قال الخبير العسكري الإسرائيلي شلومو بروم، إن على تل أبيب استغلال التقارب الحاصل بين مصر وحركة حماس, لتحقيق أهدافها فيما يتعلق بقطاع غزة. وأضاف بروم, في ورقة بحثية نشرها بموقع معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب في 17 فبراير, أن ما سماها العزلة السياسية, التي تعاني منها حماس، داخليا وخارجيا، قد تفسح المجال أمام تل أبيب والقاهرة لتخيير الحركة بين إبداء مواقف مرنة وبراجماتية, مقابل إعادة إعمار قطاع غزة، وإنعاشه اقتصاديا، أو استمرار عزلتها السياسية, في حال تمسكت بخيار المواجهة مع إسرائيل.
وتابع " التقارب بين مصر وحماس, يتطلب من تل أبيب استغلال هذه اللحظة التاريخية لإجراء حوار استراتيجي مع القاهرة, حول رؤيتهما المشتركة لمستقبل قطاع غزة، لخدمة مصالحهما الأمنية", حسب تعبيره.
وأشار بروم إلى أن إعلان حماس أنها لا تتدخل في الشأن الداخلي المصري، هو الذي أدى إلى تحسن العلاقات بينها وبين القاهرة, بعد فترة من التوتر الشديد في أعقاب الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين, التي وصفها بأنها الحركة الأم لحماس.
وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية, تحدثت عن مفاجأة مفادها أن عودة السفير الإسرائيلي في مصر ديفيد جوفرين إلى تل أبيب, لم تكن بسبب مخاوف أمنية، مثلما تردد في البداية.
وأضافت القناة الإسرائيلية في تعليق لها في منتصف فبراير, أن خطوة سجب السفير الإسرائيلي جاءت في إطار غضب تل أبيب من بعض التحركات المصرية في الفترة الأخيرة, أبرزها التقارب بين مصر وحركة حماس.
وتابعت " إسرائيل مستاءة بشدة من تقارب مصر وحماس, بالإضافة إلى غضبها من تأييد مصر لقرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي في مجلس الأمن الدولي, رغم قيامها في البداية بإعطاء مؤشرات على عرقلتها لهذا القرار", حسب ادعائها.
وكان موقع "والا" الإخباري العبري كشف أيضا عن معلومة خطيرة مفادها أن القصف الذي نفذته إسرائيل على قطاع غزة في 6 فبراير, لم يكن ردا على إطلاق صاروخ من القطاع مثلما أعلنت تل أبيب, وإنما كان بهدف تحذير النظام المصري من أن أية تغييرات في غزة دون موافقة إسرائيل, غير مقبولة.
وأضاف الموقع الإسرائيلي في تقرير له في 7 فبراير, أن تقارب مصر وحركة حماس في الأيام الأخيرة أزعج إسرائيل بشدة, ولذا سارعت لإرسال تحذير عملي مفاده, أنه دون التنسيق معها, فإن أي تغييرات في المستقبل بغزة, لن يكتب لها النجاح.
وتابع الموقع " الصاروخ الذي أعلنت تل أبيب أنه أطلق في 6 فبراير من غزة تجاه إسرائيل, لم يتم العثور عليه, لكن ذلك لم يمنع الجيش الإسرائيلي من الهجوم على أهداف تابعة لحماس بشمال القطاع, وهو ما يؤكد أن للقصف رسالة أخرى".
وكشف "والا" أيضا عن تناقض في الرواية الإسرائيلية, قائلا :"إن المدفعية الإسرائيلية قصفت عدة أهداف في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة, وقالت تل أبيب إن هذا القصف جاء ردا على إطلاق قذيفة على جنوب إسرائيل, وبعدها بساعات, قالت مصادر إسرائيلية إن دورية إسرائيلية تعرضت لإطلاق نار قرب موقع كسوفيم القريب للسياج الحدودي مع غزة".
نقلا عن "المصريون "