أصدرت هيئة شؤون الاسرى والمحررين، اليوم السبت، تقريرا عن الأسير كريم يونس الذي أمضى 35 عاما داخل السجون، مشيرة إلى أنه امضى اطول فترة يمضيها اسير في التاريخ، فلم يعد هناك متسع للانتظار والصبر امام ما يجري بحق الاسرى على يد حكومة الاحتلال، فكل دقيقة من حياته داخل السجن تحولت الى شرارة اشتعلت الآن في الاضراب المفتوح عن الطعام".
و قال عميد الأسرى في سجون الاحتلال كريم يونس إنه لا شيء نخسره، فالحياة اغلقتها حكومة الاحتلال داخل المعسكرات وخلف القضبان، او في جوف الظلمات السوداء، اغلقت الامل السياسي برفضها للسلام العادل المبني على الشرعية الدولية مع الشعب الفلسطيني.
وأوضحت أن الأسير يونس المعزول الآن مع الاسير القائد مروان البرغوثي في زنازين سجن الجلمة، قرر ان ينفض عن جسمه وذاكرته سنوات القسوة والذل والمهانة التي يتعرض له الاسرى بالسجون.
وقال الأسير يونس لهيئة الأسرى: لقد قاتلنا وضحينا من اجل حق تقرير المصير، من اجل بلدنا وكرامتنا وسنبقى نقاتل من جوف زنازيننا وما بقي لنا من العمر.
وأوضح" ان السجن لم يسيطر علينا، وان السجان الذي يقيد ايادينا تحول الى سجين في حياتنا، وهكذا سنحول الاحتلال الى سجين تحت وقع مقاومتنا واصرارنا على الحرية، سيبقى مستنفرا ومشغولا وقلقا ما دام يمارس دور السجين بحق الشعب الفلسطيني".
واضافت الهيئة، إن الأسير يونس خاض اكثر من 25 اضرابا مفتوحا عن الطعام داخل السجون، اسس بوعيه وريادته وفكره المؤسسة الاعتقالية الصلبة التي حققت الانجازات، وانتزعت الحقوق واسقطت مخططات وسياسيات الاذلال والطمس الثقافي والانساني الذي مارسته سلطات الاحتلال بحق الاسرى منذ البدايات، والآن يقول: لا عودة الى الوراء.
واشارت الهيئة إلى أن يونس الذي حكم عليه بالاعدام بعد اعتقاله، وظل في بدلته الحمراء عدة شهور يترقب حبل المشنقة، وبعد استبدال الاعدام بالمؤبد، خرج من الموت الفعلي الى الموت البطيء على مدار هذه السنوات الطويلة داخل السجون، مشحونا باحلامه وارداته العظيمة، متيقنا ان يوما سيأتي ليرى حريته وحرية شعبه، ويرى امه العجوز المريضة، ويرى اهل بلدته في قرية عارة واصدقائه القدامى ومن ظل منهم من الاحياء ويرى الكرمل يطل على بحر ذكرياته يعانق السماء.
يشار الى ان اكثر من الف اسير فلسطيني يخوضون لليوم السادس على التوالي اضرابا مفتوحا عن الطعام وذلك للضغط على ادراةة سجون الاحتلال لتتلبية شروطهم وتحسين ظروفهم في السجون .