أكد المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية الهولندية أندريه هابيلز، أن الاعتراف الهولندي بالدولة الفلسطينية على أجندة أعمال الحكومة.
وتطرق هابيلز خلال جلسة مشاورات سياسية بين فلسطين والمملكة الهولندية التي جرت اليوم الثلاثاء، في رام الله، إلى مخرجات مؤتمر باري، مشددا على ضرورة تحمل المسؤولية حيال ما يجري في المنطقة والعالم.
وشدد على ضرورة تحقيق التعاون في كافة المجالات بين دولة فلسطين والمملكة الهولندية، خاصة الأكاديمية، معتبراً أن العناصر التكاملية الواجب تحقيقها، ترتبط بالعنصر الأمني والسياسي والاقتصادي، لافتا إلى أن وجوده في دولة فلسطين فرصة مهمة للاطلاع على الأوضاع.
بدورها، أبدت مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأوروبية السفيرة أمل جادو، سعادتها بوجود الوفد الهولندي في مقر وزارة الخارجية برام الله وفي دولة فلسطين للاطلاع عن كثب حول المجريات على الأرض الفلسطينية المحتلة، معتبرة اياها فرصة وتجربة للاطلاع على التحديات التي يعيشها المواطن جراء السياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية، من خلال فرض إغلاقات ووضع الحواجز والاقتحامات للمدن في محاولة لتقويض سيطرة السلطة وخلق فجوة بين المواطن والحكومة والتي كان آخرها اقتحام رام الله واغتيال الشاب باسل الأعرج.
وأشارت إلى الوضع المتردي في الأرض الفلسطينية، خاصة من الناحية الاقتصادية والاعتماد الفلسطيني بشكل كلي على إسرائيل جراء توقيع اتفاقية باريس في العام 1995، الذي قيّد وما زال يُقّيد الاقتصاد الفلسطيني ويشل تطويره ويعرقل من أدائه، مؤكدة أن الوضع الاقتصادي في غاية الصعوبة وأنه لا يوجد أفق سياسي واضح في الوقت الراهن.
وتحدثت جادو عن دور وهدف الحكومة الإسرائيلية لإضعاف موقف القيادة الفلسطينية، من خلال خلق أوضاع مأساوية على الأرض لتحقيق غايتها على الأرض.
من السياسة الاستيطانية الخطيرة التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية عبر بناء مزيد من الكتل الاستيطانية الكبرى، مستغلة اضطراب الأوضاع الداخلية في الدول العربية.
وتطرقت جادو الى المبادرة العربية للسلام مع اسرائيل، وربطها بحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي من خلال تأكيدها أن المملكة الأردنية ستحتضن خلال هذا الشهر مؤتمر القمة العربية والذي سيناقش الوضع الفلسطيني وضرورة ايجاد حل واضح لنزاع الذي طال أمده.
وناقشت جادو مع اعضاء الوفد الهولندي واقع الحكومة الفلسطينية الحالية والتحديات التي تواجهها جراء السياسة الإسرائيلية، مؤكدة ضرورة تحقيق المصالحة الداخلية بغية النهوض بالوضع الداخلي وتمرير أية محاولة للمس بالقضية الفلسطينية.
وبالنسبة لموضوع مبدأ حل الدولتين، شددت جادو على مواقف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس بضرورة تطبيقه لترسيخ مفهوم السلام والأمن في المنطقة ولتفويت الفرصة على اسرائيل الداعية جِهاراً الى غياب طرف فلسطيني نزيه قادر على المفاوضات معها، مشيرة الى أن السياسة الاسرائيلية في هذا الشأن واضحة وراسخه من خلال بناء أكثر من 6000 وحدة استيطانية جديدة في فترة وجيزة رغم القرارات الأممية والتي كان آخرها قرار 2334 الصادر عن مجلس الأمن.
واستعرضت الاقتحامات الميدانية للمستوطنين للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية الشرطة الاسرائيلية خاصة صباح اليوم وحرمان المصلين المسلمين من اداء صلاتهم في رحابه، مشددة على أن السماح للمستوطنين بتدنيس حرمته يتعارض مع مبدأ الوضع القائم "الستاتيسكو"، محذره من تكرار الحدث المأساوي الدامي الذي حل في المسجد الإبراهيمي عام 1994 بحق المصلين المسلمين.
ودعت الحكومة الهولندية إلى ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية لحماية مبدأ حل الدولتين، محذرة من تفجر الأوضاع في قطاع غزة، مطالبة بضرورة تطبيق وتنفيذ اتفاقية الطاقة والمياه للحد من الخطر الذي يهدد حياة سكانه الأبرياء.
وشكرت جادو الحكومة الهولندية على استقبالها دبلوماسيين فلسطينيين ناشئين لتلقي التدريب اللازم على فنون الدبلوماسية بمظاهرها المختلفة، مؤكدة أهمية هذه التجربة في تحقيق تقدم حقيقي لديهم والذي سينعكس على أدائهم الوظيفي.
من جهتها، قدمت فاتن الهودلي من وحدة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، مُلخصاً حول مراحل تطور القضية الفلسطينية منذ العام 1948 وصولاً للوقت الراهن، مستعرضة الخطط الإسرائيلية الرامية الى ضم مناطق الضفة الغربية عبر بناء المزيد من الكتل الاستيطانية غير الشرعية والمخالفة للمواثيق الدولية، وإلى سياسة الحكومة الإسرائيلية الممنهجة في المناطق المصنفة (ج).
وشددت على أن الحكومة الإسرائيلية وعبر سياستها التوسعية الاستيطانية تدمر أي حل مستقبلي للدولة الفلسطينية من خلال بسط المزيد من سيطرتها على الحدود والثروات.
يُذكر أن العلاقات الفلسطينية الهولندية كانت شهدت تطوراً ملحوظا عام 2013، حيث عُقدت أعمال منتدى التعاون المشترك الأول بين البلدين، كما أن موقف الحكومة الهولندية منسجم مع الموقف الأوروبي حيال حل الدولتين، ولها موقف معارض من الاستيطان.