنوات طويلة أعطتهم القدرة والتمرس على صياغة أبجديات الصمود، وانتزاع الحقوق من أعتى أجهزة القهر والإرهاب والإجرام... فعندما أعلنوا خوضهم هذه المعركة مفضلين الموت على حياة الذل والقهر فإنهم أثبتوا أنهم يحبون الحياة لأنهم يسعون إلى الحرية... وأنهم يفضلون الموت إن وجدوا فيها السبيل والطريق إلى الحرية... هم خاضوا ملاحمهم البطولية، وصنعوا أسطورتهم الخاصة، وإن السر الذي يجعلهم بهذه القوة والعزيمة والخوض في دروب الخطر أنهم بنوا قلاعهم الثورية وحولوها إلى براكين متفجرة دائماً ف يوجه الاحتلال. لكن السؤال المحل، كيف نترفع جميعاً إلى مستوى هذه البطولات؟ إن الإجابة الوحيدة والمنطقية على هذا السؤال هو الانتصار لهم في كل شيء"