أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في شمال غزة (منظمات الشهيد غسان كنفاني )، ولجنة الأسرى، والجمعية الفلسطينية للتنمية وحماية التراث، مهرجاناً وطنياَ حاشداً لإحياء يوم الأسير الفلسطيني ولإسناد الأسرى المضربين عن الطعام، بمشاركة قيادات وكوادر وأعضاء من الجبهة، وشخصيات وطنية، ووفود أكاديمية، ومؤسسات ووجهاء، وأسرى محررين، إضافة لمشاركة بارزة للمرأة .
افتُتح المهرجان بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً على أرواح الشهداء، ومن ثم عُزف السلام الوطني الفلسطيني.
وفي كلمة قدمها الأسير المحرر رئيس الجمعية الفلسطينية للتنمية وحماية التراث الرفيق المناضل أبو بيسان الصليبي رحب فيها بالحضور، مبرقاً بالتحية لأسرانا المضربين عن الطعام وعلى رأسهم قادة الحركة الأسيرة، الأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق أحمد سعدات ومروان البرغوثي وحسن سلامة وكافة الأسرى، مستذكراً تاريخ الحركة الأسيرة، مستعرضاً أبرز المحطات التي مرت بها منذ أول معتقل حتى اللحظة.
وأكد الصليبي بأن الخيار الوحيد لتحرير الأسرى لا يتم إلا بالقوة وإرغام الاحتلال على الإفراج عنهم، وليس بلغة التفاوض والتنسيق الأمني.
كما وجه الصليبي دعوة لفصائل العمل الوطني والاسلامي بأن يكونوا على قدر المسئولية وأن يدركوا بأن تحرير فلسطين وتحرير الأسرى بحاجة لوحدة وطنية حقيقية، على أساس برنامج وطني كفاحي يستجيب لمستوى التضحيات.
وفي ختام كلمته أكد على دور الحركة الوطنية الأسيرة في تعزيز ثقافة المقاومة والصمود، مشيداً بالرفيق الشهيد ربحي حداد الذي كان له دور كبير في تأسيس منظمات السجون، وترسيخ برامج ثقافية ثورية في كل سجون الاحتلال الصهيوني.
وفي كلمة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قدمّها عضو اللجنة المركزية العامة ومسئول لجنة الأسرى بفرع غزة الرفيق علام الكعبي " أبو أسامة" الذي بدوره رحب بالحضور، معتبراً أن الانتصار الحقيقي لقضية الأسرى المضربين عن الطعام، يتطلب من الجميع التحرك وعلى كافة المستويات وأن تكون هذه القضية على سلم الأولويات لكل فصائل العمل الوطني، والقوى المناصرة لقضية شعبنا في الداخل والشتات،
كما طالب وسائل الاعلام ومؤسسات المجتمع المدني أن يكون لهم دور منظم وليس تقليدي باتجاه دعم نضال الاسرى.
وأكد الكعبي على ضرورة ابتداع طرق وأساليب جديدة مؤثرة وعملية إسناداً لقضية الأسرى، تكون ذات نتائج تنعكس إيجاباً على الأسرى بعيداً عن العشوائية.
وفي هذا السياق اقترح الكعبي إقامة ورشة عمل موسعة لمناقشة قضية الأسرى بتعمق ومسئولية ويتم من خلالها صوغ برنامج نضالي متكامل بشكل متواصل، وتشكيل خلية أزمة لمتابعة موضوع الأسرى على كافة المستويات وعلى مدار الساعة.
وفي نفس السياق دعا الكعبي القوى التقدمية والثورية العالمية، وحركة المقاطعة الدولية الى أوسع تحرك شعبي ورسمي اسنادا لهذه القضية.
وفي ختام كلمته أكد الكعبي أن الأسرى يتمتعون بمعنويات عالية، وأنهم عازمون على خوض معركة الكرامة مهما كانت النتائج، مبرقاً لكل الأسرى، مشيداً بمنظمات الجبهة في سجون الاحتلال وعلى رأسهم الأمين العام أحمد سعدات ومسؤول فرعها الرفيق القائد كميل أبو حنيش.
هذا وتخلل المهرجان فقرة شعرية قدمتّها الشاعرة الواعدة خضرة الداعور، عبرت من خلالها عن معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال، حيث ربطت بين إحساس الأسير من جهة وذويه من جهة أخرى.
فيما قدمت فرقة شعاع المجد أوبريت بعنوان كلنا أسرى، يحاكي معاناة الأسرى وما يتعرضون له من انتهاكات صارخة خلف القضبان، ويعكس صورة عن إضرابهم عن الطعام.
هذا واستمر العرض لمدة نصف ساعة متواصلة كان لها بالغ الأثر على مشاعر الحضور، فيما شاهدوه من لوحة فنية متكاملة عن المعاناة والألم داخل سجون الاحتلال.
كما قدمت الفنانة المتألقة ملاك أبو عودة فقرة غنائية وطنية دعما واسنادا لا ضراب الأسرى في السجون.
هذا واكدت لجنة الاسرى ومنظمات الشهيد غسان كنفاني على استمرارها في فعاليات اسناد قضايا الأسرى، وإضرابهم عن الطعام وتحشيد كل الجمهور من أجل هذه القضية العادلة، ورفض كل أساليب القمع الهمجي ضد ابطالنا الأسرى، وتحدي سياسات وأدوات الاحتلال.