مركز اطلس : سياسة ترامب قد تحمل مفاجآت تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

الأربعاء 25 يناير 2017 05:40 م / بتوقيت القدس +2GMT
مركز اطلس : سياسة ترامب قد تحمل مفاجآت تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي



غزة \سما\

رأى سياسيون ومثقفون خلال حلقة نقاش نظمها مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية تحت عنوان " عهد ترامب وتداعياته على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أن السياسية الأمريكية في ظل الرئيس الأمريكي الجديد رونالد ترامب تحمل كثيراً من التغييرات على القضية الفلسطينية والمنطقة، مؤكدين على ضرورة إيجاد خطة استراتيجية فلسطينية لمواجهة الانعكاسات السلبية على القضية الفلسطينية، في ظل الإعلان الصريح لترامب بأنه يقف إلى جانب "إسرائيل" في مواجهة الفلسطينيين ودعمه للاستيطان وعزمه نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس، وتنكره للقانون الدولي والأمم المتحدة.

واستعرض مدير مركز أطلس للدراسات الاسرائيلية عبد الرحمن شهاب، تصريحات ترامب خلال الحملة الانتخابية وفي خطاب التنصيب وإصراره على نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس، ودعمه للاستيطان وتهديداته للخارج، والترتيبات الإسرائيلية لتجميد القرار 2334ــ ونقل السفارة، متسائلاً ماذا يجب علينا فعله كفلسطينيين لمواجهة هذه السياسية الأمريكية في عهد ترامب؟ وما الثمن الذي يمكن أن يدفعه الفلسطينيون والعرب لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مقابل التنازل عن نقل السفارة الأمريكية للقدس؟

من جانبه، أكد النائب في المجلس التشريعي جميل المجدلاوي أن عناصر ومحددات الموقف الأمريكي ثابتة بغض النظر عن هوية الرئيس الموجود. موضحاً ان محددات الموقف الأمريكي في علاقته مع "إسرائيل" تنطلق من ثلاثة محاور وهي: الالتزام الامريكي بأمن "إسرائيل"، وأن "إسرائيل" بالنسبة للولايات المتحدة هي التجسيد الوحيد للديمقراطية في الشرق الاوسط من وجهة نظرهم، وتأثيرات اللوبي اليهودي في أمريكا والمسيحيين الصهيونيين.

وشدد على أن هذه المحددات، لا يمكن لأي رئيس أمريكي أن يحيد عنها، وهو ما يعني أن أي رئيس أمريكي سواء كان ترامب أو غيره يمكن أن يحقق الحد الأدنى من طموح الفلسطينيين والعرب. معرباً عن اعتقاده أن سياسة ترامب في محصلتها ستراوح ما عهدناه مع السياسات الأمريكية السابقة، مع تعاطف أكبر نسبياً مع إسرائيل.

وفي نفس السياق، أشار الكاتب والسياسي د. أحمد يوسف أن فوز الرئيس الأمريكي رونالد ترامب أثار ضجة كبيرة ومعالجات أمريكية وسياسية غير مسبوقة ونقاشات داخل الشارع الأمريكي والنخب الأمريكية، واثار حفيظة جهات كثيرة في المجتمع الدولي للتهديدات التي أطلقها خلال حملته سواء في أوروبا أو الصين والأمم المتحدة, لذلك الجميع يعيش حالة من القلق والترقب.

وقال:" الجميع يعرف أن الرؤساء في الحملات الانتخابية يتحدثون كثيراً لجلب أصوات الناخبين، وليس بالضرورة أن يطبقوا وعودهم بعد فوزهم بالانتخابات. مضيفاً أن كل مرشح يحاول أن يراعي في خطابه الانتخابي جميع الجهات ليكسب ودها وأصواتها، لكن ترامب خسر الأقليات من أوصل عربية ولاتينية وأفرط في دعم وكسب ود اليهود.

وأكد على أن وعودات ترامب التي أطلقها هي من أثارت الشارع الأمريكي ولازال محتقناً في موضوع الرئيس، وأن التجارب السابقة تؤكد أن ليس كل ما يقال يمكن الالتزام به وتنفيذه.

وأشار، إلى أن المراجعات الأمريكية بدأت بالأمس بشأن موضوع نقل السفارة إلى القدس، وهذا تأكيد على أن الحملات الانتخابية تبدأ كبيرة ثم تصغر شيئاً فشيئاً، وأمريكا دولة مؤسسات كبيرة، لذلك ليس كل ما يقوله الرئيس يستطيع تنفيذه.

ورأى الدكتور يوسف، أن ترامب هو رجل أعمال يفهم في المصالح التجارية أكثر من السياسة، وأن تعييناته الجديدة التي أقرها، هي ما ستبين ملامح ومسارات أمريكا في عهده. موضحاً أن فترة الـ 100 يوم لا يمكن أن تحدد مسارات السياسية الأمريكية قبل انتهاء هذه المدة.

وقال: أن ترامب جاء في أجواء جديدة، وهو غير لا يحمل أي خلفية أيدولوجية ليتعاطف مع إسرائيل، وهمه كرجل أعمال مصلحة أمريكا دون اللجوء لاعتماد الأيدولوجيات لحل الصراع. مضيفاً أن ترامب قد يفاجئنا بأشياء كبيرة جداً على الرغم من حديثه بلغة تثير القلق.

وأكد على ضرورة أن يكون الشعب الفلسطيني خلف رجل واحد، ولا يجوز في ظل وضعنا الحالي (الانقسام) أن نكون مشتتين تجاه نقل السفارة الأمريكية للقدس، لافتاً إلى أنه منذ العام 1995 وحتى يومنا هذا يتم تأجيل قرار النقل بسبب وجود ضغط عربي ومسيرات قبالة البيت الأبيض ضد قرار النقل.

