الجهاد الاسلامي :مستعدون للحرب اذا فرضت علينا وعلاقتنا مع مصر جيدة

الخميس 23 مارس 2017 11:46 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الجهاد الاسلامي :مستعدون للحرب اذا فرضت علينا وعلاقتنا مع مصر جيدة



غزة \ الاستقلال\

قالعضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزّام ان الشعب الفلسطيني لا يعول كثيرا على القمة العربية المقبلة، والمقرر عقدها في الأردن في 29 من شهر مارس الجاري، وذلك إلى الحقيقة المرة التي عاشها شعبنا نتيجة القمم السابقة التي لم تكن عند طموح الفلسطينيين.

وقال عزام "في معظم القمم السابقة، كان نصيب الفلسطينيين أقل بكثير من المتوقَّع وأقل بكثير من الواجب، الواجب الأخلاقي والوطني والقومي، وبالتالي تُرك الفلسطينيون يواجهون مصيرهم بمفردهم في أغلب المراحل، ولذلك نستبعد أن تخرج القمة العربية المقبلة عن السياق الذي سارت فيه القمم السابقة، لا سيما في ظل الفوضى العامة التي تضرب العالم العربي والمنطقة".

وأكّد الشيخ عزَّام في حوار لـ"الاستقلال، أن السلطة الفلسطينية أخطأت عندما ظنّت أن التوقيع على اتفاق "سلام" مع "إسرائيل" يجلب الأمن للشعب الفلسطيني، واصفاً رهان السلطة المتواصل على مسيرة "التسوية" مع الاحتلال الإسرائيلي، والإدارة الأمريكية الجديدة بزعامة "دونالد ترامب" بـ"الفاشل".

وشدّد على أن إدارة «ترامب» الجديدة واضحة سياستها، وهي الانحياز السافر للاحتلال وسياساته الإرهابية والإجرامية بصورة غير مسبوقة، مضيفاً: «من غير المنطقي أن تعقد السلطة وقيادتها الرهان من جديد على الإدارة الأمريكية الجديدة، ونحن نتصوّر أنه لن يكون هناك اختراق بالملف الفلسطيني في ظل انحياز هذه الإدارة إلى جانب الحكومة اليمينية المتطرفة في «إسرائيل».

ولفت إلى أنه «وأمام كل تلك التعقيدات فإن المطلوب فلسطينياً العمل بقوة على استعادة وحدة الموقف الداخلي الفلسطيني، عبر الاتفاق على برنامج وطني جامع يُعيد الثقة لهذا الشعب، ويُعطي فاعلية للأداء في مواجهة كافة التحديات والمخاطر الكبيرة المحدقة بالقضية الفلسطينية».

                                                                                      انتفاضة القُدس   

وأكّد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي على أن انتفاضة القدس ستستمر، وهي دليل على أن الشعب الفلسطيني قادرٌ على مجابهة وتحدي هذا الاحتلال، رغم التشويش الذي يحيط بالانتفاضة والمتعلق بالواقع السياسي؛ إلّا أنها تثبت إضافة إلى كل محطات النضال الأخرى أن شعبنا الفلسطيني عظيم.

وأوضح أن «الانتفاضة بحاجة لأن تتطوّر أكثر، ويكون ذلك بمعالجة كافة الظروف التي تعيشها الساحة الفلسطينية وأولها الانقسام»، مُرجعاً «تراجع الانتفاضة إلى قلة الدعم الذي تلقاه عربياً وإسلامياً نتيجة الانشغال بالأزمات التي تمر بها المنطقة برمتّها، ولذلك لم تتطوّر الانتفاضة ولم تصل إلى المستوى الذي يريده هذا الشعب».

وذكر أنه وبالرغم من ذلك تبقى «انتفاضة القدس» حالة نبيلة، يعبّر من خلالها الفلسطينيون عن رغبتهم الأكيدة في التصدي للاحتلال وتغيير حياتهم، كما أنها دليلٌ على حيوية هذا الشعب واستمراره في الدفاع عن حقوقه وثوابته ومقدّساته.

