استنكرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، الخميس، مشروع قرار أمريكي يطالب بتصنيفها كـ"منظمة إرهابية"، محذرة من أنه قد يؤدي إلى "مزيد من التوتر وتقليل مساحة الاعتدال".
يأتي ذلك رداً على مشروع قرار تقدّم به السيناتور الجمهوري في الكونغرس الأمريكي "تيد كروز"، يطالب بإدراج جماعة "الإخوان المسلمين" على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
وفي تصريحات للأناضول، قال المتحدث باسم الإخوان، طلعت فهمي، إن "هذه المطالبات تأتي في ظل الجهود التي تبذلها سلطة الانقلاب (النظام المصري) واللوبي الصهيوني، للضغط على عدد من الدول من بينها بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما بهدف الحصول على اعتراف دولي بها".
وحذَّر فهمي من أن "محاولات وضع أكبر جماعة إسلامية معتدلة في العالم في خانة الإرهاب من شأنه أن يزيد من التوتر ويقلل من مساحة الاعتدال".
وأضاف: "نتمنى ألا توُرِط الولايات المتحدة نفسها في مزيد من التناقض، بين ما تعلنه من قيم الديمقراطية والحرية، وبين ما يمكن أن يترتب عليه مثل هذا القرار حال صدوره".
متحدث الإخوان شددَّ على أن "الجميع في العالم كله يعلم نصاعة ثوب الإخوان المسلمين وبراءتهم من اتهامات الإرهاب".
وتابع: "رسالتنا رسالة بناء لا هدم، تعمير لا تخريب، دعوة بالحسنى دون إساءة لأحد، بيد أننا نسعى لانتزاع حقوقنا كأمة والانطلاق كغيرنا من دول العالم في النهضة والتقدم وحرية الإرادة في اختيار حكامنا كما تفعل كل بلدان العالم المتحضر".
في السياق، قال أشرف عبدالغفار، القيادي بالجماعة، إن "الإخوان جماعة عمرها 88 عاما ونهجها الإسلام واحد لا يتغير، ولم يثبت اتهام أحد من أعضائها بارتكاب جريمة إرهابية لا في أوروبا ولا في أمريكا".
عبدالغفار، ربط في حديثه للأناضول، بين مطالب إدراج الإخوان كـ"منظمة إرهابية"، وإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، قائلاً: "الأمر لا صلة له بالإخوان ولا بسلوكهم ولا توجهاتهم، إنما بالتوجه الأمريكي في هذه المرحلة".
وقال: "السيناتور الامريكي (تيد كروز) لو عنده شروط متوفرة تناسب العقل والمنطق الإنساني فليخرجها لنا وللعالم ليحكم عليها، وطبعا الشروط والمعايير تنطبق على الجميع، وليس إزدواجية معايير طالما عومل بها من يسمونه بالعالم الثالث".
ولم يستبعد "عبدالغفار"، وقوف اللوبي الصهيوني داخل الكونغرس الأمريكي، وراء تلك الدعوات؛ لأن "الإخوان مازالوا مصرين على حق فلسطين في استرداد كل شبر من الأراضي المحتلة"، وفق قوله.
وتابع: "اللوبي الصهيوني له اليد العليا في الكونغرس الأمريكي خاصة وفي السياسة الأمريكية عامة".
واستطرد: "إذا أقرت الخارجية الأمريكية قراراً يدين الإخوان، فلها ما تريد، هذا لن يضيف أو ينقص من الإخوان، ولكنه سيضع أمام المعايير الأمريكية والحديث عن حقوق الإنسان والدفاع عن المظلومين عدة علامات استفهام ويزيد من كراهية الشعوب العربية والمسلمة لأمريكا".
وقال المفكر السياسي المصري مصطفى الفقي، إنه في حال وصف الكونغرس الأمريكي جماعة الإخوان بأنها "إرهابية، فستكون ضربة عنيفة لها".
وأضاف "الفقي" في حديث متلفز أن "تصنيف الكونغرس لجماعة الإخوان بالإرهابية، يعني ملاحقة قيادتها في الولايات المتحدة الأمريكية".
وقدّم السيناتور الجمهوري في الكونغرس الأمريكي "تيد كروز"، مشروعا قرار يطالب أحدهما بإدراج جماعة "الإخوان المسلمين" والآخر "الحرس الثوري الإيراني" على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
وقدّم كروز مشروع القرار الخاص بالإخوان المسلمين بالاشتراك مع زميله السيناتور "ماريو دياز- بالارت" من ولاية فلوريدا، فيما قدّم المشروع الآخر بالإشتراك مع زميله السيناتور "مايكل ماك كول" من ولاية تكساس.
ونصّ مشروع القرار على أن الشروط متوفرة لإدراج وزارة الخارجية الأمريكية جماعة الإخوان المسلمين في قائمة المنظمات الإرهابية، مطالبًا بالإفصاح للرأي العام عن الأسباب في حال لم يتحقق الأمر.
كانت اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي وافقت على مشروع قرار تقدّم به كروز نهاية العام 2015 لإدراج جماعة الاخوان المسلمين كتنظيم إرهابي، إلا أن المشروع لم يُطرح على التصويت العام من المجلس.
ويتطلب تقنين المشروعين المذكورين مصادقة مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين لينتقل إلى رئيس البلاد من أجل إقراره.
يّذكر أن تيد كروز، كان أحد المنافسين الجمهوريين للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية، لكنه أعلن انسحابه من سباق الترشّح مطلع مايو/أيار من عام 2016.