زعمت مصادر سياسيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب، إنّه خلال الاجتماع الذي جرى مؤخرًا في واشنطن بين الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، وبين وليّ وليّ العهد السعوديّ، محمد بن سلمان، قام ترامب بتوبيخه بسبب العلاقة الفاترة بين المملكة العربيّة السعوديّة وبين مصر، طالبا منه العمل فورًا على إعادة المياه إلى مجاريها بين الدولتين.
ونقلت صحيفة يديعوت احرنوت العبرية عن تلك المصادر قولها ان التوبيخ أثمر في القمّة العربيّة التي عُقدت في البحر الميّت، حيث تمّت المُصالحة بين الرئيس المصريّ، المُشير عبد الفتّاح السيسي، وبين العاهل السعوديّ، الملك سلمان.
واكتد المصادر العبرية ان الشرط الأمريكيّ كان: إذا أرادت السعوديّة الحصول على دعمٍ أمريكيٍّ والمُشاركة في الحلف الذي يتبلور لوقف ما أسمته المصادر الإسرائيليّة بالتمدّد الإيرانيّ في منطقة الشرق الأوسط، فيتحتّم عليها، أيْ على السعوديّة، أنْ تفتح جيوبها وتعود لتقديم المُساعدات لمصر، التي تُعاني من وضعً اقتصاديٍّ صعبٍ، وهذا ما كان
ولفتت المُعلقّة أيضًا إلى أنّ الزعماء العرب، الذين باتوا على قناعةٍ بأنّ ترامب يبحث عن صفقةٍ، اقترحوا ويقترحون عليه أنْ يقوم بتغيير سُلّم الأولويات: أولاً، يجب دعم الدول العربيّة التي تعيش أزماتٍ اقتصاديّةٍ لإطعام الشعوب، ولمنع الثورات ضدّ الحُكّام، وبعد ذلك، يفتحون أمام واشنطن الباب على مصراعيه من أجل العملية السلميّة، والقصد في هذه العُجالة من العملية السلميّة، هي المؤتمر الإقليميّ الذي قد يدعو إليه الرئيس الأمريكيّ للإعلان رسميًا عن تشكيل الحلف الجديد لمُواجهة إيران، بحيث تكون الدول العربيّة المُصنفّة إسرائيليًا وأمريكيًا بالدول السُنيّة المُعتدلة شريكة مع واشنطن وتل أبيب في هذا الحلف، الذي سيعمل على شاكلة حلف شمال الأطلسيّ (الناتو) بهدف الحدّ من “الإرهاب الإيرانيّ”، على حدّ تعبير المُعلقّة.
وكان مركز أبحاث مرتبط بدوائر الحكم في إسرائيل، كشف النقاب امس عن الهدف الأهم الذي أرادت واشنطن تحقيقه من مؤتمر القمة العربية الأسبوع الماضي في البحر الميت في الأردن.
وقال "مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة"، الذي يرأس مجلس إدارته دوري غولد، وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي السابق، إن ذلك الهدف يتمثل في "تهيئة الظروف أمام تشكل تحالف سنّي" مساند للولايات المتحدة.
وتحت عنوان "القمة من أجل ترامب"، نشر المركز على موقعه اليوم تقدير موقف جاء فيه أن ملك الأردن عبد الله الثاني تولى من وراء الكواليس، نيابة عن ترامب، مسؤولية إقناع الدول العربية بتدشين التحالف العربي السنّي، منوها إلى أن ملك الأردن سيتوجه مرة أخرى إلى واشنطن لإطلاع ترامب على مدى نجاحه في تحقيق هذا الهدف.
وشدد المركز على أن الهدف الرئيس للقمة هو "استرضاء ترامب وتحقيق هدفه منها"، زاعما أن ترامب هو من "حدد جدول أعمال القمة العربية الحقيقي".