                                                                  التنسيق الأمني خدمة مجانية

وجدد موقف حركته الرافض لسياسات السلطة المُتبعة وعلى رأسها سياسة التنسيق الأمني مع الاحتلال، وقال: «منذ مجيء السلطة قبل نحو 24 سنة، رفضنا التنسيق الأمني وما زلنا نرفضه، مشدداً أن استمراره بمثابة خدمة مجانية لـ"إسرائيل"، ولا يقدم أدنى خدمة للفلسطينيين».

وأضاف «أنه وفي ظل تعثّر عملية التسوية وتجاهل «إسرائيل» للسلطة وإهانتها في كثير من المواقف فإنه من غير المنطقيّ أن يستمر التنسيق الأمني»، مُعرباً في ذات الوقت عن استنكاره الشديد لما تمارسه أجهزة أمن السلطة من اعتداءات على القامات الوطنية وذوي الشهداء في الضفة المحتلة، والتي كان آخرها الاعتداء على الشيخ خضر عدنان، ووالد الشهيد باسل الأعرج.

وتابع: «لا يجوز التعامل مع الشيخ عدنان أو أي فلسطينيّ آخر بهذا الشكل، لأن هذا التعامل يُسيء ويضرّ بالسلطة، ويزيد من مكانة الشيخ خضر عدنان: مؤكداً أنه «ورغم الاعتداءات على الشيخ لا يمكن أن نذهب في حركة الجهاد إلى صدام مع السلطة وأجهزتها الأمنية، وسنبقى نبذل المزيد من الجهود لتقريب وجهات النظر، والخروج من متاهة الانقسام».

                                                                      جلسة المجلس الوطني

وفيما يتعلق بعقد جلسة المجلس الوطني أكّد أنه لا اتصالات قائمة في الوقت الحالي لبلورة موقف لعقد جلسة للوطني، نافياً بذلك ما تطلقه قيادة السلطة ومنظمة التحرير بأن الاتصالات تجري لعقد جلسة قريبة.

وبيّن، أن التركيبة الحالية لأطر وهياكل منظمة التحرير الفلسطينية بعد مضي ما يزيد عن الثلاثين عاماً «باتت قديمة» على حد تعبيره، وهي بحاجة إلى تجديد؛ لأن هناك توازنات جديدة في الساحة الفلسطينية، وقوى أثبتت حضورها بقوة في المشهد الفلسطيني، لذلك يُفترض أن ينعكس ذلك على أُطر وهياكل منظمة التحرير.

وأوضح، أنه تم الاتفاق مع الكل الفلسطيني بالقاهرة عام 2005 على إعادة إصلاح وهيكلة منظمة التحرير، بحيث تمثل القوى والشرائح الفلسطينية الحاضرة على الساحة، مُعرباً عن أسفه في أن ذلك لم يُطبّق واقعاً عملياً حتى اللحظة.

وقال: «إن ملف منظمة التحرير عنوان مهم لترتيب الوضع الفلسطيني، ولذلك جاءت مشاركتنا في اجتماع اللجنة التحضيرية لعقد المجلس الوطني في بيروت في العاشر من يناير الماضي، ونحن ندعم بقوة كل المساعي التي تهدف إلى إعادة هيكلة المنظمّة، بحيث تصبح أكثر تمثيلاً للشعب الفلسطيني، ويجب السعي بقوة لإتمام هذا التغيير».

وأشار إلى أنه لم يتم الاتفاق حتى اللحظة على آلية إجراء الانتخاب للمجلس الوطني التي فيها مصلحة كبيرة للشعب، وبالتالي ستكون هناك صعوبة في عقد دورة جديدة للمجلس بالمنظور القريب، قبل الاتفاق على كل التفاصيل المتعلقة به، مؤكداً أن نية الرئيس عبّاس عقد جلسة للوطني برام الله سيعمّق الخلاف القائم، في ظل تحفّظ الكثير من الفصائل على عقده هناك.

