أفاد عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤونها في قطاع غزة، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ اندلاع "انتفاضة القدس" في الأول من تشرين أول/ أكتوبر وحتى نهاية شباط/فبراير الماضي نحو (295) فتاة وامرأة فلسطينية بينهن (33) منذ مطلع العام الجاري.
وبيّن أن الاحتلال لم يستثنِ يوماً المرأة الفلسطينية من اعتقالاته، وسُجل منذ عام 1967 اعتقال أكثر من (15000) فلسطينية، بينهن قاصرات وأمهات وكبيرات السن، وتُعتبر الأسيرة المحررة "فاطمة برناوي" أول مناضلة فلسطينية يتم اعتقالها وذلك في تشرين ثاني/نوفمبر 1967 بعد وضعها قنبلة في سينما صهيون في مدينة القدس، وأطلق سراحها بعد نحو 10 سنوات.
وأشار الى أن الاحتلال لا يزال يحتجز في سجني هشارون والدامون (56) أسيرة فلسطينية، بينهن (16) أسيرة قاصر(أقل من 18 سنة)، بالإضافة الى (18) اسيرة متزوجة، و(11) أسيرة مصابة وجريحة واللواتي يعانين من مشاكل صحية، فيما تُعتبر الأسيرة "لينا الجربوني" من المناطق المحتلة عام 1948 والمعتقلة منذ نيسان/ابريل عام2002 هي أقدمهن جميعاً وأكثرهن قضاء للسنوات عبر التاريخ.
جاء ذلك في بيان صحفي أصدره لمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يصادف في الثامن من آذار/مارس من كل عام، حيث يحتفل العالم أجمع بالمرأة أينما وجدت ، تقديراً لها وتكريماً لدورها ووفاءً لتضحياتها، واصراراً على ضرورة تحسين أوضاعها وانتزاع حقوقها المسلوبة.
وأوضح فروانة بأن المرأة الفلسطينية وأثناء اعتقالها والتحقيق معها تتعرض لما يتعرض له الرجل، من صنوف مختلفة من التنكيل والتعذيب الجسدي والنفسي، ويُزج بها في غرف وزنازين تفتقر لأدنى مقومات الحياة الآدمية، وتتعرض لمعاملة قاسية وحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية، دون مراعاة لجنسها واحتياجاتها الخاصة، مما يفاقم من معاناتها، وجعل من تجربتها الأكثر ألماً ومعاناة.
وأكد بأن الأسيرة الفلسطينية وبالرغم من كل ما تتعرض له ويُمارس ضدها، إلا أنها اثبتت بأنها عصية على الانكسار و الحط من عزيمتها، وسجلت تجارب في الصمود والثبات، وخاضت العديد من الخطوات النضالية والإضرابات عن الطعام داخل الأسر في سبيل تحسين شروط حياتها المعيشية وللتصدي لسياسة القمع والبطش والاعتقال الإداري. وتمكنت من بناء مؤسسة جماعية وثقافية وتنظيمية وفكرية داخل السجن.
وأشاد فروانة بدور وتضحيات المرأة الفلسطينية وتجاربها الرائعة، وحضورها اللافت على المستوى الاجتماعي والإنساني والسياسي والوطني والكفاحي.
وقال فروانة: أن المرأة الفلسطينية شاركت الرجل همومه الحياتية والوطنية، ولم تردعها التقاليد الاجتماعية، أو تثني عزيمتها أساليب الاحتلال القمعية، وانخرطت بجانبه في مقاومة الاحتلال وشاركته في كافة أشكال النضال بما فيها العمل الفدائي المسلح، وخاضت ببسالة معارك الدفاع عن الثورة الفلسطينية في مواقع وساحات جغرافية ونضالية مختلفة، فأسقطت بشجاعتها وكبريائها وعنفوانها كل النظريات الأمنية التي استخدمها الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف فروانة: ان المرأة الفلسطينية ظهرت بصور متعددة، وقدمت نماذج مشرقة ورائعة، فقدمت الأم المثالية، والمعلمة المثابرة، والعاملة الكادحة، والحامية للتقاليد والقيم الوطنية، والمناضلة المميزة والقائدة المنظمة، والمحرضة والداعية السياسية والناشطة المجتمعية، والاعلامية المتقدمة والفنانة المبدعة، وقدمت الشهيدة الخالدة والأسيرة الصامدة والمبعدة الحالمة بالعودة، والمحررة الصابرة التي أمضت شهور و سنوات طويلة وراء القضبان. وتعرضت للاعتقال والسجن والتعذيب، كما الرجال.
ودعا فروانة الى ضرورة تكثيف العمل لاطلاع نساء العالم اللواتي يحتفلن بيوم المرأة العالمي، على معاناة المرأة الفلسطينية عامة والأسيرة خاصة وما يتعرضن له من انتهاكات وجرائم من قبل الاحتلال الإسرائيلي وجنوده ومستوطنيه وسجانيه.