قالت الصحفية الاسرائيلية شيمريت مئير في مقال نشره موقع "المصدر" العبري أنه بعد مرور عامين على حرب 2014 ضد قطاع غزة، ومع حلول فصل الصيف، ما زالت غزة تقلق نتنياهو، فقد تذكر أبو مازن، بعد مرور عشر سنوات على سيطرة حماس على قطاع غزة بالقوة، إبداء قدرته القيادية وتحدي حماس.
وقالت في مقال نشر امس":يشكل الحصار الاقتصادي الذي يحاول أبو مازن فرضه على غزة خطوة سياسية لامعة، لدى زعيم ليس من المتوقع أن يخسر شيئا. غالبا، يدرك أبو مازن الذي أصبح عمره 82 عاما، أن أمامه سنوات قليلة، على أكثر تقدير، من السيطرة، وقد بات يُظهر مؤخرا حزما خاصا".
واكدت ان، أبو مازن يوضح أنه دفع مؤخرا كل حسابات حماس، وإليكم اعتباراته: "إذا ساعد نتنياهو حماس، فسيُظهر أبو مازن للعالم (أي، للحاكم في مباراة الواقع العالميّة، دونالد ترامب) أن نتنياهو مسؤول عن الشرخ بين غزة والضفة، الذي يشكل حجة أن الفلسطينيين ليسوا مؤهلين بعد لإقامة دولة. بالمُقابل، إذا تدهور الوضع الاقتصادي في غزة مُؤديا إلى حرب (كما حدث عشية عملية "الجرف الصامد") - فقد تنتهي بانهيار سيطرة حماس في غزة (وفق ما يُحذر ليبرمان) وتسير الأمور لصالح حركة فتح.
بالمُقابل، أرسلت حماس إلى نتنياهو رمزا مُبطنا حول نواياها على الأمد القريب في ميثاقها الجديد الذي نشرته مؤخرا. رغم أن إسرائيل ليست الأولى التي تلقت الميثاق، تشير التقديرات إلى أن الحركة معنية بهدنة طويلة الأمد تؤدي إلى ازدهار اقتصادي، توفر لها وقتا لبسط سيطرتها، وتساعدها على الاستعداد لليوم ما بعد أبو مازن، في الضفة الغربية أيضا. بالتباين، في حال انضمت هذه الظروف إلى ضغط اقتصادي غير محمول يؤدي إلى أن تفكر حماس أن سيطرتها باتت معرّضة للخطر والأهم - أن تشعر أن إسرائيل على وشك أن تسحب منها السلاح الاستراتيجي الإضافي بعد الصواريخ - الأنفاق - قد يكون هناك من ينجح في شن مواجهة أخرى وخلط الأوراق مجددا.
وإذا كل ذلك لا يكفي، فأبو مازن يشن هجوما غير مباشر ضد نتنياهو ليس في غزة المستعرة فحسب بل في واشنطن الهادئة أيضًا. نُذكّر أن في بداية عصر ترامب، قبل وقت قصير، كان الفلسطينيون منبوذين في واشنطن، ولم يتحدث أحد مع أبو مازن. مارس أبو مازن ضغط كبير على السعوديين، تنازل عن نزاعات مع الرئيس المصري، استعذر، وحصل على مساعدة من كل حدب وصوب، بما في ذلك من اليهود في طريقه إلى البيت الأبيض. تتطرق إسرائيل إلى التحريض والتربية على الكراهية لدى الفلسطينيين، إلا أن هذه جهود لا طائلة منها. تحظى السعودية، مصر، الأردن، والفلسطينيون أيضا الآن بزيارة البيت الأبيض وبآذان صاغية في إدارة ترامب. يُستحسن قبول هذه الحقيقة والاعتياد على الواقع الجديد.
تابع أبو مازن التصرف كالقائد رقم "2" الكلاسيكي بعد سنوات طويلة يشغل فيها منصب القائد رقم "1" مفضلا الحفاظ على الوضع القائم بدلا من صنع تاريخ من خلال إقامة دولة فلسطينية.
ما زال مبكرا تحديد إذا كانت أزمة نهاية العمر ستدفع أبو مازن نحو اتفاق إسرائيلي - فلسطيني بمساعدة ترامب، ولكن يبدو أنه يعمل حاليا على إنهاء احتلال غزة.