ونوَّه إلى أن عقد المجلس الوطني في مدينة رام الله في ظل وجود الاحتلال سيمنع الكثيرين من المشاركة، مضيفاً: «حركة الجهاد الإسلامي ترفض عقده في الداخل، ولا بد أن يُعقد في مكان يُجمع عليه الجميع لاسيما في الوقت الذي ترحب به القاهرة لاستقبال الفلسطينيين».

                                                                             العلاقة مع مصر

ووصف الشيخ عزّام علاقة حركته بمصر بـ "الجيدة"،  لافتا إلى وجود تواصل مستمر مع القاهرة، وتفهم من قبلها لما يجري في الساحة الفلسطينية، وما زالت تبذل الجهود من أجل ترتيب الوضع الفلسطيني وتحصين الجبهة الداخلية الفلسطينية.

ونوه إلى أن مصر أبدت استعدادها لعقد لقاء على أراضيها يجمع الكل الفلسطيني بغية إتمام المصالحة، ولكن دون تحديد مواعيد لعقده.

وأكّد أن قيادة حركة الجهاد الإسلامي تبحث في كل زيارة لها إلى القاهرة مسألة معبر رفح والتخفيف من الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وهناك تجاوب إيجابي بهذا الشأن وهذا ما بات يُلمس خلال الشهور والأسابيع الأخيرة، مبينا أن هناك وعوداً من القاهرة بمواصلة هذه التسهيلات، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الأمنية غير المستقرة في سيناء.

                                                                        قضايا الفصائل شأن داخلي

وأوضح عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي «أن ما يجري من أزمات في أي فصيل فلسطيني وخصوصاً حركة «فتح» يعدّ شأناً داخلياً بها ولا نتدخّل به، مؤكداً على ضرورة أن تبقى «فتح» قوية ومتماسكة لما له من مصلحة للكل الفلسطيني.

ورأى في التحريض «الإسرائيلي» الواضح على قيادة حركة «حماس الجديدة في قطاع غزة برئاسة «السنوار» بعد إجراء الانتخابات الداخلية للحركة يأتي في سياق المبالغة والتحريض الواضح على الفلسطينيين؛ من أجل حشد موقف دولي داعم لسياسيات الاحتلال المُعتادة.

وقال: «إن محاولات «إسرائيل» التصعيد على جبهة غزة ربما ينذر بقرب نشوب حرب عدوانية جديدة على القطاع، ولكن من المؤكّد أن الظروف المعيشية والحياتية الصعبة التي تحياها الساحة الفلسطينية، وعدم وجود أي أفق سياسي يفاقم من معاناة الفلسطينيين، وربما يولّد الانفجار».

 وشدّد على أن الفلسطينيين لا يسعون للحرب؛ إلّا أنهم ورغم فارق القوة الكبير مع «إسرائيل»  لا يمكن أن يستسلم الشعب الفلسطيني أو يرضخ للأمر الواقع، ومن حقّه أن يدافع عن نفسه في حال فُرضت عليه الحرب.

 وحول اللجنة الإدارية التي أعلنت حركة «حماس» عن تشكيلها لإدارة قطاع غزة مؤخراً؛ رأى الشيخ عزّام فيها خطوة لن تعالج الأزمات القائمة في غزة أو تُقدم أيّ حلول، كونها نتاجاً لعدم توافق الفلسطينيين، والوضع الداخلي المأزوم.

ترتيبات محدودة

وعن التغيير الداخلي الذي جرى في حركة الجهاد الإسلامي؛ أوضح أن هناك ترتيبات تتعلق بالأطر التنظيمية متحفظا عن الحديث حول تفصيلها، مشيراً الى أن هذه «الترتيبات محدودة» ، وستستمر باتجاه ترسيخ المؤسسات الحركية وتطوير دوائر التنظيم؛ ما سيعطي تماسكاً أكبر للحركة وفعاليةً في أدائها.

وقال أن هناك جهوداً كبيرة تبذل طول الفترات الماضية من قبل الأمين العام للحركة وقيادة المكتب السياسي لجهة تعزيز الوضع التنظيمي وبناء المؤسسات القادرة على مشروع الحركة الذي نعتبره مشروعاً لكل الفلسطينيين.

عن الاستقلال