لا تُخفي إسرائيل محاولاتها غير المُتوقفة لدقّ الأسافين بين حلفاء الجيش العربيّ السوريّ، الذين يُحاربون معه وإلى جانبه ضدّ المُعارضة المُسلحّة وهم: روسيا، إيران وحزب الله. وفي هذا الإطار تقوم تل أبيب، عبر ماكينتها الإعلاميّة المشحوذة جدًا بنشر الأخبار، ربمّا الصحيحة، ربمّا الخاطئة، من أجل تحقيق هدفها القاضي بالإيهام بوجود خلافاتٍ في المحور الروسيّ-الإيرانيّ- السوريّ وحزب الله، لأنّه، بحسب تصريح كبار قادتها فإنّ النصر في حلب لهذا المحور على المعارضة المُسلحّة، فتح الباب على مصراعيه أمام حزب الله وإيران للتقدّم باتجاه الجزء المحرر من مرتفعات الجولان العربيّة-السوريّة، وفتح جبهة من هناك ضدّ إسرائيل.
وبحسب المصادر الإسرائيليّة، فإنّ صنّاع القرار في تل أبيب يخشون من أنْ يقوم حزب الله، بدعمٍ إيرانيّ، من فتح جبهة الجولان، كما فعل في جنوب لبنان، الأمر الذي أدّى إلى هروب الجيش الإسرائيليّ من المنطقة في أيّار (مايو) من العام 2000.
وفي هذا السياق، ذكر موقع Israel Defense المختّص بالشؤون الأمنيّة أنّ بعض التقارير التي وردت في الأيام الماضية في وسائل الإعلام العالميّة تحدّثت عن رغبة روسية بإخراج حزب الله من سوريّة إلى لبنان بموجب الاتفاق في سوريّة، فيما أعلنت إيران معارضتها لذلك، وعليه أرسلت حزب الله لزرع عبوة قرب موقع “غلديولا” التابع للجيش الإسرائيليّ في مزارع شبعا، على حدّ زعم المصادر الأمنيّة في تل أبيب، والتي اعتمد عليها الموقع.
ونقل الموقع عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ قوله: كان هناك خشية من حصول عملية في المكان، غير أنّه قال إنّه لم يتمّ العثور على عبوة، بحسب تعبيره.
وبحسب الموقع، يتعلّق الأمر بحادثٍ استثنائيٍّ يحصل مؤخرًا عند الحدود الشمالية، وتحديدًا في المنطقة التي اندلعت فيها قبل عقد حرب بين إسرائيل وحزب الله، والتي أطلقت عليها تل أبيب حرب لبنان الثانية.
وتابع الموقع الإسرائيليّ قائلاً إنّ التهديدات المتبادلة بين الجانبين يمكن العثور عليها على الشبكة، لكن أيّ نشاطات هدفها إرسال تهديد علنيّ لم تحصل من أيّة جهة حتى يوم الخميس الماضي.
ووفقًا لمعلومات يدّعي Israel Defense الحصول عليها، نجح حزب الله بزرع عبوة قرب موقع “غلديولا” التابع لجيش الاحتلال في مزارع شبعا. وخلال الحادثة سُمعت طلقات نارية، إلّا أنّ الجيش اعتقد بأنّ الأمر يتعلّق بصيادين. وتابع، نقلاً عن المصادر عينها، إنّه صباح الخميس عثر الجنود الإسرائيليون على عبوةٍ، وكان هناك خشية من “تشريكة عبوات”، لكن تبيّن عدم صحة هذه المخاوف إذ عُثر على عبوة واحدة فقط.
وبرأي الموقع، الأمر مرتبط بمنطقة من الصعب جدًا التحرّك فيها، أيْ منطقة على شكل غابة حيث يصعب جمع المعلومات الاستخباراتية وتلقي الإنذار، حتى بالنسبة لإسرائيل. وكون تفاصيل هذه الحادثة سريّة، لا يمكن أنْ نعلم ماذا حصل بالضبط هناك، وكيف نجحت مجموعة لحزب الله، على الرغم من التكنولوجيا على الحدود، بزرع العبوة قرب موقع إسرائيليّ، على حدّ تعبيره.
وساق الموقع الإسرائيليّ قائلاً، نقلاً عن المصادر الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب، إنّه وفقًا للمعلومات فإنّ الضباب كان كثيفًا في الليلة التي زُرعت فيها العبوة، كما سبقتها عمليات إطلاق نار تشبه أسلوب الصيادين. الآن، صيادون أمْ لا، السؤال هو كيف لم تعطِ منظومة الجمع التكنولوجيّ جوابًا كافيًا، أكّد في تقريره.
وأكّدت المصادر الإسرائيليّة على أنّ حزب الله ينشط في كلٍّ من لبنان وسوريّة، وهذا الأمر يؤدّي إلى تآكل قوتّه العملياتيّة من ناحية، ولكن من الناحية الأخرى، قال الموقع، فإنّ القتال في سوريّة أوصل حزب الله إلى قمّة القدرات العملياتيّة في الحرب وجهًا لوجه، وهو الأمر الذي كان ينقصه في السابق. وتابعت المصادر نفسها قائلةً إنّ هذا الواقع يُعتبر مُريحًا لإسرائيل لأنّه يُفقد حزب الله الرغبة في تسخين الجبهة ضدّ إسرائيل.
ولفت الموقع الإسرائيليّ في سياق تقريره إلى أنّ إيران التي تُريد حزب الله في سوريّة تقوم بتوجيه الرسائل لجميع المعنيين، وفي مُقدّمتهم إسرائيل، بأنّه في حال انتقل حزب الله إلى لبنان، فإنّ مُواجهة الدولة العبريّة ستكون في أوّل سُلّم أولوياته، بحسب وصفه.
علاوةً على ذلك، أوضحت المصادر الرسميّة والرفيعة في تل أبيب، كما أفاد الموقع، أنّه في هذا الوقت بالذات يقوم الجيش الإسرائيليّ بإجراء التدريبات، والمحافظة على الحدود مع لبان عن طريق شبكة تكنولوجيّةٍ ذكيّةٍ، التي تمنحه الفرصة للحصول على إنذارات مُبكرّةٍ عن عمليات قد يقوم بتنفيذها حزب الله.
وخلُص الموقع إلى القول إنّ إسرائيل ترغب ببقاء حزب الله في سوريّة وترى في خروجه من هناك عودة لاستهدافها مرة أخرى، على حدّ قوله.