قال السناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، ان الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي كونه يعمل ضد كل القيم الأميركية والإسرائيلية.
وقال السيناتور التقدمي ساندرز، الذي كاد ينتزع الترشح باسم الحزب الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية العام الماضي من يد هيلاري كلينتون "نحن في حاجة إلى وضع حد لهذا الاحتلال المستمر منذ 50 عاماً".
وأضاف ساندرز الذي كان يتحدث في مؤتمر المنظمة اليهودية الأميركية جي-ستريت السادس "ليس هناك شك في أننا ينبغي أن نكون- وسوف نكون صديق إسرائيل القوي جدا وشريكها في السنوات المقبلة- ولكن علينا أيضا أن ندرك أن الاحتلال الإسرائيلي يتعارض مع القيم الأميركية، وأعتقد انه يتناقض مع القيم الإسرائيلية أيضا"
وأكد ساندرز لمؤتمر المنظمة اليهودية التي تطالب بحل الدولتين أن استمرار الاحتلال وبناء المستوطنات، "يقوض جهود السلام" مشيداً بجهود إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لقرارها في شهر كانون الأول الماضي الامتناع عن استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2334، الذي أدان الاستيطان واعتبر كل الاستيطان غير شرعي ، وقال "ان هؤلاء الذين يدعمون إسرائيل منا، يجب أن يقولوا الحقيقة بشأن السياسات (الاستيطانية) التي تضر بفرص التوصل إلى حل سلمي".
واشار ساندرز الى أن رؤية للسلام في الشرق الأوسط هي واحدة بين كل القوى التقدمية في العالم ولن تتخلى (هذه القوى) عن رؤيتها بضرورة إنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية ولذلك فإن "مهمتنا هي معارضة كل القوى السياسية، في بلادنا وحول العالم، التي تحاول ان تفرقنا بشأن هذه القضية".
وأضاف ساندرز وهو يهودي أميركي "يمكننا أن نعارض سياسات الرئيس ترامب دون أن نكون معاديين للولايات المتحدة، كما يمكننا أن نعارض سياسات (رئيس وزراء إسرائيل بنيامين) نتنياهو دون أن نكون معاديين لإسرائيل، كما يمكننا أيضاً أن نعارض سياسات المتطرفين الإسلاميين دون أن نكون ضد الإسلام. إن السلام يعني الأمن، ليس فقط لكل إسرائيلي، بل أيضاً لكل فلسطيني ".
وقال "اسمحوا لي أن أكون واضحا جدا، إن معارضة سياسات الحكومة اليمينية في إسرائيل (حكومة نتنياهو) لا يجعل الواحد معاديا لإسرائيل أو معاديا للسامية" مشددا على حق الفلسطينيين في تحقيق "حق تقرير المصير" في دولتهم المستقلة "القائمة على حدود عام 1967 وهي السياسة التي اتبعها الرؤساء السابقون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي".
واعرب ساندرز عن اعتقاده أن "من المهم جدا للجميع، ولا سيما للتقدميين، الاعتراف بالإنجاز الهائل المتمثل في إنشاء وطن قومي ديمقراطي للشعب اليهودي بعد قرون من التشريد والاضطهاد، وخاصة بعد الرعب من المحرقة، ولكن كما تعلمون جميعا، كان هناك جانب آخر لقصة خلق إسرائيل، وهو الجانب الأكثر إيلاما، حيث أن تأسيس إسرائيل انطوى على تشريد مئات الآلاف من الناس الذين يعيشون هناك بالفعل، الشعب الفلسطيني حيث شرد أكثر من 700،000 شخص (فلسطيني) ليصبحوا لاجئين" معتبراً أن "الاعتراف بهذه الحقيقة التاريخية المؤلمة لا ينزع الشرعية عن إسرائيل".
وقال " انني لم أحضر إلى هنا اليوم لإعادة النظر في التاريخ، أو لأن يقول أحدنا بأن روايته التاريخية صحيحة والأخرى خاطئة.. سؤالي هنا اليوم هو: حسنا، ماذا الآن؟ الى أين سيذهب الإسرائيليين والفلسطينيين؟ ماذا ينبغي أن تكون سياسة الولايات المتحدة لإنهاء هذا الصراع؟ إنهاء هذا الاحتلال الطويل الذي دام خمسين عاما، وبناء مستقبل أفضل وأكثر أمنا وازدهارا لليهود وللعرب وللإسرائيليين وللفلسطينيين على حد سواء".
وانتقد ساندرز موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مشاركته في مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء إسرائيل في البيت الأبيض (15/2/2017) حين قال بانه لا مشكلة لديه بين حل الدولتين وحل الدولة الواحدة وقال ان الامر كان " كما لو أن أحدا يسأله (ترامب) عما إذا كان يفضل كأسا من الكوكا كولا أو البيبسي كولا".
واستهجن ساندرز موقف الرئيس الأميركي (ترامب) الذي يقول انه يؤيد اتفاق سلام، دون توضيح ماهية موقفه هذا قائلاً "إن ذلك لا يعني الكثير، حيث أن السؤال الحقيقي هو: السلام بأي شروط، وتحت أي ترتيب؟ تعني عبارة السلام، وهل يعني أن يُطر الفلسطينيون للعيش تحت الحكم الإسرائيلي إلى الأبد؟ في سلسلة من المجتمعات البشرية متقطعة الأوصال في الضفة الغربية وقطاع غزة؟ هذا ليس مقبولا، وهذا ليس سلاماً".
وحذر ساندرز من أن "حرمان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة من تقرير مصيرهم في دولتهم الخاصة بهم، أو عدم تلقيهم المواطنة الكاملة والمساواة في الحقوق في دولة واحدة"، سيعني إما نهاية دولة الأغلبية اليهودية، أو نهاية الديمقراطية ".