تشابه كبير في طريقة تنفيذ الموساد او الشاباك الاسرائيليين عمليات الاغتيال لقادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية ،ولكن ما يثير الانتباه هو التشابه الحرفي والمطلق في عملية اغتيال احد ابرز قادة حزب الله "حسان اللقيس" في ديسمبر 2103 والقائد القسامي الكبير "مازن فقهاء" حيث انتظر القتلة الاثنين في مراب السيارة حيث كان الاثنان قد انتهيا من ادخال سيارتهما وركنهما داخل "المراب او كاراج السيارات اسفل العمارة".
المراسل السياسي للاذاعة العبرية "جال بيرغر"حاول ايضا الصاق تهمة الاعتيال بالسلفيين في غزة زاعما ان السلفيين يحاولون تصفية حسابات مع حماس ونفس الشئ فعلته تل ابيب عندما أكد وزير الطاقة الإسرائيلية سيلفان شالوم للإذاعة العامة الإسرائيلية في 9 ديسمبر 2013 بانه “ليس لإسرائيل أي علاقة بذلك حتى لو أننا لسنا حزينين كثيراً”.
وأضاف أن “السلفيين هم من قاموا بالعمل”.
وفي تفاصيل اغتيال "فقهاء" فان الشهيد وصل وصل البرج السكني الذي يقطن فيه مع اقتراب الساعة السادسة مساءً من يوم الجمعة الماضي، وكانت زوجته وطفلاه برفقته، حيث ترجلوا من السيارة أمام باب البرج، وصعدوا إلى شقتهم السكنية بعد أن قضت العائلة ساعات خارج المنزل
وبعد أن دخلت عائلة الشهيد الفقهاء مبنى البرج السكني الذي تحيط به العديد من الأبراج في المنطقة ذاتها، أقدم فقهاء على إدخال سيارته إلى مرآب (كراج) السيارة أسفل العمارة، والذي يتم الدخول إليه بمنحنى إلى تحت الأرض قليلا من خلال باب يتم التحكم فيه الكترونيا.
وعلى نقيض من ما تم إعلانه بأنه اغتيل أمام باب البرج السكني الذي يقطن فيه، تبين لاحقًا أنه قُتل داخل سيارته بعد دخوله المرآب، بـ 4 رصاصات، وتشير الوقائع حسب المصادر الخاصة، إلى أن القاتل كان ينتظره بالداخل ونفذ عملية الاغتيال فورا دون انتظار، ودون وقوع أي اشتباكات.
ووجد فيما بعد أن إحدى البوابات الخاصة بالبرج السكني كانت مفتوحة، رغم أن هذا الباب لم يفتح نهائيا منذ فترة طويلة، وذلك يظهر ذلك تحكم المنفذين للعملية بمنافذ البرج وتخطيطهم جيدا للعملية، وتنفيذها بشكل حرفي ودقيق دون ترك أي آثار.
وفي اغتيال "حسان اللقيس" قالت قناة “المنار” التلفزيونية التابعة لحزب الله في 7 ديسمبر 2013 بأن اللقيس تعرض لإطلاق نار من أسلحة كاتمة للصوت بعيد ركنه سيارته في الطبقة السفلية من المبنى الذي يقطن فيه، مرجحة أن يكون المنفذون أكثر من شخص وتسللوا الى المكان عبر سور خلفي، وغادروا بالطريقة نفسها وانهم انتظروه منذ فترة طويلة.
جهاز الموساد الاسرائيلي نفذ عمليات اغتيال مشابهة في قلب العاصمة الايرانية طهران طالت اكثر من 12 عالما نوويا ايرانيا واغتال زعيم الجهاد الاسلامي ومؤسسه فتحي الشقاقي في مالطا وقائد جناحه العسكري" قسم" محمود الخواجه في بداية عهد السلطة الفلسطينية بكواتم صوت ايضا.
ومن الواضح انه من المبكر الحديث عن تفاصيل ما حدث وكيف تمت عملية التنفيذ ولكنها بلا شك تشكل تحولا في التوجه الامني الاسرائيلي صوب حماس وباقي حركات المقاومة الفلسطينية والذي من خلاله يتضح بان تل ابيب مستعدة لدفع ثمن معركة كبرى من الممكن ان تنجر اليها لمجرد قرارها التخلص من احد قادة المقاومة الفلسطينية رغم كل مزاعمها بانها غير معنية بحرب جديدة في الشمال او الجنوب.