اتهم عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" فتحي حماد، الرئيس محمود عباس بإفشال جميع الحلول الرامية لإنهاء أزمات قطاع غزة.
وقال حماد خلال حوار مع صحيفة "فلسطين" المحلية، إن "المقاومة بغزة، في حالة إعداد وتصنيع وتطوير لمقدراتها، ولن تبقى مستسلمة للأزمات المفروضة على القطاع المحاصر".
وحذر من أن "المزيد من الحصار سيؤدي إلى مزيد من الانفجار الذي سيطال الجميع"، مؤكدا أن زيادة الحصار على غزة " ليست من مصلحة الاحتلال ولا السلطة ولا حتى الرئيس ولا أي شريك للاحتلال في هذه المنطقة". كما حذر من أن "الحصار يجب أن يلغى وينتهي، وكل المحاصرين يجب أن ينهوه ".." وإلا سيكون هناك انفجار لا يحمد عقباه".
وأضاف أن هناك مشروعين: مشروع المقاومة لتحرير فلسطين، ومشروع التسوية الذي بدأ باتفاقية أوسلو التي وقعت بين السلطة والاحتلال عام 1993م وما قبلها، لافتا إلى أن الاحتلال "لم يطبق أية اتفاقية مع السلطة بل ضرب بها عرض الحائط".
وأوضح أن مشروع التسوية "يريد تحطيم أي إرادة فيها مقاومة، ويتعاون مع الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية، وأنه بدأ يترجم ذلك من خلال فرض الحصار ومشاريع التسوية".
وذكر أن "مشروع التسوية" يستغل كل أزمة تفاقم الحصار، مثل أزمة الكهرباء، مؤكدا "هم الذين صنعوا الأزمة وشاركوا في الحصار، ونسبتهم في الحصار أكثر من 70%".
وقال حماد: "نواجه أزمة متعددة مركبة"، مذكرا بتعرض القطاع لثلاث حروب في مواجهة الاحتلال، "ورغم ذلك بقي الشعب ملتفا حول مقاومته"، ودلل على ذلك باستطلاع للرأي العام، أكد أن نسبة تزيد عن 80% من الشعب الفلسطيني "أكدت أنه لا يمكن أن تستبدل المقاومة بالكهرباء". الاستسلام واستدرك حماد: "ضريبة الاستلام والخضوع للاحتلال أكبر من مقاومته والوقوف في وجهه .. ندفع الثمن وهو أقل بكثير من دفع ثمن الانهيار والاستسلام".
وذهب للإشارة إلى أنه "لا يوجد أي مستوطن في غزة مقارنة بعدد المستوطنات التي تزداد في الضفة، وكثرة الحواجز العسكرية هناك، عوضا عن الأسوار الاسمنتية، مما جعل الناس يفقدون كرامتهم"، مؤكدا أنه لا حرية مطلقة بالضفة.
وأكمل حديثه: "غزة محررة لكنها محاربة من السلطة والاحتلال، ومع ذلك فإن البطالة بالضفة هي نفس البطالة في غزة .
. غزة محررة والضفة تحتاج إلى تحرير ومقاومة".
وتابع حماد أن "حماس لن تسمح بانهيار منظومة المقاومة المتقدمة التي أوجعت الاحتلال، في كل يوم هناك تقدم على مستوى التصنيع، ومنذ أن رفعنا السلاح ونحن نتقدم من نصر إلى آخر، حررنا غزة وطورنا السلاح وزدنا أعداد جيشنا، وتطورنا من حرب المجموعات المتفرقة البسيطة، إلى جيش عسكري صاحب تخصصات لديه من القوات والمناعة ما لم يتوفر في العالم العربي".
ودلل عضو المكتب السياسي لحماس، على ذلك "بأنه عندما قيدت طائرات العرب ولم تستطع تهديد الاحتلال جاءت طائرات حماس بذراعها العسكري كتائب القسام لتهدد الاحتلال على مستوى المعلومات والتصوير والقصف".
واستدرك: "لو علم الاحتلال أن الحرب ستكون نزهة في غزة، لشنها بعد عام من حرب العصف المأكول"، لافتا إلى أن الاحتلال يعيش في حالة ردع من المقاومة المتطورة، ولا سيما أنه وجد حرب "2009"، و"2012" و"2014" مفاجآت من المقاومة على مستوى البر والبحر والجو.
وفيما يتعلق بشعبية حماس، قال: "إن لدى حماس حاضنة شعبية واسعة، وإنه في مهرجانات انطلاقتها الأخيرة في الذكرى السنوية 29، في 14 ديسمبر/ كانون أول الماضي، خرج مئات الآلاف بشكل غير مسبوق في كافة محافظات القطاع، وهذا يدلل على ازدياد أعداد الملتفين حول خيار المقاومة وحماس".
أزمات وحلول
وفيما يتعلق بأزمات قطاع غزة، أكد حماد أن جميع الحلول الرامية لإنهاء الأزمات، وخاصة أزمة الكهرباء، يعيقها ويفشلها رئيس السلطة محمود عباس. وقال: "هناك سعي لحل أزمة الكهرباء على المستوى البعيد بالطاقة الشمسية والبديلة وأن ذلك سيتحقق على الأكثر ضمن إطار سنة".
كما أشار إلى الاتصالات التي أجراها نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية مع تركيا وقطر، لتحصيل كميات من الوقود لتشغيل محطة الكهرباء بكافة طاقتها. واتهم رئيس السلطة، محمود عباس بتعطيل مد خط 161 لزيادة الكهرباء الواصلة لغزة، رغم موافقة الاحتلال على ذلك".
وقال: "الدول النائية تعاني من الكهرباء، ولكن لديهم وحدة قرار ورئاسة، ولا يقوم الرئيس بمحاصرة شعبه، الأمر الاستثنائي أن عباس يعمل على تدمير منظومة المقاومة، مع أنه يفترض أن ينضم لمقاومة الاحتلال، والعمل على حل المشاكل بالتشاور