دعا الكاتب والمحلل هاني المصري في تقدير استراتيجي نشره الأحد، إلى إرساء مشاركة سياسية كاملة تقوم على تخلي "فتح" عن هيمنتها على مختلف مكونات النظام السياسي، مقابل تخلي "حماس" عن سيطرتها على غزة.
كما طالب المصري في تقديره الذي جاء بعنوان "الوضع الفلسطيني إلى أين؟" بالاتفاق على البرنامج الوطني، وكيفية الوصول إليه، على أن يجسد هذا البرنامج القواسم المشتركة، إضافةً إلى التوافق على أن قرار السلم والحرب قرار وطني، ولا يجوز أن ينفرد تنظيم بمفرده بأي منهما.
ودعا الرئيس محمود عباس إلى التوقف عن تجريب المجرب، والكف عن إعادة إنتاج الأوهام حول الدور الأميركي وإمكانية تحقيق حل وطني، والعمل لكي يكون الهدف الوطني الجامع للفلسطينيين هو إحباط المحاولة الأميركية الإسرائيلية الجديدة الأكثر خطرًا من سابقاتها لتصفية القضية.
كما طالب السلطة بتذكر ما قامت بعد وقوع الانقسام حينما طالبت الموظفين بالاستنكاف عن العمل والمكوث في بيوتهم على أساس الاعتقاد بأن "حماس" ستنهار بسرعة، في حين أن هذا القرار الغبي أعطاها فرصة ذهبية لبناء سلطتها في وقت قياسي كانت من دونه بحاجة إلى أضعاف الوقت الذي تم. وبالتالي، فإن تطبيق القرارات غير المسبوقة يمكن ألا يؤدي إلى انهيار سلطة "حماس"، وإنما إلى تحويل الانقسام إلى انفصال.
ودعا إلى مغادرة "حماس" مربع أوهام الرهان على المحاور الإقليمية والتنظيمات العالمية، والكف عن تغليب استمرار سيطرتها الانفرادية على قطاع غزة على أي شيء آخر، وإعطاء الأولوية لكونها جزءًا من الحركة الوطنية الفلسطينية.
ووضع المصري سيناريوهات متوقعة كقبول "حماس" بالشروط المطروحة عليها أو رفض الشروط جملة وتفصيلًا أو انحناء "حماس" للعاصفة دون أن تستسلم لها بالكامل.
