خلف الصورة الخادعة لحالة الهدوء على الجبهة الجنوبية، الجيش الإسرائيلي وحماس يستعدان بالفعل للحرب المقبلة، ففي إسرائيل يركزون على تحديد مراكز ثقل الحركة واختيار الهدف الأمثل للمعركة، وحماس تخطط لهجمات منتقاة باستخدام البحر وطائرات بدون طيار وسط حالة روتين يومي بسماع صفارات الإنذار في تل أبيب وكل اتجاه، والآلاف من المقاتلين سيكونون في الأنفاق.
هكذا وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في تقرير مطول النمط الذي تتوقعه في المعركة المقبلة على جبهة حدود قطاع غزة بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي.
وأشار موقع الصحيفة في تقريره إلى أن ملاحظة السباق الجاري بين الجانبين استعدادا للمعركة يمكن ملاحظته دون أي عناء من داخل المستوطنات المحاذية للقطاع والتي بنت حركة حماس قبالتها عددا من المواقع العسكرية وتنفذ تدريبات يسمع خلالها إطلاق النار وحدوث انفجارات كبيرة حتى في ساعات الليل، وتنفذ حفريات لأعمال عسكرية باستمرار كما يفعل تماما الجيش الإسرائيلي حول المنطقة الحدودية للقطاع لأكبر مصنع أسمنت.
وقال الضابط الكبير في قيادة المنطقة الجنوبية العقيد يوفال بن دوف "نحن عازمون على جعل أنفاق حماس مصائد موت.. الحرب المقبلة لن تكون فقط من الجو وحده، ولن تحقق الهجمات الجوية وحدها أي مكسب".
ويقول الموقع إن القيادة الجنوبية في الجيش تستعد لصراع من نوع آخر في غزة سيكون هذه المرة أكثر دقة وأقل وقتا، وذلك يتطلب عامين أو ثلاثة من الصمت والإعداد الجيد لإنهاء حكم حماس.
ويضيف "إلى أن يحدث ذلك، لن يتردد الجيش الإسرائيلي كل بضعة أشهر في ضرب البنى الاستراتيجية لحماس بإلقاء عشرات الأطنان ردا على إطلاق الصواريخ، وهي فرصة تستفيد منها إسرائيل لإضعاف قوة الحركة، حيث توجه القيادة الجنوبية ضربات ذات كفاءة مع التركيز على السرعة".
ورأى الضابط بن دوف أن الأوضاع الاقتصادية السيئة وانقطاع الكهرباء وارتفاع معدلات البطالة وزيادة النمو السكاني جميعها أسباب ستصبح قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة. مشيرا إلى أن حماس اعتقلت نحو 30 فردا من عناصر تنظيمات مختلفة حاولوا في الأشهر الأخيرة كسر الهدوء على جبهة غزة بإطلاق صواريخ تجاه إسرائيل.
وحول ظروف المعركة المقبلة، قال الضابط إن حماس كما الجيش الإسرائيلي ستركز في المعركة المقبلة على أساليب جديدة وتجعل المعركة مفتوحة من خلال تسلل عشرات المسلحين للكيبوتسات الإسرائيلية المجاورة للقطاع وقتل وخطف إسرائيليين منذ اليوم الأول بهدف رفع معنويات الفلسطينيين وخطف صورة النصر.
وأضاف "حماس تخطط لنقل الجزء الأكبر من القتال إلى تحت الأرض في شبكة الأنفاق التي صنعتها، كما أنها تعمل على تحسين صواريخها مع التركيز على الدقة والمدى الطويل لإنتاج روتين يومي في غوش دان (تل أبيب) من صفارات الإنذار وسقوط الصواريخ على الرغم من إمكانيات القبة الحديدية في اعتراضها".
وتابع "كما تعمل حماس على زيادة قذائف الهاون لديها، وتضاعف من قدرات طائراتها بدون طيار لاستخدامها في المعركة، وتسلل قوات الكوماندوز البحري عبر الساحل، كل ذلك يهدف لنقل المعركة إلى داخل إسرائيل".
ويشير موقع "يديعوت أحرونوت" إلى أن حماس ستركز على عمليات خطف الجنود. وقال إن الجيش يتدرب على ذلك ويعمل على تنبيه جنود.
وقال ضابط كبير إن الجنود يتدربون على وقاية أنفسهم من الخطف وكيفية التصرف واليقظة.
وذكر الموقع أن الجيش يحلل مراكز قوى وثقل حماس لتنفيذ عمليات برية فيها مع هجمات جوية مكثفة، وكيفية التعامل مع مخططاتها بين المباني السكنية وكذلك الأنفاق وغيرها.
وقال الضابط بن دوف "احترم حماس كثيرا كعدو يفهم نقاط ضعفه ويتعلم من أخطائه". مشيرا إلى أنه ستكون لدى الجيش العديد من الخطط والسيناريوهات في المعركة المقبلة، منها تقسيم القطاع جغرافيا والكثافة الجوية النارية وتنفيذ خطة الحزام الناري.