أكدت صحيفة مصرية أن هناك "بوادر" شهدتها الساحة السياسية أخيرا، لما اعتبرته "ذوبان الجليد"، بين مصر وكل من السعودية وتركيا وحماس، ناقلة عن مصادر ترجيحها أن السبب في ذلك قد يكون وصول دونالد ترامب إلى سدة حكم الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت صحيفة "المصري اليوم"، الصادرة الجمعة، إن الأيام الماضية شهدت تحركات عدة تعكس الرغبة في التقارب السياسي بين مصر وكل من المملكة العربية السعودية وتركيا وحركة "حماس"، خلال الفترة المقبلة.
وعدَّدت الصحيفة هذه البوادر والتحركات، مشيرة إلى أنه فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية، فإن الملك سلمان بن عبدالعزيز أثنى، الأربعاء، على المشاركة المتميزة لمصر في مهرجان الجنادرية الثقافي خلال تفقده أروقة الجناح المصري بالمهرجان، الذي حمل شعار "الأصالة والمعاصرة"، وأبدى إعجابه بمحتويات الجناح المصري، قائلا: "مصر قامت مرة أخرى.. مصر عادت من جديد".
وبالنسبة للعلاقات مع أنقرة، أكدت "المصري اليوم" أن أول زيارة لوفد اقتصادي تركي، منذ 30 يونيو 2013، إلى القاهرة، أثارت حديثا حول خلفيات الزيارة، وما إذا كانت إشارة إلى إعادة إحياء للعلاقات السياسية المصرية - التركية، التي شهدت انقطاعا عقب "30 يونيو"، على حد تعبيرها.
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن مصادر، لم تسمها، قولها إن الوفد الذي زار مصر أخيرا، وغادرها قبل ثلاثة أيام، برئاسة رفعت أوغلو، رئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية، هو من الفريق التابع للرئيس التركي السابق عبدالله جول، الذي تُعدّ مواقفه أقل تطرفا ضد مصر، وله بعض التصريحات الإيجابية بشأن ضرورة استئناف العلاقات المصرية - التركية المشتركة، بحسب الصحيفة.
ومن جهتها، أكدت مصادر باتحاد الغرف التجارية، المنظم للزيارة، حصول الوفد التركي على موافقات من الأجهزة السيادية كافة في دولته قبل قيامه بالزيارة.
ومن جانبه، قال الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية المصرية، علاء عز، إن الوفد التركي أعلن استهدافه مضاعفة استثماراته في مصر، لترتفع من خمسة مليارات دولار إلى عشرة مليارات نهاية 2018، مشيرا إلى أن المفاوضات التي تمت بين رجال الأعمال من الجانبين تضمنت الاتفاق على إقامة مدينة متكاملة للصناعات النسيجية في مصر، تشمل مراحل الصناعة كافة.
أما بالنسبة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فقد أشارت "المصري اليوم" إلى زيارة وفد أمني من حركة حماس إلى القاهرة، بدأها مساء الثلاثاء، قادما من قطاع غزة، عبر معبر رفح البري، برئاسة مدير عام قوى الأمن، توفيق أبو نعيم، لإجراء لقاءات مع مسؤولين أمنيين مصريين، وبحث العديد من الملفات بين الجانبين.
وبحسب الصحيفة، عزت مصادر ذلك التقارب وذوبان الجليد إلى أنه "يبدو أن وصول دونالد ترامب إلى سدة حكم الولايات المتحدة الأمريكية سيؤثر على كثير من المواقف السياسية في المنطقة، كما أنه في الفترة الأخيرة وجدنا تقاربا مصريا تركيا بشأن الموقف في سوريا"، على حد قولها.
ويُذكر أن عددا من الإعلاميين الموالين للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، شنوا حملة شعواء على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الآونة الأخيرة، على إثر تصريح مسؤول أمريكي بأن منع دخول الولايات المتحدة قد يشمل مواطني مصر والسعودية وأفغانستان وباكستان في مرحلة تالية، إذ اتهم هؤلاء الإعلاميون دونالد ترامب بتعزيز الإرهاب ودعمه، وليس العكس.