اكد المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات والذي حضر مؤتمر القمة العربية في عمان ، إن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مصمم على التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين فقط عن طريق المفاوضات المباشرة بين الطرفين، وإنه يعتقد أن مثل هذا الاتفاق سيكون ذا تأثير إيجابي على كل الشرق الأوسط والعالم بأسره.
جاء ذلك في بيان رسمي صدر عن السفارة الأميركية في الأردن، بعد أن اجتمع غريبلات مع وزراء الخارجية العرب على هامش القمة العربية التي عقدت في البحر الميت.
وتركز غريبلات في مقابلاته على طرق لتحقيق تقدم عملي للدفع بالسلام في الشرق الأوسط، وفي هذا الإطار التوصل إلى اتفاق شامل بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال البيان إن غريبلات شدد على أن "ترامب لديه رغبة شخصية في إنجاز اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وإنه يعتقد أن هذا الاتفاق ليس ممكنا فحسب، وإنما سيدوي بشكل إيجابي في كافة أنحاء المنطقة والعالم".
وأضاف البيان أن غرينبلات شدد في محادثاته مع وزراء الخارجية العرب على أهمية دور دول المنطقة في "عملية السلام"، مضيفا أنه يجب الامتناع عن التصريحات العلنية المسيئة، والتي تصعب محاولات الدفع بـ"عملية السلام".
كما جاء أنه أوضح أنه "لم يصل المنطقة من أجل فرض أفكار أو خطط سلام على الطرفين، وإنما شدد على أنه يمكن إنجاز السلام بين الطرفلين عن طريق المفاوضات المباشرة بينهما فقط".
تجدر الإشارة إلى أن مشاركة غرينبلات في القمة العربية هو أمر غير عادي، ويؤكد على اهتمام الإدارة الأميركية. وفي هذا الإطار قال بيان السفارة إن غرينبلات شارك في القمة العربية كمراقب فقط، ولم يعبر عن دعمه لأي من المتحدثين أو القرارات التي تم اتخاذها.
يذكر في هذا السياق أن غرينبلات كان قد اجتمع، الإثنين الماضي، مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، للمرة الثانية من بدء مهام عمله قبل شهرين. ومن المتوقع أن يصل عباس إلى البيت الأبيض بعد أسبوعين للقاء الرئيس الأميركي في البيت الأبيض.
وقد اجتمع غرينبلات، يوم أمس، مع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، لمناقشة ما يسمى "عملية السلام". ومن المتوقع أن يصل إلى واشنطن، الأسبوع القادم، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كي يجتمع مع ترامب. وضمن المواضيع المركزية في اللقاء من المتوقع أن يكون محاولة تحريك مبادرة سلام إقليمية في الشرق الأوسط، حيث يتوقع أن يكون لمصر دور مركزي فيها.
واجتمع غرينبلات أيضا مع أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ووزيرخارجية كل من السعودية والأردن وقطر والإمارات والجزائر وتونس. وناقش الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني مع الجميع. كما التقى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني. وفي نهاية اللقاء كتب على تويتر أن "تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين يقع على رأس سلم الأولويات، سواء للولايات المتحدة أم للاتحاد الأوروبي".
إلى ذلك، يأتي البيان الأميركي هذا على خلفية المفاوضات بين إسرائيل وبين الإدارة الأميركية بخصوص البناء في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة، والتي لم تسفر بعد عن تحقيق أي تقدم. ومن المتوقع أن يتم إطلاع المجلس الوزاري السياسي الأمني الإسرائيلي المصغر على آخر التطورات في الاتصالات مع الإدارة الأميركية بشأن الاستيطان.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الحديث عن أول جلسة للمجلس الوزاري بشأن التقدم في المفاوضات منذ أن بدأت قبل ثلاثة أسابيع.
كما نقلت الصحيفة عن وزير إسرائيلي قوله إن نتنياهو سوف يعرض على الوزراء قرارا بإقامة مستوطنة جديدة للمستوطنين الذين تم إخلاؤهم من مستوطنة "عمونا".
وقالت هارتس أن ليبرمان، هو الوزير الوحيد المطلع على تفاصيل المحادثات مع الإدارة الأميركية.