وأعرب د. يوسف عن أسفه لعدم وجود أي ورقة ضغط ، ولذلك لا بد من أن نجتمع معاً ونواجه العالم بموقف واحد، وبعد ذلك نتجه للعرب لإصدار موقف موحد.

بدوره وصف الباحث المتخصص في الشأن "الإسرائيلي" إسماعيل مهرة، خطاب ترامب بالفاشي، وتساءل هل سيذهب لتنفيذ شعاراته أم أنها شعارات تهدف لجلب الجماهير حوله.

وقال:" إن المؤشرات التي تتضح منذ دخول ترامب البيت الأبيض في 20 يناير، كرر في خطاب التنصيب التزامه ببرنامجه الانتخابي. مضيفاً أن هذا الخطاب فيه تشابه كبير مع خطاب الفاشية الألمانية، التي تقول أن ألمانيا فوق الجميع.

ولفت إلى أن ترامب وقع مجموعة من القرارات، منها إقامة الجدار مع المكسيك، وإعادة النظر في الاتفاقية التجارية مع كندا، وإلغائه اتفاقية التجارة العالمية الحرة، وكل هذا يعتبر مؤشراً على أن ترامب ذاهب لتنفيذ ما طرحه في حملته.

وأشار مهرة، إلى أن ترامب تحدث عن حربه تجاه الاسلام المتطرف، وهل ستنجح اسرائيل بإقناع ترامب أن الفصائل الفلسطينية هي ضمن هذا التوجه وبالتالي تصبح مستهدفة أمريكياً؟

ولفت إلى أن نتنياهو، اعتاد على تشبيه العمليات الفلسطينية الفدائية بعمليات اسطنبول ونيس وغيرها التي وقف خلفها تنظيم الدولة (داعش).

وأضاف، أن ترامب يتحدث وكأنه لا يخضع لضوابط المؤسسة الأمريكية، وكأنها لا تعني له شيئاً.

وأشار، إلى أن الفلسطينيين نظرهم متجه إلى موضوع نقل السفارة الأمريكية للقدس، وهذا الموضوع ربما يتم تأجيله وغير مطروح الأن على الأجندة الأمريكية، متسائلاً عن بقية الملفات من الانفلات في التغول الاستيطاني والارهاب الاسرائيلي والانتهاكات اليومية.

وأكد أن نتنياهو اليوم، الذي أعلن عن نيته بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في معالية ادوميم وغيرها للتأكيد على أنهم أصبحوا طلقاء بعد رحيل أوباما، يستجيب لضغط اليمين الاسرائيلي المتطرف الذي يعتبر أن ترامب هو رئيس الأحلام بالنسبة لهم وفي عهده لابد أن يضموا المستوطنات الكبرى ومناطق C وغيرها من القضايا الحساسة، لكن نتنياهو هو الوحيد الذي  يشعر بالذعر لانه يقف بين دعم المتطرفين له وبين خشيته من المجتمع الدولي.

وأكد أن نتنياهو لديه أجندة واضحه وهي فرض أمر واقع بطريقة لا تثير الآخرين، وأن يوصل الفلسطينيين إلى اليأس تدريجياً والتسليم باتجاه السلام العربي أولاً ومن ثم السلام مع الفلسطينيين كتحصيل حاصل.

وأكد مهرة، ان ترامب وطاقمه لا يدركون حجم المخاطر، وفي نفس الوقت يعتبر موقف ترامب بمثابة فتاش بالنسبة للموقف العربي، الذي لم يصدر منه موقف واضح من موضوع نقل السفارة للقدس.

من جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي توفيق أبو شومر، أن هناك شيئا قديما قد تم تجديده الان، وهو أنه في السابق كان هناك تفكيكاً خلال الاربع سنوات الماضية، الذي طال العالم العربي ومنطقة السوق الاوروبية المشتركة.

وقال:" إن هذا التفكيك يعقبه إعادة الاقتسام، والان هذا الاقتسام واقع بين روسيا وامريكا، لأن العالم قبل هذا التاريخ كان يؤثر فيه السياسيون أكثر من الاقتصادين، والان انقلبت الصورة تماماً. مضيفاً أن هدف ترامب هو تحقيق غاية السيادة الاقتصادية.

ورأى أن قضية فلسطين وهي المركزية يبدو أن هناك محاولة للتخلص منها وانهاء هذه القضية بالمطلق، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود أطراف متطرفة لأنهم هم القادرون على اتخاذ القرار.

أما الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، فقد أكد أن المعادلات السياسية التي منعت الرئيس السابق أوباما من تحقيق شيء، تنطبق على ترامب أيضاً.

وقال:" إن وصول ترامب للحكم في أمريكا جسد معادلات جديدة وهي أن السياسة هي اقتصاد مكثف، وترامب بدأ حرباً تجارية اقتصادية قبل أي حرب أخرى، وهذه الحرب هي من ستغير المعادلات العالمية، من انسحابه من نافتا، والباسفيك، واقترابه من المحافظين في بريطانيا، وقيل أن بريطانيا هي التي نصحته في موضوع نقل السفارة للقدس.

إضافة إلى أن اليمين واليمني الأكثر تطرفاً بالوصول للحكم في فرنسا، وهناك عناصر ذات بعد اقتصادي.

ورأى أن المعادلات الأمريكية حتى الآن غير واضحة، ومن الخطأ رسم سياسات على ضوء ذلك. مشيراً إلى أن التقارب الروسي الامريكي، سيكون فقط في الساحة السورية ولفترة محدودة، ولن يكون مودة وعلاقات جيدة بين الطرفين مستقبلاً.